تقدير موقف

هل يجب على العربي والمسلم حصرا دون غيره ان يندد بكل عمل ارهابي؟

 

 

 

اسعد ابو خليل*

الاستنكار والتنديد: سري لانكا. في بداية إقامتي الأميركيّة, كنت ألحظ ان الصهاينة يتبعون كل عربي يُلقي محاضرة (من إدوار سعيد إلى هشام شرابي وآخرين) ويرمونهم, بمجرّد ان يُفتح مجال الأسئلة, بسؤال من نوع: هل انت تستنكر هذا العمل العنفي أو ذاك؟ وكان السؤال مُربكاً لأنه يحوّر موضع الحديث ويضع المُحاضر فوراً في موضع الشك والاتهام والريبة. وفكّرتُ في الأمر إلى ان بدأتُ بالقاء المحاضرات العامّة واتبعتُ هذه السياسة: أرفض الانجرار إلى التنديد والاستنكار لأن ذلك يضعني-أو يضع انسانيّتي–في موضع الشك والاتهام. يعني العربي والمسلم متهم إلى ان يُطلب منه إصدار تنديد واستنكار ضد هذا العمل العنفي أو ذلك. وكنتُ أقول إن أحداً لا يطلب ذلك من اليهود الأميركيّين مثلاً عندما يقوم يهودي ما–في إسرائيل مثلاً–بعمل إرهابي. وكنتُ اطالب دائماً المنظمّات العربيّة والاسلاميّة بالكفّ عن إصدار بيانات التنديد والاستنكار كلّما قام عربي أو مسلم بعمل عنيف في مكان ما. وهذا الانجرار يجعل من المُواطنة للعربي في الغرب أمراً مشروطاً, خلافاً لغيره. لكن العدوى انتقلت إلى العالم العربي. أصبح المُغرّد اللبناني يشعر أنه مُطالب بإصدار بيانات التنديد والاستنكار. من أنتَ–ومَن أنا ومن نحنُ–كي نصدر بيانات التنديد والاستنكار؟ وبعض المغرّدين اللبنانيّين يصدر تندايداته باللغة الانكليزيّة كي يراها ترمب وبومبيو. ومغرّد لبناني اليوم قال إن المسلم الذي لا يندّد ولا يستنكر هو إرهابي.
ملاحظة. إلى المتعاطفين مع السري لانكيّين في مصابهم, يمكن لكم ولكنّ إظهار التعاطف عبر التعامل أو إعتاق العاملات السري لانكيّات في منازلكم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى