سوريا

الرئيس الأسد: رغم كل العدوان أغلب الشعب السوري يدعم حكومته..

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن أغلب الشعب السوري يدعم حكومته ولهذا السبب ما زلنا موجودين هنا منذ 9 سنوات رغم كل هذا العدوان من قبل الغرب والبترودولارات في المنطقة العربية موضحاً أن الشعب السوري يعرف القصة برمتها ويعرف أين تكمن مصلحته.

وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة /آر تي انترناشيونال ورلد/ الروسية على أن روسيا تساعد سورية في مكافحة الإرهاب لأنها تدافع عن شعبها فالإرهاب وايديولوجيته لا حدود لهما ولا يعترفان بالحدود السياسية والعالم اليوم بات ساحة واحدة للإرهاب كما أن روسيا تتبنى وتطبق القانون الدولي انسجاما مع مصالحها القومية ومصالح شعبها ومع الاستقرار العالمي وأيضا مع مصلحة سورية والاستقرار فيها.

وأوضح الرئيس الأسد أن اتهامات الكيميائي لم تكن أكثر من مزاعم وإن من تحدث عن حصولها ينبغي عليه إثبات روايته وأن يقدم الأدلة وخصوصاً أن منظمة “الخوذ البيضاء” التي فبركت المسرحيات هي أحد فروع “جبهة النصرة” الإرهابية.

وبين الرئيس الأسد أن لتنظيم “داعش” الإرهابي شريكين في سرقة النفط السوري منذ العام 2014 وهما رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وزمرته والأمريكيون الذين يحاولون دائما نهب البلدان الأخرى.

وأكد الرئيس الأسد أن الإسرائيليين هم أعداء سورية ويحتلون أرضها وعلاقتهم مباشرة بالإرهابيين وفي كل مرة كان الجيش السوري يحقق تقدماً ضد إرهابيي “جبهة النصرة” في الجنوب كانت “إسرائيل” تقصف القوات السورية فالصلة واضحة جداً وهناك تلازم بين العمليات الإسرائيلية وعمليات الإرهابيين.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

السؤال الأول:

أنا أفشين راتانسي في القصر الرئاسي في دمشق. أهلاً بكم في هذه المقابلة الحصرية لمحطةRT International world . وأنا في ضيافة الرئيس السوري بشار الأسد.

سيادة الرئيس، شكراً لكم لمنحنا هذه المقابلة، وأود أن أبدأ بسؤالكم لماذا تجرون مقابلة الآن بينما لم تفعلوا ذلك منذ عام ونصف العام؟

الرئيس الأسد:

أهلاً بكم في سورية. لقد دفعت الأحداث في العالم، بشكل عام، وفي المنطقة وسورية بعد الغزو التركي، إلى وضع سورية في الصدارة مرة أخرى. هذا سبب. السبب الثاني هو أنني أعتقد أن الرأي العام العالمي، وخصوصاً في الغرب، يشهد تحولاً خلال الأعوام القليلة الماضية. إنهم يعرفون أن مسؤوليهم أخبروهم بالعديد من الأكاذيب حول ما يجري في المنطقة، في الشرق الأوسط، في سورية وفي اليمن. هم يعرفون أن هذه كذبة، لكنهم لا يعرفون الحقيقة. ولذلك أعتقد أنه حان الوقت للتحدث عن هذه الحقيقة. ثالثاً، أجريت العديد من المقابلات مع وسائل إعلام غربية ووجدت أنهم لا يحاولون الحصول على المعلومات، بل يريدون أن يحققوا سبقاً صحفياً. إنهم لا يحاولون أن يكونوا موضوعيين وينقلوا إلى جمهورهم ما يحدث في العالم.  ولذلك توقفت عن إجراء المقابلات لسنوات.

السؤال الثاني:

في رحلتنا من مطار دمشق، رأينا أعمال إعادة الإعمار. ما عدد الجنود الذين قتلوا؛ الجرحى أو المهجرين من بلادكم في الفترة الماضية، منذ العام 2011؟

الرئيس الأسد:

إن الاستقرار الذي شاهدتموه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية منذ وصولكم إلى دمشق هو نتيجة تضحيات أكثر من 100 ألف جندي سوري استشهدوا أو جرحوا. خسرنا العديد من الأرواح، ناهيك عن الآلاف وربما عشرات آلاف من المدنيين أو الأبرياء الذين قتلوا بسبب قذائف الهاون، أو عبر الإعدامات، أو خطفوا وقتلوا لاحقاً أو اختفوا، وأُسرهم مازالت تنتظرهم حتى الآن. لقد كان هناك الكثير من التضحيات التي بُذلت في مواجهة أولئك الإرهابيين. ولهذا السبب ترى هذا الاستقرار وإعادة الإعمار.

السؤال الثالث:

الدول التي دعمتكم تشمل إيران وروسيا بالطبع. وقبل أن أتحدث عن الدعم البريطاني والأمريكي الفعلي لداعش والقاعدة في بلادكم، ما الذي يمكن أن تقولوه للأسر الروسية التي فقدت جنودها الروس الذين خاطروا وضحوا بحياتهم من أجل “ديكتاتور”، من أجل “ديكتاتور شرق أوسطي”؟ ما الذي يمكن أن تقوله لهم، بمعنى ما الذي يدفع فلاديمير بوتين لإرسال جنوده لمساعدة حكومتكم؟

الرئيس الأسد:

لقد أشرت إلى نقطة مهمة جداً، فحتى في سورية لا يمكن لأحد أن يموت من أجل شخص، الناس يمكن أن تموت – وخصوصاً بأعداد كبيرة – من أجل قضية. وهذه القضية هي الدفاع عن بلادهم .. الدفاع عن وجودهم وعن مستقبلهم، فما بالك بشخص يأتي من بلد آخر ليموت من أجل شخص آخر، سواء كان ديكتاتوراً أو مهما أردت تسميته! وبالتالي، ومما ينافي المنطق أن يأتي أحد ما ، فقط لأن الرئيس بوتين أرسله، كي يموت من أجل شخص آخر، أو أن يضع الرئيس بوتين كل مصالح بلاده على المحك من أجل شخص واحد. هذا غير منطقي. في الواقع، فإن روسيا، وطبقاً لما يقوله مسؤولوها، أعني الرئيس بوتين ولافروف وآخرين، تدافع عن مصالحها بطرق مختلفة. وأحد وجوه هذا الدفاع يتمثل في أن محاربتهم الإرهاب في بلدٍ ما، سواء كان سورية أو أي بلد آخر في المنطقة، تعتبر دفاعاً عن الشعب الروسي لأن الإرهاب وأيديولوجيته لا حدود لهما، ولا يعترفان بالحدود السياسية. لنقل إنها ساحة واحدة، فالعالم اليوم بات ساحة واحدة للإرهاب. ثانياً، إنهم يتبنون ويطبقون القانون الدولي. ومن وجهة نظرهم، فإن القانون الدولي، إذا نُفذ، يتطابق مع مصالحهم القومية. وبالتالي فإن تطبيقه في سائر أنحاء العالم سيساعد في تحقيق مصالح الشعب الروسي. إذاً، هم يفعلون ما يفعلونه انسجاماً مع مصالحهم القومية، والاستقرار العالمي، ومع مصلحة سورية والاستقرار فيها.

السؤال الرابع:

الآن، تعرفون أنه في وسائل إعلام دول حلف الناتو، فإن بلدكم، وحكومتكم، وأنتم شخصياً، ترتبطون بشكل مترادف مع الهجمات بالأسلحة الكيميائية. لنعد إلى الحادي والعشرين من آب 2013، في الغوطة. هل أسقطت حكومتكم أسلحة كيميائية على الغوطة في ذلك التاريخ، في الحادي والعشرين من آب 2013؟

الرئيس الأسد:

الأمر المضحك أنه في ذلك التاريخ نفسه، وصل أول وفد دولي كُلف التحقيق بالحادث في سورية إلى دمشق، وكانوا على بعد بضعة كيلومترات من هذا المكان. منطقياً، لو افترضنا أن الجيش السوري يمتلك أسلحة كيميائية وأراد استعمالها، فإنه لن يستعملها في ذلك اليوم. هذا أولاً. ثانياً، تحدثوا عن مقتل مئتي مدني؛ في حين إنك لو استعملت الأسلحة الكيميائية فإنك قد تقتل عشرات الآلاف في تلك المنطقة المكتظة بالسكان. ثالثاً، هذه الحادثة ليست موجودة إلا في أذهان المسؤولين الغربيين. إنها رواية استعملوها كذريعة لمهاجمة سورية. هذا ما أعنيه. فهم لم يقدموا أي دليل ملموس لإثبات حدوث مثل ذلك الهجوم، وظهرت تقارير كثيرة تدحض ذلك التقرير أو تلك المزاعم. وبالتالي، فقد كانت مجرد مزاعم؛ فالجيش السوري لم يستعمل الأسلحة الكيميائية إطلاقاً قبل أن يُسلّم كل ترسانته إلى اللجنة الدولية.

السؤال الخامس: 

بالطبع، ثم اتخذت القرار بدعوة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتخلص من الأسلحة الكيميائية.

الرئيس الأسد:

في الواقع، نحن من دعاهم للقدوم لأننا كنا نعتقد أنهم ينبغي أن يأتوا ويحققوا، ولأننا كنا متأكدين مئة بالمئة أنها مجرد مزاعم. لكن هذه الوفود ليست حيادية دائماً، بل هم غالباً منحازون.

الصحفي:

حسنا، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيرناندو أرياس، ربما يواجه الآن مشاكله الخاصة مع المشتكين من داخل منظمته. فلا شك في أن المدير العام للمنظمة أحمد اوزومجو الذي راقب عملية تدمير الأسلحة هنا قال: إن هناك فجوات، وحالات عدم يقين، وتناقضات في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية التي راقبتها المنظمة هنا في بلادكم.

الرئيس الأسد:

ثغرات في التقرير الخاص بنا؟

الصحفي:

نعم.

الرئيس الأسد:

ولماذا لم يظهروها؟ نحن نواجه هذه المزاعم نفسها منذ العام 2013. بعد ست سنوات ألم يكن بإمكانهم إثباتها؟ وفي كل مرة يقولون إن سورية استخدمت الأسلحة الكيميائية، هل يمكننا، في ظل هذا الإشراف أو لنقل هذه المراقبة الدقيقة من قبل العالم الغربي بأسره، أن نستخدم هذه الأسلحة مرةً بعد مرة! هذه القصة برمتها غير منطقية. نحن لا نحتاج الأسلحة الكيميائية، إننا نحقق تقدماً. في كل مرة يتحدثون عن استخدام الأسلحة الكيميائية نكون في حالة تقدم، وليس عندما نخسر. حتى من الناحية العسكرية، منطقيا قد تستخدم مثل تلك الأسلحة -وأنا لا أتحدث عن الجيش السوري بالطبع لأننا لم نعد نمتلك مثل تلك الأسلحة- عندما تكون في حالة خسارة للأرض، وليس عندما تكون في حالة تقدم.

الصحفي:

إذاً، أنتم تنكرون استخدامها في جوبر، والشيخ مقصود، وسراقب، وفي حلب، وأفترض أنكم تنكرون استخدامها في خان شيخون في الرابع من نيسان 2017. تنكرون استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية في جميع هذه المناطق؟

الرئيس الأسد:

كل واحدة من هذه القصص لم تكن أكثر من مزاعم. إن من تحدث عن حصول استخدام للأسلحة الكيميائية ينبغي عليه إثبات روايته، وهو من يجب أن يقدم الأدلة على أنه قد تم استخدامها.

الصحفي:

لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دفعت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى الاعتقاد بأنه ينبغي عليها ضرب بلادكم على أساس ذلك التقرير.

الرئيس الأسد:

لكن الاعتقاد شيء وتقديم الأدلة شيءٌ آخر. نحن نتحدث عن الأدلة. ما هي الأدلة التي يمتلكونها لإثبات روايتهم؟ لا شيء.

السؤال السادس:

ألا توجد أي حقيقة في تلك الشائعات.. ألا يمكن القول من جانبكم إن الأدلة في الفيديوهات قد فبركت من قبل المتمردين باستخدام الأسلحة الكيميائية عبر الحكومة السعودية.. وأن الأسلحة الكيميائية استخدمت بالفعل، لكن من قبل من يُسمون “المتمردين”..

الرئيس الأسد:

نعم إنها موجودة على يوتيوب وتستطيع مشاهدتها. لقد فبركوا مسرحيةً كاملة حيث يلعب شخصٌ ما دور الضحية في العديد من الحوادث، ليس فقط في مجال الأسلحة الكيميائية، بل حتى في حالات القصف، يفبركون مسرحية تُظهر أن أحدهم كان ضحيةً، وعند نهاية التصوير يظهر أنه شخصٌ عادي، يقف ويتحرك بشكلٍ طبيعي. تستطيع مشاهدة ذلك على يوتيوب. إنها واضحة جداً. نستطيع أن نريك هذه الأدلة.

الصحفي:

لكن ليس هناك دليل غير ذلك، لأن (الخوذ البيضاء) المدعومة من وزارة الخارجية البريطانية، والتي مُنحت مؤخراً دعماً إضافياً من قبل إدارة ترامب تدعي أن الفيديوهات حقيقية تماماً، وأن الأشخاص الذين ينتجون هذه الفيديوهات أنقذوا حياة 50 ألف شخص في بلادكم حتى العام 2018.

الرئيس الأسد:

مرةً أخرى، من السهل جداً رؤية وجوه نفس هؤلاء “الملائكة”، (الخوذ البيضاء).. الوجوه نفسها، والشخص نفسه الذي كان يعمل في (الخوذ البيضاء) كان في الواقع مقاتلاً مع القاعدة. تستطيع أن تراه، فالصور واضحة جداً. الشخص نفسه الذي كان يقطع الرؤوس، أو يأكل قلب جندي. هذه المقاطع منتشرة جداً وبوسعك مشاهدتها على الإنترنت. لا أعتقد أن أحداً في هذه المنطقة يُصدق هذه المسرحية، مسرحية العلاقات العامة لـ (الخوذ البيضاء). إنهم أحد فروع (جبهة النصرة).

السؤال السابع:

حسناً، هيئة الإذاعة البريطانية التابعة للدولة البريطانية، ومنظمة العفو الدولية تزعمان أن حكومتكم قتلت أحد عشر ألف شخص باستخدام ما يُسمى “البراميل المتفجرة” منذ العام 2012، فيما يُعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2139. وفي الواقع تُشير هيومن رايتس ووتش إلى صورٍ التقطت بالأقمار الصناعية، وأنتم تتحدثون عن مقاطع الفيديو على يوتيوب وتقولون إنها مفبركة. هذه أكبر وسائل إعلام في دول حلف الناتو وأكبر المنظمات غير الحكومية.

الرئيس الأسد:

ليست هناك حرب جيدة. هذه حقيقة بديهية. هناك دائماً ضحايا في أي حرب، لكن أن تتحدث عن جيش أو دولة تقتل المدنيين وتقتل شعبها فهذا ليس واقعياً لسبب بسيط، وهو أن الحرب في سورية كانت على كسب قلوب الناس؛ ولا تستطيع كسب قلوب الناس بقصفهم. فالجيش السوري كان يحارب الإرهابيين، وإن كان هناك بعض النيران الجانبية التي أثَّرت في بعض المدنيين -وقد يكون ذلك قد حصل ويمكن إجراء تحقيقات بشأنه- لكن كيف يمكن للشعب السوري أن يدعم دولته ورئيسه وجيشه إن كانوا يقتلونه؟!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى