علوم وتكنولوجيا

نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله العمل الإنساني ركيزة أساسية في سياسة الكويت الخارجية

أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله اليوم الأربعاء أن العمل الإنساني يمثل منذ عقود مضت ركيزة أساسية في سياسة الكويت الخارجية وأحد ملامح قوتها الناعمة.
وقال الجارالله في كلمته خلال افتتاح الندوة التاسعة للجنة الدائمة لمتابعة تنفيذ الخطة الخمسية وبرنامج عمل الحكومة في وزارة الخارجية الكويتية بعنوان (العمل الإنساني الكويتي.. حقوق وإنسان) إن الكويت مستمرة في توفير حياة كريمة للشعوب المنكوبة والمساهمة في تحقيق نهضتهم الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن ذلك يتم عبر مختلف المؤسسات الكويتية الحكومية والأهلية منها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قدم أنشطة تنموية ل106 دول حول العالم إضافة إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي وبيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية والجمعيات الخيرية التي نفذ مشاريع خيرية في مختلف الدول.
وأوضح أن هذه الندوة تأتي في إطار تبني وزارة الخارجية مشروعا تنموية يهدف إلى إبراز جهود الكويت في مجال حقوق الإنسان وفي ظل أزمات إنسانية متتالية ناتجة عن نزاعات مسلحة أو كوارث طبيعية يشهدها العالم ويتجرع مرارتها 141 مليون شخص في 37 دولة حول العالم.
وذكر أن الندوة التي تقام بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين سوف تساهم في تعزيز الجهود الوطنية بأهمية العمل الإنساني وأثره في حماية وتعزيز حقوق الإنسان عبر الدول أو مؤسسات المجتمع المدني والوكالات الدولية غير الحكومية أو الجمعيات الخيرية.
ولفت الجارالله إلى أن جمعية العون المباشر قدمت منذ عام 1981 ما يفوق المليار ونصف المليار دولار للقارة الإفريقية اضافة الى جمعية الرحمة العالمية التي قدمت منذ عام 2003 ما يقارب المليار دولار للحفاظ على كرامة الإنسان وتوفير حقوقه.
وذكر أن المجتمع الدولي أمامه تحديات ناتجة عن الظروف المذكورة آنفا ونتجت عنها هجرة غير شرعية لآلاف النازحين واللاجئين واستغلال ظروفهم الصعبة التي نشطت معها حركة الاتجار بالبشر وصادرت حقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية مما زاد من فرص الجماعات الإرهابية في استقطابهم وتجنيدهم.
وأفاد بأن تلك الظروف ساهمت في غياب فرص التعليم والعمل والمنظومة الصحية مما دعا دولة الكويت إلى السعي جاهدة لمواجهتها وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمختلف المناطق المنكوبة آخرها العراق إذ تقدمت بمبلغ 200 مليون دولار فضلا عن اليمن بمبلغ 100 مليون دولار تم تخصيصها لمختلف القطاعات هناك للايواء والصحة والمياه والتعليم وغيرها.
ولفت الجارالله إلى مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باستضافة الكويت المؤتمر الدولي لإعادة أعمار العراق الأسبوع المقبل "الذي يأتي تأكيدا جديدا على دور الكويت وشعبها في مساعدة الدول وفي إطار التزامها المبدئي والأخلاقي والإنساني تجاه دعم المنكوبين والمتضررين".
وأشار إلى أن ذلك نهج فرضه واقع تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد بتسمية سموه قائدا للعمل الإنساني ودولة الكويت مركزا للعمل الإنساني والذي أضاف مسؤولية مضاعفة على الكويت نحو دعم الجهود الإنسانية للعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي تضرب عدة دول في العالم.
وشدد على حرص الكويت على مواصلة التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة في مجال الشؤون الإنسانية وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وحفظ الكرامة الإنسانية.
ولفت بهذا الصدد إلى مشاركة الكويت خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان بفاعلية في تسليط الضوء على قضايا إنسانية عدة تتطلب اهتماما دوليا ومساهماتها أيضا خلال عضويتها في اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومجموعة كبار المانحين للجنة الدولية للصليب الأحمر ومجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا. 

وقال الجارالله إن الكويت أوفت بكل ما تعهدت به في المؤتمرات الدولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا والتي قدرت بنحو 6ر1 مليار دولار وكان آخر ما تعهدت به أمام مؤتمر لندن الدولي للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا ودول الجوار وتم الوفاء به بمبلغ 300 مليون دولار مقسمة على ثلاث سنوات.
وذكر أن الكويت تقدمت ب 15 مليون دولار خلال رئاستها المشتركة مع الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة للمؤتمر الدولي لدعم لاجئي (الروهينغيا) الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي في جنيف.
وأكد حرص الكويت ومن خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن على السعي الحثيث بالتنسيق مع بقية الدول الأعضاء في محاولة إنهاء النزاعات والتوترات حول العالم وحفظ الأمن والاستقرار وإنهاء مشاكل النزوح واللجوء.
ولفت إلى أن الكويت ستعمل على تعزيز وتكريس مبدأ الدبلوماسية الوقائية عبر أداة العمل الإنساني بهدف منع نشوب النزاعات المسلحة من خلال تلك العضوية مما ينعكس إيجابا على استقرار المجتمعات وتحسينها من التطرف والنزاعات.
وفي تصريحات للصحفيين على هامش الندوة أكد الجارالله الدور الكبير والمهم تؤديه دولة الكويت في مجال العمل الإنساني ورعاية حقوق الإنسان وجهدها الدؤوب بهذا الصدد لافتا إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار تنفيذ الخطة الخمسية لدولة الكويت وفي إطار برامج الحكومة ودور وزارة الخارجية في هذا الشأن.
واستعرض الجارالله الدور الإنساني الكويتي المميز وما قدمته من دعم ومساندة للعمل الإنساني على مستوى العالم مشيرا في هذا الشأن إلى التكريم الأممي لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتسمية سموه قائدا للعمل الإنساني ودولة الكويت مركزا للعمل الإنساني.
وذكر أن الكويت عندما تسعى لتفعيل دورها في المجال الإنساني فإنها تدرك تماما أن هذا العالم يعاني جراء نزاعات وحروب أدت الى نزوح وتشريد وأوضاع إنسانية صعبة جدا نتيجة الصراعات والنزاعات لذا لابد من تخفيف آلام البشر على مستوى العالم لأن هذه الآلام ستعصف بحقوقهم الإنسانية وفي التعليم والرعاية الصحية والسكن وفي العيش الكريم وهي المقومات الأساسية في حياة الإنسان.
وبين "أننا عندما ننظر إلى دور الكويت فإننا نستشعر سعيها إلى توفير هذه المقومات وإلى دعمها على مستوى العالم فاستحقت الكويت هذا التكريم الأممي واستحق سمو الأمير أن يكون قائدا للعمل الإنساني.
وقال الجارالله إن الدور الإنساني للكويت يشمل دعم الأوضاع الإنسانية في العالم "فلدينا أشقاء في سورية والعراق واليمن ولا أدل على ذلك من أننا سنستضيف الأسبوع المقبل وبرعاية وتوجيه من سمو أمير اليلاد مؤتمر إعادة الإعمار في العراق وهذا الجهد الذي يهدف في نهاية الأمر إلى حماية الإنسان العراقي وتوفير العيش الكريم له وتحقيق أمنه واستقراره".
وأشار إلى أن هذا الجهد من قبل الكويت ليس رسميا فقط بل هناك جهود جبارة تدعو إلى الفخر والاعتزاز تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية فمثلا جمعية (العون المباشر) قدمت منذ عام 1981 ما يزيد على المليار ونصف المليار دولار لدعم النشاط الإنساني والجهد الخيري في القارة الإفريقية إضافة إلى جمعية الرحمة العالمية قدمت منذ 2003 ما يزيد على المليار دولار وهذه الأرقام تدعو إلى الفخر بالفعل والاعتزاز "بهؤلاء الرجال الذين آلوا على أنفسهم أن يسعدوا البشرية في أي موقع كان بالتالي آلو على انفسهم أن يحققوا الحياة الكريمة لهؤلاء البشر".
وردا على سؤال حول حجم المشاركات في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق قال الجارالله إن نحو 70 دولة مشاركة في المؤتمر وهناك مؤسسات مالية دولية ومنظمات دولية بالتالي مستوى المشاركة سيكون واسعا جدا وسيكون هناك أيضا عدد كبير من وزراء الخارحية والمنظمات الدولية.
وعن التوقعات بعدد الشركات في المؤتمر ذكر أن تسجيل الشركات وصل إلى ما يزيد على 2000 بين شركة ورجل أعمال وهو رقم كبير جدا ويدعو إلى التفاؤل والثقة بهذه المهمة والدور ويعتبر مؤشرا على ثقة رجال الأعمال بدولة الكويت ونهجها فيما يتعلق بإعادة إعمار العراق.
وبالنسبة إلى اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي لمكافحة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المقرر في الكويت 13 الجاري أفاد الجارالله بأنه ليس الاجتماع الأول بل هناك سلسلة اجتماعات لوزراء الخارجية دول التحالف والكويت دائما تقدم تصوراتها وأفكارها بهذا الصدد وهناك خريطة طريق تبحث دائما في هذه الاجتماعات.
ولفت إلى أن اجتماع وزراء خارجية التحالف في الكويت سيكون الأول لدول التحالف بعد هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق "ونتطلع إلى هزائم أكبر للارهاب وتفعيل دور أكبر لدول التحالف في هذه المواجهة".
في سياق آخر هنأ الجارالله ذوي المواطن الكويتي فالح العازمي الذي عاد إلى البلاد أمس الثلاثاء بعد الإفراج عنه من قبل السلطات الإيرانية لافتا إلى الدور الكبير لوزارة الخارجية وعلى رأسها الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي والاتصالات التي جرت مع الجانب الإيراني بهذا الصدد.
وأعرب عن الشكر للسلطات الإيرانية على الإفراج عن المواطن العازمي متمنيا "ألا تتكرر مثل هذه الأمور لمواطنينا".
وردا على سؤال بشأن "الحوار الإيراني الخليجي" أكد حرص الكويت على علاقات طبيعية وعلاقات جوار مع إيران "ونتمنى أن يبادلونا نفس هذا الشعور والتوجه في الحرص على علاقات متوازنة وقائمة على مبادئ صريحة وواضحة وفق ميثاق الأمم المتحدة وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حسن الجوار واحترام سيادة الدول أيضا".
يذكر أن الندوة التي تستمر يوما واحدا تضم جلستين الأولى تتناول الأولى (الحق في الحياة والأمان والصحة والرفاهية) ويحاضر من الصندق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الشيخ أحمد الصباح والثاني من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين برونو جيدو ومن جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور مساعد العنزي ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر يحيى عليبي ومن (أونروا) ماتياس شيمالي.
أما الجلسة الثانية فتتناول (الحق في التعليم والعمل) ويحاضر فيها من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية خالد العمر ومن الجمعية الكويتية للاغاثة جمال النوري ومن جمعية العون المباشر الدكتور عبدالله السميط ومن جمعية الرحمة العالمية سعد العتيبي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى