الكويت تؤكد سعيها لتعزيز التعاون بين مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية

اكدت دولة الكويت اليوم الجمعة انها تتطلع من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لتعزيز التعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية وتأطيره بالإطار المؤسسي على غرار التعاون المتميز القائم بين مجلس الأمن والاتحاد الافريقي والتعاون القائم مع الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت خلال جلسة الإحاطة لرئيس منظمة الامن والتعاون في أوروبا والتي القاها نائب المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة المستشار بدر المنيخ.
وقال المنيخ ان دولة الكويت تسعى لرؤية إحاطة سنوية لأمين عام جامعة الدول العربية امام مجلس الأمن شبيهه بما نراه في جلسة احاطتة رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وبين ان التزام واستمرار تقديم الإحاطة السنوية من جانب رئيس منظمة الامن والتعاون في أوروبا أمر محمود اذ يؤكد مدى التزام المنظمة بتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة في سبيل إرساء السلم والأمن الدوليين.
وأضاف المنيخ ان التجارب اثبتت أنه وبعد تزايد حالات النزاعات المسلحة ومع الصعوبات والمعوقات التي تواجهها الأمم المتحدة في بعض الحالات فإن جهودها كانت ولاتزال بحاجة لدعم المنظمات الإقليمية وفق الدور المناط بها في الفصل الثامن من الميثاق.
وتابع قائلا "لقد بات جليا أن المنظمات الإقليمية والمنظمات دون الاقليمية هي الوعاء الأفضل والأقل كلفة ماديا وبشريا للتعرف على حقيقة ما يجري في بعض النزاعات كما أنها الأقدر على تحليل المعلومات المتعلقة بحفظ السلم والأمن في إقليمه".
وذكر ان الدول العربية لا سيما الواقعة على حوض البحر المتوسط تتشاطر ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المشاغل والهواجس والتحديات وعلى وجه التحديد الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر و"الإرهاب" الجريمة المنظمة عبر الوطنية ومكافحة "الإرهاب" ونبذ التطرف والعنصرية.
وأوضح ان تلك الدول تتشاطر أيضا الموضوعات الخاصة ب"كره الأجانب وكراهية الأديان" مشددا على ان التطرف العنيف و"الإرهاب" هو تهديد لكل القيم والثقافات وهو غير محصور في دين أو جنس أو ثقافة أو عرق أو جنسية كما انه لا يعترف بحقوق الانسان.
وقال المنيخ ان "التطرف العنيف هو ما يدعونا جميعا لان نعزز تعاوننا وأن نضاعف جهودنا من أجل مواجهة تلك التحديات حيث تحرص الكويت على زيادة فاعلية التعاون الدولي في مواجهة آفة التطرف العنيف والإرهاب من خلال الالتزام والامتثال لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأشار الى ان دولة الكويت تحرص كذلك على زيادة التعاون مع استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بما في ذلك خطة الأمين العام للأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف.
وأفاد المنيخ بان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بوصفها جغرافيا أكبر منظمة للأمن الإقليمي إذ تشمل الحيز الأوروبي والآسيوي والاورو – اسيوي المتوسطي تضفي قيمة كبيرة على السعي المشترك لتحقيق السلام والاستقرار الدوليين.
وأضاف ان أنشطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بوصفها منظمة إقليمية تكمل الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة ذلك لتقديمها اسهامات هامة في جهود الأمم المتحدة في أوجه عديدة.
وأشار المنيخ الى المراحل الثلاث للنزاع قبل نشوبه وهي الإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية والتخفيف من حدة النزاع واحتوائه وصولا إلى حل سلمي فضلا عن إعادة بناء السلام.
واعرب عن الامل في أن تسهم هذه الجهود للمنظمة اسهاما ملموسا في حل النزاعات التي طال امدها والتي تتطلب حلولا جذرية في ناغورنو كاراباخ وجورجيا ودول البلقان إضافة إلى أهمية حل الازمة في أوكرانيا التي تدخل عامها الرابع.
كما اعرب المنيخ عن الامل بان تنفذ جميع الأطراف المعنية القرار 2202 (2015) واتفاقات (مينسك) للسلام المبرمة في فبراير 2015 تنفيذا كاملا وتسعى إلى إيجاد حل شامل ومتوازن لهذه المسألة عن طريق الحوار لاسيما وفق إطار "رباعية النورماندي".
واشاد ببعثة الرصد الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على جهودها في الميدان لا سيما مساعيها في تيسير الحوار بين جميع أطراف الازمة.
واستمع المجلس الى احاطة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الإيطالية انجلينو الفانو والذي تتراس بلاده منظمة الامن والتعاون في أوروبا لعام 2018.