اندونيسيا

الإسلام السياسي يفرض نفسه في سباق الانتخابات الرئاسية الاندونيسية بقيادة مرشحين قوميين

فرض الإسلام السياسي نفسه في سباق الانتخابات الرئاسية الاندونيسية المزمع إقامتها في 17 أبريل الجاري وذلك بعد أن اتخذ المرشحان الرئاسيان القوميان استراتيجية دينية لكسب أصوات التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها.
فقد اختار الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو الذي رشح نفسه لولاية ثانية وأخيرة رئيس مجلس نهضة العلماء معروف أمين ليكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة تاركا قيادات كبيرة في تحالفه الحاكم المشكل من أحزاب قومية ووطنية ذات توجهات يسارية.
فيما اتخذ مرشح الرئاسة الثاني وهو القائد السابق في القوات الخاصة الجنرال برابوو سوبيانتو نائب حاكم جاكرتا ساندياغا أونو شريكا له كمرشح لنائب الرئيس حيث يدعمهما أحزاب إسلامية محافظة وأحزاب ديمقراطية.
واعتبر نائب الرئيس الإندونيسي الحالي يوسف كالا في خطاب له أن كلا المرشحين في الانتخابات الرئاسية يعتمد على استراتيجيات دينية متماثلة لجذب أصوات الناخبين المسلمين وذلك مع اقتراب موعد الاقتراع في الانتخابات العامة.
وقال كالا “يتبنى كلاهما نفس الاستراتيجية لكنهما ينفذانها بطريقة مختلفة” موضحا أن استراتيجية ويدودو تظهر في اتخاذه نائبا يعتبر من العلماء المسلمين المعروفين فيما يضم تحالف سوبيانتو عددا من الأحزاب الإسلامية ويظهر ذلك في حملاتهم الانتخابية التي تطغى عليها الصلوات والطقوس الدينية.
من جانبه يرى الكاتب الاندونيسي في صحيفة (جاكرتا بوست) أري هيرماوان أن الانتخابات الرئاسية يطغى عليها حضور الأحزاب والجماعات الإسلامية سواء المعتدلة أو المحافظة وذلك لأن الإسلام السياسي بدأ باتخاذ موضع قدم له في السياسة الإندونيسية منذ انتخابات حاكم جاكرتا عام 2017.
وأوضح هيرماوان “أن الجماعات الإسلامية لعبت في تلك الانتخابات دورا حاسما في تحديد نتائجها عندما حرضت على عدم انتخاب المسيحي باسوكي بورناما المتهم بالإساءة للإسلام ضد منافسه المسلم أنيس باسويدان الذي فاز بمنصب حاكم جاكرتا”.
وقال لإن “الإسلام السياسي يتصاعد في اندونيسيا لأن الهوية الإسلامية برزت بشكل واضح في الحياة العامة الاندونيسية خلال السنوات الأخيرة حتى باتت المشاعر الدينية سلاحا سياسيا قويا لكسب مناصرين وناخبين”.
إلا أن أستاذ السياسة الاندونيسي سيفول مونجاي يرى في مقال له أن الأحزاب الإسلامية في اندونيسيا فشلت سياسيا في تشكيل ائتلاف لتقديم مرشح لها في السباق الرئاسي واختاروا بدلا من ذلك مرشحين قوميين لا يمكن اعتبار أي منهما شخصية إسلامية.
وقال مونجاي أن المرشحين القوميين لا يهدفان سوى إلى استخدام المشاعر الدينية كجزء من استراتيجيات حملاتهم الانتخابية موضحا أن لهذه عواقب سياسية خطيرة حيث ستصوت الجماعات الإسلامية لصالح حلفائها القوميين.
وأكد في هذا الإطار أن المسلمين في اندونيسيا أصبحوا أكثر تدينا من ذي قبل لكنه أضاف “أن هذا التدين المتزايد لا يترجم بالضرورة إلى دعم انتخابي للاسلام السياسي فالمستقبل لا يبدو ورديا بالنسبة للأحزاب الإسلامية”.
وسيتوجه أكثر من 190 مليون ناخب مؤهل الاربعاء المقبل إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس إضافة إلى انتخاب أعضاء المجالس التشريعية في اليوم ذاته حيث تقام هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية في آن واحد لأول مرة منذ استقلال اندونيسيا قبل 73 عاما.
وستكون الانتخابات الرئاسية بمثابة إعادة لسباق الانتخابات التي عقدت عام 2014 حيث هزم فيها سوبيانتو أمام ويدودو الذي أصبح سابع رئيس لإندونيسيا وأول رئيس للبلاد من خارج المؤسسة العسكرية.
وسيتم التنافس في الانتخابات على أكثر من 20 ألف مقعد في المجالس التشريعية المحلية للمدن والمحافظات والأقاليم لكن أبرزها 575 مقعدا بمجلس النواب والذي يتنافس على مقاعده حوالي 8000 مرشحا من كافة أقاليم البلاد.
ويشارك في هذه الانتخابات 20 حزبا معظمها من الأحزاب القديمة وبعضها جديدة في المسمى والاعتماد لكنها تمثل شخصيات معروفة سابقا فيما تشارك أربعة أحزاب جديدة لأول مرة في هذه الانتخابات.
يذكر ان تنصيب الرئيس ونائبه سيتم في 20 أكتوبر من هذا العام 2019 وذلك وفقا للجنة الانتخابات القومية في اندونيسيا بعد اعلان النتائج النهائية في الفترة بين 17 و23 سبتمبر المقبل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى