إقتصاد

تريد الاستثمار في البورصة.. إليك نصائح الخبراء

على وقع غلاء المعيشة وتضخم الأسعار وزيادة أعباء الحياة اليومية، يحاول حامد -الذي يعمل مندوب مبيعات لدى أحد متاجر الإلكترونيات الكبرى في الكويت منذ قرابة تسعة أعوام- البحث عن وسيلة تعينه على تحسين دخله المحدود.

يدفع الشاب الثلاثيني ثلث راتبه الذي لا يتجاوز أربعمئة دينار كويتي (نحو 1280 دولارا) بدل إيجار لشقته المتواضعة في محافظة الفروانية، في حين يوزع المتبقي من المبلغ بين حصالته الفضية “المدفونة” في غرفة نومه، وفاتورة الحاجيات الشهرية، وقسط السيارة، والهاتف، وغيرها من النفقات الضرورية الأخرى.

خلال ساعات الاستراحة القصيرة، يقلب حامد في هاتفه متنقلا بين التطبيقات المتخصصة بأسعار النفط والذهب والأسهم والعقار، بحثا عن خيار مناسب يوظف فيه “تحويشة” سنوات الغربة المرة.

ثلاثة آلاف دينار فقط (نحو تسعة آلاف دولار) هي كل ما يملكه الشاب المصري الذي يخطط للزواج من ابنة عمه خلال سنة، ولكن ماذا عساه يفعل بمبلغ بسيط كهذا قبيل دخوله القفص الذهبي؟

يجيب المحلل الاقتصادي والخبير في شؤون أسواق المال علي العنزي عن هذا التساؤل، بالقول إن الاستثمار في الأسهم بات اليوم سهلا ومتاحا للجميع، خصوصا الذين لا يملكون مبالغ كبيرة (كحالة حامد) يستطيعون من خلالها شراء عقار أو تدشين مشروع خاص، وكذلك الذين لا يجدون الوقت الكافي للاستثمار في الاقتصاديات الحقيقية أو الاقتصاد المباشر.

بيد أن الأمور ليست وردية بالشكل الذي قد يتصوره البعض بحسب ما يؤكد العنزي في تصريح للجزيرة نت، إذ إن الاستثمار في الأسهم ودخول البورصة لا ينبغي أن يكون عشوائيا، بل يجب أن يتم وفق معايير واضحة ومحددة.

 ينبغي على المستثمر بداية معرفة فئات الأسهم وعوائدها ومخاطرها (الجزيرة)
ينبغي على المستثمر بداية معرفة فئات الأسهم وعوائدها ومخاطرها (الجزيرة)

كيف تبدأ؟
يجزم العنزي بأن القراءة والمطالعة عن البورصة والمخاطر والتحليل الأساسي، ودراية الشخص نفسه بهدفه النهائي من شراء سهم معين (الاستثمار أو المضاربة)، من الشروط الأساسية قبل دخول عالم أسواق المال.

عليك -وفق ما يبين العنزي- الإجابة عن أكثر من سؤال قبل اتخاذ القرار النهائي بهذا الخصوص، ومنها على سبيل المثال: هل تمتلك القدرة على تقييم الأسهم؟ وبالتالي هل تستطيع أن تحقق عوائد؟ أو أن تضارب؟ بمعنى هل تمتلك أدوات وأساسيات التحليل الفني التي تمنحك القدرة على تحقيق مكاسب سريعة؟

ويتابع أنه ينبغي بالدرجة الأولى معرفة فئات الأسهم وعوائدها ومخاطرها، إلى جانب وجود الحد الأدنى من التحليل الفني والمالي، فضلا عن الإلمام بكيفية الدخول والخروج السريع في بعض الحالات.

ويحذر من أنه سوق سهل وخطر في آن واحد، إذ يمكن أن تفقد أموالك بسرعة، لذلك فإن هناك محاذير كثيرة، ولكن في المقابل هناك فرص مناسبة ومردود جيد، ولا سيما أن أسعار العديد من السلع مغرية وتحديدا في البورصات الخليجية التي دخلت نادي الأسواق الناشئة.

ويرى العنزي أن على المبتدئ الساعي للاستثمار في البورصة وتحقيق عوائد مقبولة مع حد أدنى من المخاطرة، استشارة شركة أو جهة موثوقة نظرا لإمكانياته المادية المحدودة، بهدف معرفة تاريخ السهم المستهدف وأرباحه وتوزيعاته خلال السنوات السابقة.

وينصح باختيار الأسهم المستقرة وذات الأداء الجيد، والابتعاد عن الأسهم ذات المديونية العالية والأداء المتذبذب، وتلك التي تحقق أرباحا من صفقات آنية، ونشاط غير تشغيلي.

 على المستثمرين غير المحترفين الابتعاد عن المضاربة لكونها عملية خطرة (الجزيرة)
على المستثمرين غير المحترفين الابتعاد عن المضاربة لكونها عملية خطرة (الجزيرة)

المضاربة والعملات الافتراضية
وينبه العنزي المستثمرين غير المحترفين إلى ضرورة الابتعاد عن المضاربة لكونها عملية خطرة، فهي تحتاج قراءة فنية متأنية جدا للسهم والعوامل المحيطة بالسوق كله، كما أنها تحتاج تركيزا شديدا، محذرا في الوقت نفسه من الوقوع في فخ الاستثمار فيما يسمى بأسواق “الفوركس” والعملات الافتراضية عن طريق الرسائل المغرية التي تتحدث عن عوائد خيالية، وذلك نظرا لأن غالبية هذه الوسائل هي مجرد عمليات احتيال بطريقة مقنّعة، وإن بدت قانونية من حيث الشكل.

من ناحيته، أشار الخبير الاقتصادي الكويتي ميثم الشخص، إلى أن عملية بدء الاستثمار في البورصة تحددها شخصية المستثمر والمدة الزمنية للاستثمار وعدد الأسهم المستهدفة وحجم الأموال المراد توظيفها.

ويقول ميثم الشخص في تصريح للجزيرة نت إن المستثمر عندما يختار سهما محددا فإن عليه أن يبدأ رحلة متابعة الشركة على مختلف المستويات، بدءا بمجلس الإدارة، والجهات الإستراتيجية المالكة صاحبة الحصص الكبيرة، مرورا بكل ما يخص القطاع المُدرج تحته السهم، وصولا إلى نمو أو انكماش هذا القطاع.

واعتبر أن البنوك في الغالب هي الأفضل للاستثمار بالأسهم لاعتبارات عديدة منها: الأرباح العالية، والتوزيعات المجدية، والضمان المستمر، والرقابة المشددة من قبل المصارف المركزية، كونها الجهات الرقابية الأكثر احترافا في تطبيق المعايير الخاصة بحفظ رؤوس أموال البنوك، وضمان ودائعها، ومراقبة قروضها.

ولفت إلى أن غالبية المستثمرين يحبذون جني إيرادات سريعة وبنسب مرتفعة، لذلك فإن الاستثمار في البورصة والمضاربة في الأسهم والشراء بقصد البيع وليس بقصد الحصول على التوزيعة السنوية، قد يكون خيار الكثير منهم، وحتى الذين يملكون مبالغ بسيطة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى