مصر

وفاة معتقل داخل السجون المصرية جراء الإهمال الطبي

توفي أمس الخميس المعتقل رأفت محمد مهني داخل مستشفى سجن طرة (جنوبي القاهرة) نتيجة الإهمال الطبي، بحسب تصريحات أحد أفراد أسرته للجزيرة نت.

وخلال خلال فترة اعتقاله التي استمرت نحو خمس سنوات، تقدمت أسرة مهني بأكثر من طلب للحصول على الإفراج الصحي نظرا لكونه يعاني من عدة أمراض مزمنة كالسكر وارتفاع ضغط الدم فضلا عن تليف في الكبد، وكان يحتاج للخضوع لتدخل جراحي، ولكن دون جدوى.

وتنقل مهنى (البالغ 61 عاما من محافظة المنيا بصعيد مصر) رغم تدهور حالة الصحية بين ثلاثة سجون، حيث احتجز لأول مرة بسجن الوادى الجديد، ثم نقل لسجن أسيوط للعلاج، ليستقر به الأمر داخل سجن طرة بعد الحكم عليه بخمس سنوات.

وتأتي الوفاة استمرارا لما سمته منظمات حقوقية مصرية ودولية “ظاهرة الإهمال الطبي المتعمد” حيث وثق مركز عدالة للحقوق والحريات (مجتمع مدني) خلال الأشهر الثمانية الماضية وفاة نحو 22 شخصا داخل السجون جراء الإهمال الطبي.

ولم تتوقف مثل هذه الحالة عند هذا الحد وحسب، ففي يناير/كانون الثاني الماضي أصدر مركز عدالة تقريرا بعنوان “كيف تعالج سجينا حتى الموت” أشار إلى أن أعداد حالات الإهمال الطبي داخل السجون الفترة بين عامي 2016 و2018، وصلت إلى نحو 819 حالة، وكانت أبرز الأمراض التي عانى منها المتوفون السرطان والفشل الكلوي والتليف الكبدي.

كما تأتي وفاة مهنى بعد يوم من الانتقادات الأممية لملف القاهرة بحقوق الإنسان، حيث قدمت نحو 136 دولة ما يقارب أربعمئة توصية في مختلف ملفات انتهاكات حقوق الإنسان بمصر.

وقال خبراء أمميون الجمعة الماضية إن نظام السجون ربما يكون قد أدى مباشرة لوفاة الرئيس الراحل محمد مرسي، بعد وضعه بالحبس الانفرادي 23 ساعة يوميا وحرمانه من الرعاية الصحية حيث كان يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

وأضاف الخبراء أن الآلاف غير مرسي عرضة لخطر شديد، في حين نفى مسؤولون مصريون إساءة معاملة السجناء أو إهمال صحتهم.

وغرد كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، متسائلا “هل تظن حكومة الرئيس المصري السيسي أننا أغبياء لدرجة تصديق أن هذا هو الروتين اليومي العادي داخل سجونه التي يمارس فيها التعذيب فضلًا عن أنها مزدحمة عن آخرها؟

وتابع “إن كنتم حينها اعتزمتم ترتيب جولة استعراضية، فعلى أقل تقدير كنتم حاولتم أن تجعلوها أقرب للواقع كأنها حقيقية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى