الكيان الاسرائيلي المحتلفلسطين المحتلة

الفلسطينيون يشيعون شهداءهم بعد المجزرة التي ارتكبتها القناصة الاسرائيلية بحق المتظاهرين العزل

شارك الآلاف في غزة السبت في مسيرات تشييع متظاهرين قتلوا الجمعة برصاص القناصة في الجيش الاسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيا وجرح اكثر من 1400 آخرين في واحدة من أكبر المجازرة دموية منذ حرب 2014.

وانطلق فلسطينيون لليوم الثاني الى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة في اطار حركة الاحتجاج التي من المقرر ان تستمر ستة اسابيع للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ورفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع.

واعلنت وزارة الصحة في غزة اصابة 15 شخصا بجروح السبت عند الحدود مع اسرائيل، الا ان اصابتهم ليست خطرة.

وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت بالجنود الذين "يحمون حدود الدولة"، مضيفا ان "اسرائيل تعمل بصرامة وبحزم من أجل حماية سيادتها وأمن مواطنيها".

من جهته، ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة ب"الادارة الاسرائيلية اثر هذا الهجوم غير الانساني" وب"المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل" الجمعة.

كما انتقد اردوغان "تواطؤ الذين يسلطون انظارهم علينا ولكن لا يقولون شيئا لاسرائيل التي تهاجم متظاهرين على اراضيهم في غزة بأسلحة ثقيلة"، وذلك في اشارة الى الانتقادات التي تعرضت لها انقرة من الغرب حول عمليتها ضد المقاتلين الاكراد في عفرين بشمال سوريا.

والسبت، شهدت مختلف مدن القطاع مسيرات تشييع محدودة شارك فيها الالاف مرددين هتافات "وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين العودة العودة" ورافعين الاعلام الفلسطينية.

إطلاق الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين يشاركون في احتجاجات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في 30 آذار/مارس 2018

ويشهد القطاع، الذي تقول الامم المتحدة انه "على شفير الانهيار"، حدادا عاما على غرار الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ اكثر من خمسين عاما.

وتشهد المنطقة تصعيدا للتوتر منذ الجمعة بعدما اطلق قناصة الجيش الاسرائيلي النار على فلسطينيين تدفّقوا الى حاجز يخضع لحماية امنية مشددة في منطقة محاذية للحدود.

واعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ان 16 فلسطينيا قتلوا الجمعة وجرح 1400، فيما لم يسقط اي قتيل او جريح من الجانب الاسرائيلي.

واتهم الفلسطينيون اسرائيل باستخدام القوة المفرطة فيما طرحت منظمات حقوقية تساؤلات حول استخدام الرصاص الحي ضد متظاهرين. وقال منظمو التظاهرة ان الفلسطينيين المصابين تعرضوا لاطلاق النار على الرغم من انهم لم يكونوا يشكلون خطرا داهما.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني دعت في وقت سابق السبت الى "تحقيق مستقل وشفاف" حول استخدام القوات الاسرائيلية لذخائر حية في مواجهات أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا.

المحتجون الفلسطينيون في مقابل القناصة الاسرائليين الذين يطلقون الرصاص الحي على العزل.

وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا بدوره الجمعة إلى "تحقيق مستقل وشفاف".

ورد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان السبت عبر حسابه على تويتر "لا افهم جوقة المنافقين الذين يريدون لجنة تحقيق" في إشارة مهينة إلى الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة.

واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت يوم حداد عام محملا اسرائيل "المسؤولية الكاملة عن ارواح الشهداء" داعيا الامم المتحدة الى حماية الفلسطينيين من بطش إسرائيل وتجبرها.

وكرّر الرئيس الفلسطيني التأكيد أن "سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مظاهرات شعبية سلمية، يؤكد وجوب تدخل المجتمع الدولي لتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني الأعزل".

والسبت شهدت مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية مواجهات بين فلسطينيين وقوات اسرائيلية، فيما شهدت مدينة نابلس تظاهرة محدودة.

– واشنطن "حزينة" –

اقارب الفلسطيني الشاب حمدان ابو عشمه الذي قتل خلال المواجهات في قطاع غزة قرب الحدود مع اسرائيل اثناء تشييعه السبت في بيت حانون، 31 اذار/مارس 2018

وكان يوم الجمعة الاكثر دموية في القطاع منذ الحرب الاخيرة التي شنها الكيان الاسرائيلي على القطاع في 2014 والتي انتهت بوقف لاطلاق النار.

واكتفت الولايات المتحدة، التي يتهمها الفلسطينيون بالانحياز علنا لاسرائيل في الاشهر الاخيرة، عن "حزنها للخسائر في لارواح البشرية في غزة"، داعية الى "اتخاذ اجراءات لخفض التوتر". وعملت في الوقت ذاته على منع مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان ختامي بعد الجلسة التي عقدها لمناقشة الأوضاع.

القناصة الاسرائيليون يأخذون مواضعهم في مقابل المظاهرات السلمية استعدادا لإطلاق الرصاص الحي.

وطرحت منظمات حقوقية تساؤلات حول المجزرة الاسرائيلية.

واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ان "الادعاءات الاسرائيلية بارتكاب بعض المتظاهرين اعمال عنف لا تغير شيئا في حقيقة ان القانون الدولي يحظر استخدام القوة الفتاكة الا في حال وجود خطر داهم"، معربة عن "صدمتها" لسقوط هذا العدد من القتلى والجرحى.

وتزامنت "مسيرة العودة الكبرى" مع "يوم الارض" في 30 اذار/مارس من كل عام لاحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين دفاعا عن اراضيهم المصادرة من سلطات اسرائيل عام 1976.

وفيما تحيي اسرائيل في ايار/مايو الذكرى السبعين لقيامها الغاصب لا يزال الفلسطينيون يسعون الى قيام دولتهم رغم خذلان المجتمع الدولي والامتين العربية والاسلامية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى