الفاتيكان

البابا يدعو في تايلاند إلى حماية “كرامة” الأطفال ضحايا الاستغلال الجنسي

البابا فرنسيس عند وصوله إلى المعلب الوطني في بانكوك لترؤس قداس في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

بدأ البابا فرنسيس الخميس يومه الأول من اللقاءات في تايلاند، داعيا إلى حماية “كرامة” الأطفال الذين ما زالوا ضحايا لاستغلال جنسي في جنوب غرب آسيا، قبل أن يلتقي الملك ويترأس قداسا يحضره عشرات آلاف المؤمنين.

وقال الحبر الأعظم الذي وصل الأربعاء من روما إنه يجب أن نؤمن “لأطفالنا مستقبلا بكرامة”، مشيرا إلى “الأكثر ضعفا والمعنفين والمعرضين لكل أشكال الاستغلال والعبودية والعنف والاستغلال”.

وتأتي تصريحات البابا بعد ثلاثين عاما على توقيع معاهدة الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل والمراهق في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989.

وبعد ثلاثة عقود، لا تزال منطقة جنوب شرق آسيا تضمّ حالات كثيرة من الاستغلال الجنسي للأصغر سنا. وأشار مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في تقريره الأخير لعام 2019 إلى أن “حوالى سبعين بالمئة من ضحايا الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي لم يبلغوا السن القانونية”.

ويتم استغلال عشرات آلاف الأطفال خصوصا عبر الانترنت خصوصا في الفيليبين وإندونيسيا وكمبوديا وتايلاند.

وأمام رئيس الوزراء التايلاندي شان او شا، حرص البابا فرنسيس على الإشادة بجهود تايلاند لمحاولة “القضاء على هذه الآفة”.

ويعتبر استغلال الأطفال لمواد إباحية جريمة في المملكة منذ 2015. في السنة نفسها شكلت شرطة كُلّفت التحقيق في الاستغلال الجنسي للأطفال على الانترنت في البلاد.

– 95 بالمئة بوذيون –

تطرق البابا أيضا إلى واحدة من قضاياه الدائمة، أي تحدي الهجرات معتبرا أنه “أحد المشاكل الأخلاقية الكبرى التي يواجهها جيلنا”.

ويأمل أيضا في أن تجري زيارته تحت شعار الحوار الديني، مشيدا “بأمة متعددة الثقافات وتتسم بالتنوع” مما يدل على “احترام وتقدير لمختلف الثقافات والمجموعات الدينية”، على حد قوله.

ويلتقي البابا فرنسيس (82 عاما) في هذا الإطار كبير الكهنة ال20 للبوذيين سومدي فرا ماها مونيونغ في مكان مقدس للديانة البوذية التي يشكل أتباعها أكثر من 95 بالمئة من سكان المملكة.

وتضم تايلاند نحو 300 ألف كاهن موزعين في أربعين ألف معبد. ويشكل الكاثوليك الذين اعتنقوا هذه الديانة من خلال بعثات التبشير اليسوعية، أقلية صغيرة جدا لا يتجاوز عدد أفرادها ال400 ألف شخص.

وعقد البابا الخميس لقاء أيضا مع رئيس الوزراء برايوت شان-او-شا الذي قادة مجموعة عسكرية حكمت خمس سنوات ثم تولى رئاسة حكومة مدنية بعد الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل في آذار/مارس الماضي.

وسيلتقي الحبر الأعظم الخميس ملك تايلاند ماها فاجيرالونغكورن الذي اعتلى عرش البلاد خلفا لوالده بوميبول أدولايدج في 2016. وقد تم تتويج راما العاشر في أيار/مايو الماضي.

والملك الذي يعد من أغنى أغنياء العالم ومحمي بقانون صارم يمنع المساس به، هو ضامن لوحدة المملكة التي شهدت 12 انقلابا منذ 1932.

اف ب / محمد رصفانالبابا فرنسيس يترأس قداسا في الملعب الوطني في العاصمة التايلاندية بانكوك في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

لذلك وبمعزل عن صلاحياته الدستورية، يتمتع بنفوذ كبير يمارس في الظل في أغلب الأحيان.

وخلال هذا اليوم الطويل سيلتقي البابا في كنيسة المدينة خمسة أطفال من خلوي توي أكبر حي عشوائي في بانكوك يضم مئة ألف شخص. وأحدهم، فاست (12 عاما) أحد الكاثوليك القلائل جدا الذين يعيشون في الحي.

وقال لوكالة فرانس برس “لا أعرف الكثير عن البابا لكنني أعرف أنه من الأرجنتين وأنه يحب الفقراء”، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يستعد “لهذه اللحظة التي تحمل أملا كبيرا”.

وسيترأس البابا فرنسيس،أول حبر أعظم يزور تايلاند منذ 35 عاما، قداسا في الملعب الرياضي الكبير في بانكوك للطائفة الكاثوليكية التي تضم نحو 400 ألف شخص في البلاد.

ويتوقع أن يحضر القداس 50 ألف مؤمن — بينهم مئات المسيحيين الذين ينتمون إلى أقلية الكارين أتوا من الأقاليم النائية على الحدود مع بورما — إما على شاشات عملاقة أو داخل الملعب.

وسيتوجه البابا السبت من تايلاند إلى اليابان المحطة الثانية التي ترتدي طابعا سياسيا ورمزيا أكبر في رحلته إذ إنه سيزور ناغازاكي وهيروشيما حيث أودت قنابل ألقاها الأميركيون منذ 74 عاماً إلى سقوط 74 ألف قتيل و140 ألفا على التوالي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى