الجهات المعنية تبذل مساعي حثيثة لاستعادة البيئة الكويتية عافيتها بعد الأمطار الغزيرة

بخطى ثابتة وضمن منظومة تعاون متناغمة تعمل الجهات المعنية في الكويت على استعادة البيئة المحلية عافيتها بعد موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد أخيرا.
وبينما حظيت الجهات المشاركة في التصدي لتداعيات تقلبات حالة الطقس بإشادة واسعة رسميا وشعبيا على ما أبدته من جهود جسدت روح التعاون التي جبل عليها أهل الكويت باشرت هذه الجهات كل بحسب اختصاصها مسؤولياتها لرفع آثار الأمطار والتعامل مع تداعياتها.
وفي هذا الشأن تعمل الهيئة العامة للبيئة بمختلف قطاعاتها بالتعاون مع الجهات المعنية على تنظيف ومراقبة ورصد تداعيات موجة الأمطار الغزيرة بغية عودة الوضع البيئي برا وبحرا إلى طبيعته لكن الجهود المبذولة لا تقتصر على ما سبق ذكره بل تمتد لضمان استمرارية السلامة البيئية المحلية مستقبلا.
وقال المدير العام للهيئة العامة للبيئة ورئيس مجلس إدارتها الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إنه خلال فترة الأمطار تعاونت جميع جهات الدولة مشكورة وتم تفعيل خطة طوارئ لتدارك تداعيات الامطار عكست بنتائجها الإيجابية مدى تعاون المؤسسات الحكومية بهدف تأمين سلامة افراد المجتمع الكويتي قدر الامكان إذ تم تجاوز تلك الفترة بأضرار مادية فقط ببعض المناطق.
وأوضح الشيخ عبدالله الأحمد أن فرق طوارئ الهيئة والضباط القضائيين خلال تلك الاجتماعات عملت على متابعة ورصد جودة الهواء الخارجي وكميات ونوعية المياه المنصرفة من مجارير الأمطار وتحليلها والمخلفات بجميع أنواعها.
وأضاف أن الهيئة تولت التنسيق مباشرة وعلى مدار الساعة مع جهات الدولة مثل بلدية الكويت ووزارة الاشغال العامة والقطاع النفطي وغيرها لتأكيد جاهزيتها لتفعيل خطط الطوارئ خصوصا خطة مكافحة التلوث النفطي وخطط مكافحة نفوق الاسماك في حال وقوع حوادث لتلك القطاعات.
من جانبها قالت مديرة إدارة رصد السواحل والتصحر في هيئة البيئة عبير العبري في تصريح مماثل ل(كونا) إن الهيئة حشدت وسخرت كل طاقاتها للتعامل مع تداعيات الأجواء المطيرة التي شهدتها البلاد والوقوف على آثارها البيئية برا وبحرا.
وأضافت العبري أن هيئة البيئة وانطلاقا من مسؤولياتها عمدت إلى تشكيل فرق تعنى بدراسة ومسح المواقع المخصصة لإقامة المخيمات الربيعية والتأكد من خلوها من أية معوقات قد تحول دون الغرض التي تقام من أجله سنويا.
وأوضحت أن هذه الفرق ستقوم بزيارات ميدانية إلى مواقع التخييم لرصدها ومسحها وأخذ عينات من تربتها لفحصها والتأكد من خلوها من المخلفات والملوثات وكل ما يشكل تهديدا لراحة وسلامة المواطنين والمقيمين فضلا عن متابعة الظواهر الطبيعية الناجمة عن الأمطار كإنحدار السيول وتغير نوعية التربة.
وأفادت بأن قرار بلدية الكويت الصادر أمس السبت بتأجيل انطلاق موسم التخييم حتى إشعار آخر جاء بناء على توصية من هيئة البيئة ليتسنى لجميع الجهات المعنية في الدولة الأخذ بعين الاعتبار كل التداعيات ودراسة الأراضي والتأكد من جهوزيتها بشكل آمن ومريح لاستقبال الزوار في أعقاب أجواء مطيرة غير مسبوقة استمرت يومين متتالين أدت إلى غرق بعض الشوارع وحدوث تجمعات مائية كبيرة.
ولفتت إلى أن كمية الأمطار التي هطلت على البلاد بلغت أكثر من 150 مليمترا لاسيما على المواقع المخصصة لإقامة المخيمات البالغ عددها أكثر من 18 موقعا في شمال وجنوب البلاد ما أدى إلى حدوث تغيرات ملحوظة في طبيعة التربة السطحية نظرا إلى شدة تدفق مياه السيول التي تسببت بدورها في كشط التربة وانجرافها وانزلاقها.
وفي حين شددت العبري على ضرورة التزام الجميع بقرار (بلدية الكويت) بتأجيل موسم التخييم أكدت أن فرق (هيئة البيئة) ستباشر مخالفة كل من يرتاد البر لهذا لغرض استنادا إلى نص المادة رقم (40) من قانون حماية البيئة والخاصة بالتخييم والتي تتمثل عقوبتها في فرض غرامة مالية تتراوح قيمتها ما بين 250 دينارا كويتيا (نحو 817 دولارا أمريكيا) وخمسة آلاف دينار (نحو 35ر16 ألف دولار).
وحول متابعة (هيئة البيئة) لسواحل البلاد والمياه الإقليمية بعد موجة الأمطار ذكرت العبري أن فرقا مختصة تتبع إدارتي (رصد السواحل والتصحر) و(جودة المياه) في (الهيئة) قامت بمسح عدد من المواقع البيئية للسواحل ومياهها ومواقع مجارير الأمطار للوقوف على مستجدات الوضع البيئي ومعاينة مواقع المخارج والمجارير الواقعة على البيئة الساحلية.
وأشارت إلى أنه تم مسح ومعاينة الساحل والمياه الساحلية بدءا من منطقة المسيلة إلى منطقة الشعب البحري والمنطقة الحرة والمنطقة القريبة عند مشروع جسر (الشيخ جابر الأحمد) إضافة إلى منطقة مجرور الغزالي وساحل منطقة جامعة الكويت بالشويخ.
ولفتت إلى إجراء مسح ومعاينة للمنطقة المقابلة للمستشفى الأميري إلى سوق شرق ونقعة الشملان وكذلك المنطقة المقابلة لمقر مجلس الأمة ومسح الساحل والمياه الساحلية بموقع المجرور بالقرب من مستشفى الولادة فضلا عن مسح السواحل للمنطقة من جسر الفنطاس إلى السالمية والمنطقة الساحلية القريبة من منطقة غرناطة.
من جهتها قالت مدير إدارة رصد جودة المياه في هيئة البيئة فرح إبراهيم ل(كونا) إن الهيئة وانطلاقا من مسؤولياتها تأخذ على عاتقها مهمة الحفاظ على البيئة الساحلية وخلوها من أية ملوثات وعدم صرف الأخيرة في مياه البحر.
وأضافت إبراهيم أنه استكمالا لحالة التكامل ما بين المؤسسات والجهات الحكومية في التعامل المميز والاحترافي مع تداعيات موجة الأمطار الغزيرة ستعمل الهيئة على تنظيم زيارات ميدانية لفرقها العاملة بغية مراقبة السواحل والمياه الإقليمية للتأكد من خلوها من أية ملوثات مبينة أنه في حال ثبوتها سيتم التنسيق مع الجهات المعنية لعمل اللازم تجاه هذه الوضع.
وأشارت إلى أن الزيارات المشتركة ما بين إدارتي (رصد السواحل والتصحر) و(جودة المياه) أسفرت عن رصد انتشار بعض المخلفات في بعض المواقع وقامت (هيئة البيئة) بالتنسيق مع بلدية الكويت لتنظيف المواقع المتضررة وعمل اللازم.