كتاب وآراء

شعبية اردوغان في تدهور مستمر والمعارضة تزداد قوة

صالح الفتيح*

إصرار أردوغان على إعادة آية صوفيا إلى مسجد يصبح مفهوماً في ضوء أخر استطلاعات الرأي والتي تشير إلى تراجع حاد في شعبية حزب العدالة والتنمية هذا العام بالتزامن مع صعود شعبية أحزاب المعارضة، خصوصاً المنافس الرئيسي حزب الشعب الجمهوري الذي انتزع رئاسة بلدية اسطنبول في انتخابات العام الماضي، حتى بعد إعادة الانتخابات. حزب العدالة والتنمية اضطر في السنوات الأخيرة إلى خوض الانتخابات بالتحالف مع حزب الحركة القومية لضمان الحصول على أكثر من 50% من الأصوات وهذا بات حاجة ضرورية بعدما تحول نظام الحكم في تركيا إلى نظام رئاسي. وفق أخر استطلاعات الرأي التي أجراها مركز MetroPOLL التركي، والتي نشرت يوم 4 يوليو/تموز، فإن تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية سيحصل فقط على 36% من الأصوات في حال عقدت الانتخابات الآن.

هذه نتائج استطلاع الرأي المذكور وقد أضفت عليها أسماء الأحزاب باللغة العربية ووضحت عليها التحالف الذي خاض الانتخابات البرلمانية في 2018 ونتائج تلك الانتخابات. الصورة الثانية تظهر تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية خلال الأشهر الخمسة الماضية.

وقبل توقع حصول زلزال سياسي كبير في تركيا يجب التذكير بأن الشريحة الأكبر من الأتراك – كما في سورية وغيرها من دول المنطقة – تفضل الاستقرار بغض النظر عن مساوئ الوضع الراهن. وحتى استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة MetroPOLL التركية وأظهر أن 64% من الأتراك يرغبون بالتصويت لأحزاب المعارضة مقابل 30% فقط سيصوتون لصالح حزب العدالة والتنمية، فحتى هذا الاستطلاع أظهر أن 36% من الأتراك يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة والباقي – أي 64% يفضلون الانتظار حتى موعد الانتخابات المقبلة في 2023.

وعلى الكثير من السوريين الذين ينتقدون الشعبوية الدينية في تركيا أن يلحظوا ما يجري في سورية قبل أن ينتقدوا جيرانهم في الشمال. فصعود التيار الإسلامي في تركيا لم يكن بالكامل رغماً عن إرادة التيار القومي الذي لايزال يمسك بالكثير من مفاصل الدولة العميقة في تركيا. صعود التيار الإسلامي كان، ولا يزال، يستفيد من تحالف براغماتي مع التيار القومي في تركيا – ولا أقصد التحالف الحزبي بين حزبي العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فهذا مجرد قشور. الخلاصة أن التحالف مع الإسلاميين، في تركيا، كفل للبعض الاحتفاظ بنفوذه، خصوصاً في مواجهة التيار اليساري الذي طالما اعتبرته المؤسسة العسكرية والأمنية التركية الخطر الأول. عبقرية التحالف مع بعض التيارات الإسلامية لا تقتصر على تركيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى