الكويتعلوم وتكنولوجياكتاب وآراءمحمد شهريان

المدرسة والوطن: ثلاثية المعلم والنصوص والانتماء

محمد شهريان*

الوطن ماهو إلا مجموع لبقعة من هذه الأرض ، ولدنا بها وسماء تظلها وعاطفة متوهجة في قلوبنا ، تعيش فيها كل الذكريات لكل الوجوه التي ارتسمت في ذاكرتنا . وحب الوطن فطرة خلقنا الله عليها ،لا تنتزع ، ولا تكتسب .

وهذا المجموع الذي نتشارك به مع أبناء الوطن بالأفراح والأتراح ، يغرس فينا كل القيم السامية في المحبة والتعاون والتعايش والمواطنة .

والمدارس ما هي إلا ذلك الفضاء البريء الذي لا تنفك الذكريات تلامس شغافه ، حيث كل الأشياء الجميلة فيه بعيداً عن كل أنواع التنافر والبغضاء والقطيعة . فمقاعد الدراسة واحدة بألوانها ، والصف يجمعنا بكل مكوناتنا القبلية والطائفية والاجتماعية  .

كما أن هذا الفضاء المشترك من المحبة والتسامح والتعاون والتعايش مغروس فينا بشكل عفوي ويحتاج للتعزيز حمايةً من كل عوامل الغزو الفكري والثقافي ، عبر آلة الإعلام الحالية ، والتطورات الهائلة التي يشهدها عصرنا .

وهو اللبنة الأولى بعد الأسرة لتعزيز مفهوم حب الوطن والانتماء له في النفوس هي المدرسة .

وهذا المكان الذي يشغل قلوبنا مهما امتدينا في الزمان والمكان وتفرقت بنا السبل ، ويبقى في ذاكرتنا شاغلا حيزا كبيرا جميلا . ولتقرير مفهوم حب الوطن في مؤسساتنا التربوية والتعليمية لابد من العمل على عدة جوانب بشكل فاعل إيجابي يحقق الهدف المنشود، فالمعلمون مهما اختلفت مشاربهم لهم دور كبير إيجابي أو سلبي في غرس هذا المفهوم في نفوس أبنائنا بشكل مباشر أو غير مباشر ، لاسيما المعلمين ذوي اختصاصات العلوم الإنسانية ، فيستطيع أن يوجه أي رسالة بشكل مباشر أو غير مباشر إيجابية أو سلبية في بناء شخصية أبنائنا،  وهذا ما نغفل عنه ، بحيث نعزز بهذا  المعلم شعوره بالانتماء لهذا الوطن لكي يستطيع أن يؤدي الرسالة ، ويوصلها بشكل طبيعي عفوي الى أبنائنا في ظل واقعنا الحالي من احتياج وزارة التربية الى معلمين غير كويتيين لمدارسنا ، وتعزيز الانتماء للمعلم يعني بالمقابل تعزيز الانتماء لمجموع الطلبة في الصف مهما حاولنا التغافل عن هذه الحقيقة .

الركن الثاني لتعزيز مفهوم حب الوطن من خلال نصوص الأدب في مناهجنا بشكل ذكي مدروس ، لا أن يكون مباشرا كبعض النصوص والمقالات التي تُدرّس في مناهجنا ، وليست على مستوى لتؤدي دورها التربوي الأدبي .

الركن الثالث لتعزيز مفهوم حب الوطن من خلال المناسبات في العيد الوطني ، حيث نجد أن هذة المناسبة ليست إلا أيام عطلة تمر على كثير من المدارس ، وبالمقابل لا تكون بشكل مظاهر لا تؤدي ذلك الدور المنشود بغرس هذة القيمة في نفوس أبنائنا الطلبة في التعبير عن هذا الحب بأشكاله المختلفة بتشجيع من الكوادر المدرسية مما ينجم عنه مبادرات وأفكار ومشاريع للطلاب ، ونؤكد على طلاب المرحلة الثانوية لأنهم على مستوى عال من الوعي والإدراك ، وهم بالوقت نفسة الشريحة المغفل عنها في الاحتفالات الوطنية .

Mohammad Shaharyan

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى