تقدير موقف

جهد حثيث في دول الوطن العربي لاستبدال مفهوم الدولة ذات السيادة بكيانات أصغر وأقل صلابة

نائل الشافعي*

هناك جهد حثيث لاستبدال مفهوم الدولة ذات السيادة بكيانات أصغر وأقل صلابة، وذلك لتحقيق نظام عالمي جديد. ففي دول جزيرة العرب والعراق وريف سوريا والسودان وليبيا والصومال وتشاد تتنازل الدول عن كثير من صلاحياتها ويلتقط شيوخ القبائل والعشائر والسلاطين والعروش (الأمازيغية) بعضاً من تلك الصلاحيات، بينما يسقط الجزء الأهم من الصلاحيات في حــِـجـر النظام العالمي.
ولكن ما هو بديل الدولة في البلدان المتجانسة (أو المضروبة في الخلاط) مثل مصر والمغرب ومدن الجزائر وتونس؟ هل البديل هو تصنيف ديني تقليدي، مثل الطرق الصوفية والمجالس الملية القبطية؟ ولكن كثيرون لا ينضوون في هذا التصنيف. فالتصنيف حسب أندية كرة القدم قد يكون أكثر شمولاً من التصنيف حسب الطرق الصوفية. لذلك فإن فكرة نظام ديني فضفاض (خلافة) وجامع لأكبر رقعة جغرافية ممكنة هو أفضل ما يتناسب مع النظام العالمي الجديد. وتلك الخلافة تأتمر بأوامر واشنطن في الاقتصاد والسياسة والدفاع ضد الملاحدة (الصين وروسيا). ولذلك لا يتخلى الديمقراطيون في أمريكا عن مساندة/إقامة نظام إسلامي شامل في الشرق الأوسط، مثل الإخوان. ولهذا أتوا بمرسي رئيساً ثم خلعوه، ثم أتوا بالسيسي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى