إعلام

الاتجار بالبشر في الغرب: “الحلم بحياة جديدة ينتهي بآثار أيد ملطخة بالدم داخل شاحنة”

في صاندي تايمز نقرأ تقريراً بعنوان “الحلم بحياة جديدة ينتهي بآثار أيد ملطخة بالدم داخل شاحنة”. يبدأ التقرير من بلدة نيهين في شمال فيتنام، في لقاء مع والد الشابة بام تي ترا ماي 26 سنة، التي كانت من بين الضحايا في الشاحنة. يقول الأب “المهربون قالوا إن الطريق آمنة”. ويضيف “لو كنت أعرف أنها ستأخذ هكذا طريق لما تركتها تذهب”. لكن ابنته كما يقول التقرير لاقت حتفها على بعد نحو 6 الاف ميل من بيت عائلتها، وداخل صندوق شاحنة كانت تعبر بها بحر الشمال من بلجيكا إلى بريطانيا الثلاثاء الماضي. وقد أرسلت الشابة عدداً من الرسائل النصية لوالديها، آخرها كانت في لحظاتها الأخيرة وجاء فيها “أنا اسفة يا أمي رحلتي إلى الخارج لم تنجح. أحبكم كثيراً. أنا أموت لأنني غير قادرة على التنفس”. وهكذا انتهت رحلة الأمل بحياة جديدة لـ 39 شخصاً بينهم 25 من فيتنام، نهاية مأساوية.

وقال فريق الإسعاف الذي فتح الشاحنة إن المشهد كان مروعاً وأنهم وجدوا آثار أيد ملطخة بالدم، ما يشير إلى المحاولات اليائسة التي قام بها الضحايا لجلب الانتباه او تحرير أنفسهم.

وكشف التقرير أن بام تي ترا ماي وصلت بالفعل حية إلى بريطانيا قبل الحادثة ببضعة أيام إلا أن البوليس البريطاني عثر عليها وأعادها إلى فرنسا، قبل ان تعيد الكرة لتكون فيها نهاية حياتها. وهذا يوضح مدى استماتة هؤلاء المهاجرين للوصول إلى بريطانيا.

ولا يزال المهاجرون من جنوب شرقي لآسيا يتوافدون إلى بريطانيا رغم التحذيرات المستمرة من الانقياد إلى الوعود الخادعة بالثروة التي تنشرها عصابات تهريب البشر.

ويمضي التقرير في شرح أن بداية الألفية الثانية شهدت انتشار ظاهرة جديدة في بريطانيا، وفجأة أصبحت صالونات العناية بالأظافر التي يعمل فيها فلبينيون منظراً مألوفاً في الشوارع الرئيسية، ما أدى إلى انخفاض أسعار هذه الخدمة، وانتشار الموضة بشكل كبير. وقد كشف تحقيق فائز بجوائز ونشر عام 2013 أن الفيتناميين تم إغراؤهم بالهجرة إلى بريطانيا من قبل عصابات العبودية الحديثة عبر وعود بوظائف بمرتبات جيدة، إلا أن الكثير من النساء أجبرن على العمل بالعناية بالأظافر خلال النهار وممارسة الدعارة ليلاً.

وأتخذ الأمر شكل ظاهرة مقلقة لدرجة أن السفارة البريطانية في هانوي قدمت خلال المرحلة الأولى من طفرة انتشار صالونات العناية بالاظافر إعلانا مدفوعاً خلال فترة الذروة على التلفزيون الفيتنامي للتحذير من مخاطر الهجرة غير الشرعية.

كما ذكر التقرير أن صحيفة صاندي تايمز نشرت في مايو/أيار الماضي تقريراً عن عصابات روسية تتمكن من توفير تأشيرات سياحية لآلاف الفيتناميين لزيارة روسيا، ليتم تهريبهم في ما بعد إلى بريطانيا، وفي عام 2017 دخل روسيا 43000 فيتنامي كسياح ، إلا أن معظمهم تابعوا طريقهم غرباً إلى أوروبا.

ولكن، كما يقول التقرير رغم كل تلك البراهين والتحقيقات السابقة، استمر تهريب البشر وازدهرت الهجرة غير الشرعية، ولم تفلح السلطات على جانبي القنال الانجليزي في اكتشاف الدفعة الأخيرة من المهاجرين الآسيويين الحالمين بحياة جديدة في بريطانيا، وهكذا خسر 39 شخصاً حياتهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى