غزة

حماس تتجاوز قضايا خلافية وتدفع باتجاه الانتخابات

منحت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد مزيدا من المرونة والإيجابية للجهود الرامية لإجراء الانتخابات العامة الفلسطينية، كمدخل لإنهاء 12 عاما من الانقسام الداخلي.

وبعد ساعات من قرارها الإفراج عن 57 موقوفا ومحكوما على خلفية “قضايا أمنية مختلفة” ينتمون لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، لتعزيز الأجواء الداخلية الإيجابية، دعت حماس إلى اجتماع طارئ ترأسه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع قادة الفصائل والقوى في غزة.

وأعلن هنية في كلمة عقب الاجتماع عن موافقة الحركة على إصدار الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بالدعوة للانتخابات قبل عقد الاجتماع الوطني الذي كانت تطالب بأن يسبق المرسوم.

ويندرج هذا الموقف ضمن سلسلة خطوات اتخذتها حماس منذ تكليف الرئيس عباس مطلع الشهر الماضي رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر بإجراء اتصالات مع الفصائل والقوى، للتحضير لإجراء الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها في كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال هنية إن توجه الرئيس عباس بأن يسبق مرسوم الانتخابات الاجتماع الوطني قد لا يكون عقبة أو سببا لتعطيل الانتخابات إذا تم الاتفاق على الأسس والضمانات التي يجب أن تتوافر لإجرائها.

كما أبدى هنية مرونة بإعلانه موافقة حركته على إجراء الانتخابات وفق قانون التمثيل النسبي الكامل، وقال إنه “لن يكون عقبة أمام الانتخابات”.

يذكر أن آخر انتخابات تشريعية أجريت في العام 2006 وفازت بها حماس كانت وفق قانون حدد 75% للتمثيل النسبي و25% للدوائر.

 مصطفى البرغوثي (يسار) في لقاء سابق مع هنية (الأناضول-أرشيف)
مصطفى البرغوثي (يسار) في لقاء سابق مع هنية (الأناضول-أرشيف)

شراكة
وأكد هنية حرص “حماس” على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة وبناء نظام سياسي فلسطيني قائم على مبدأ الشراكة في كل المستويات، لافتا إلى أن الحركة “تحلت بمرونة ومسؤولية وإيجابية عالية من وحي إيجابية مسؤوليتها الوطنية ومن وحي الوحدة”.

وشدد على أن “نجاح الانتخابات يحتاج إلى إجرائها في الضفة والقدس وغزة بشكل لا يقبل التأويل أو المناورة، وإذا رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس فيجب أن يكون هناك اشتباك سياسي معه”.

وجدد هنية تأكيده على أن حماس “ستحترم خيار الشعب وصناديق الانتخابات”، وأنها تثق بوعي الشعب الفلسطيني وخياراته.

وأكد أنه “يجب احترام نتائج الانتخابات، ففي العام 2006 وقعت بين فكي كماشة، بين الرفض الداخلي والرفض الخارجي، وما يهمنا أن يكون هناك موقف واضح وثابت بأن نتائج الانتخابات ستحترم أيا كانت”.

وكانت “حماس” تنازلت عن تمسكها بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، والتوافق على انتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير، ووافقت على إجراء الانتخابات على التوالي.

حرص
ووصف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الدكتور مصطفى البرغوثي للجزيرة نت مواقف “حماس” بأنها “مرنة وإيجابية”.

وقال البرغوثي -الذي تقدمت حركته بورقة نوقشت خلال الاجتماع الطارئ- إن “حماس” تبدي حرصا شديدا على ألا تظهر بمظهر المعطل لإجراء الانتخابات.

وأكد أنه بهذه المواقف الإيجابية التي تبديها الحركة، وكذلك مواقف مختلف القوى والفصائل تكون الطريق ممهدة أمام إصدار الرئيس عباس مرسوما يحدد موعد الانتخابات، ولا سبب الآن للتعطيل.

وبخصوص تفاصيل ورقة المبادرة التي اعتبرها هنية “أساسا يبنى عليه ومدخلا جيدا لتوافق وطني فلسطيني ولتوفير كل الضمانات اللازمة لإجراء الانتخابات”، أوضح البرغوثي أن الورقة تضمنت مقترحات قد تشكل مخرجات للاجتماع الوطني، واشتملت على مبادئ ونقاط لضمان انتخابات ديمقراطية ونزيهة واحترام نتائجها.

وأهم هذه النقاط -يقول البرغوثي- “تعهد الجميع بإجرائها في كل المناطق وعدم استثناء أي منطقة تحت أي ظرف، ووفق قانون التمثيل النسبي الكامل، وإجراؤها على التوالي وفق مواعيد محددة وبفارق زمني ثلاثة أشهر، وتشكيل محكمة انتخابات من قضاة مشهود لهم بالنزاهة”.

وكان هنية أكد في كلمته أن نجاح الانتخابات “يحتاج إلى تحييد المحكمة الدستورية (المشكلة بقرار من الرئيس عباس في الضفة الغربية) لأنها هي التي أصدرت قرارا بحل المجلس التشريعي الحالي”.

وقال البرغوثي إن ورقة المبادرة تضمنت أن توقع الفصائل على وثيقة باحترام نتائج الانتخابات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس هذه النتائج، والتوافق على خطة وطنية مشتركة للرد على الاحتلال في حال منع إجراء الانتخابات في القدس.

إيجابية
واتفق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة مع البرغوثي في وصف مواقف “حماس” بالإيجابية والجادة، وقال للجزيرة نت إن الحركة استمعت للصوت الوطني، وتعاطت بمرونة سياسية وإيجابية عالية وجادة، ولا تريد أن تتحمل مسؤولية تعطيل الانتخابات، ولذلك تجاوزت “القضايا الخلافية”.

واعتبر أن كلمة السر في المرونة التي تبديها “حماس” هي فشل كل المحاولات الرامية للخروج من المأزق الفلسطيني الداخلي، وعدم اكتمال إجراءات رفع الحصار عن قطاع غزة، وإدراكها المتغيرات الإقليمية والدولية وتأثيرها على الواقع الفلسطيني.

وقال أبو ظريفة إن المطلوب من الرئيس عباس الآن الدعوة لاجتماع قيادي برئاسته، لبحث سبل إنجاح الانتخابات، والتوافق على ميثاق شرف باحترام نتائجها والالتزام بها.

وتعقيبا على مواقف حماس وما ورد في كلمة هنية، قال القيادي في حركة فتح منير الجاغوب في اتصال مع الجزيرة نت إن المطلوب من “حماس” الرد على رسالة الرئيس عباس التي وصلتها عبر لجنة الانتخابات المركزية بشكل “موقع ومكتوب” أسوة بباقي الفصائل والقوى.

وأضاف الجاغوب أن “القبول بإجراء الانتخابات التي هي حق لشعبنا أسوة بجميع شعوب العالم ليس تنازلا من أحد، فالانتخابات استحقاق وطني، وهي الوسيلة لحسم الخلافات عندما يصل الحوار السياسي إلى طريق مسدود”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى