كتاب وآراء

الوضع في العراق.. (قُضِيَ) أمرُ الاصلاح الجذري بتفجرٍ من الأرض..فما الحل؟

وفيق السامرائي*
30/10/2019
بمفاجأة ليست عادية كأنها ضربة كَونِيَةٌ من السماء لا يحلمُ بها أيُ مُخَطِطِ استخبارات ماكر ينتفض الناس من (قاعدة ثقل العراق العظيمة) على الفساد وفشل سياسي شنيع.
قبل ثلاث سنوات قلت في قناة العراقية، كما في المقطع التالي ( إن أفشل نظام سياسيي في العالم هو في العراق) وانقطع تواصلي معها منذ ذاك الوقت بتوجيه حكومي (ورفضٍ مني)، لكن مهمتنا الآن ليس التوتير والفهم الخاطئ بل تجنب العنف والاصلاح.
نعم، عندما تصدينا لصدام كنا نحلمَ بعراق آخر، لكن، قبّحَ اللهُ سياسةَ بريمر والذين شدوا معه من سياسيي السوء من عراقيين ومَنْ غدورا بنا بتآمرهم من (المخربين) وسليلي الغدر والخونة لِتَخْلُوَ لهم الساحة وفي مقدمتهم من جُبِلَ على الغدر وورثه وخضعَ له الفاسدون. فتصدينا لهم بما استطعنا من خارج المكان (لتحقيرهم) ووقفنا مع حماة العراق الشجعان.
الفساد والفساد والفساد كان عامل جمع وتوحيد وتنسيق بين كثير من سياسيي السوء، فانتفض الشعب، ورغم محاولات الآخرين في الدس والتخريب والتآمر المسبق من الخطوط الخلفية، سار الشعب في طريق التغيير، وكانت لدى النظام (معلومات) حساسة من (شهور) لكنه لم يتفاعل الا بنطاق محدود جدا تجاه اشخاص.
رئاسة الوزراء كانت خلال عام بطيئة (جدا) ولم تمس أحدا من كبار الفاسدين ولا دونهم بخطوط، فجزع الشعب منها وانفجر.
اصلاح النظام جذريا، وتغيير الدستور، وجعل النظام رئاسيا، ومحاكمة كبار الفاسدين علنا، أو هروبهم لا طريق غيره، ولا زِلتُ مقتنعا بأن اسقاط النظام بالقوة خطأ كبيرٌ سيقود إلى كارثة أمنية. وهذا ليس لإثارة احباط بل قراءة أمنية..
?المعادلات الاقليمية لاتزال (قوية) ولم تتحرك بعد لفرض معادلات ولا شك ان الموقف ليس سهلا؛ ?لكن تحركها بدأ جديا (بهدوء عُرِفت به)، والقوات المسلحة متماسكة ولا تزال قوية والحشد (?لم) يتدخل بعد.
?فرص القتال بين فصائل مسلحة تتلاشى، وهذا مهم (جدا).
ركوبُ الموجة صعب جدا.
ظهور قيادة شاملة عليا الآن صعب جدا من الحراك.
المطلوب: المزيد من الانضباط السلمي، وتجنب العنف لحماية العراق، وقرارات وقوانين حكومية وبرلمانية بطابع استثنائي كبيرة (جدا).
?أؤكد على (الغاء) مبدأ الحصانة عن (الجميع) بالمطلق وليس رفعها عند الطلب؛ لثبوت مساعدتها على الفساد.
ومطلوب الآن: ?اختيار فريق انقاذ قيادي من قبل السلطات لا تستهويه المناصب ممن يستطيعون القرار وشجعان (أصوليا)لقيادة الحكومة والدولة لمرحلة أخرى.
نادرا ما تَحَرّكَ تاريخ العراق كما تَحَرَكَ الآن، ولست قلقا كثيرا ?ولا مبتئسا، وحتى لو هدأ البركان مؤقتا فلا وجود طويلا لحيتان الفساد ?ومصيرهم ?السجن أو ?الهرب ?أو…
إنها رؤية ووقت للتعقل والصبر والتبصر والتحسب وليس للتهور، وحمى الله العراق وسينهض بكبرياء.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى