كتاب وآراء

هل كان الصاروخ الذي أصاب الطائرة الاوكرانية نتيجة تشويش إلكتروني معادي؟

محمد صالح الفتيح*

 

أحد التفسيرات التي تساق حول إسقاط الطائرة الأوكرانية تشير إلى أن صاروخ الدفاع الجوي الذي تم إطلاقه ضد الطائرة الأوكرانية كان نتيجة تشويش إلكتروني خدع الدفاع الجوي الإيراني. التشويش الإلكتروني لأنظمة الدفاع الجوي لإظهار أهداف وهمية هو أمر ممكن، من الناحية النظرية والعملية، وقد نفذت إسرائيل مثل هذا الهجوم على الدفاع الجوي السوري، مرة واحدة على الأقل العام الماضي. ولكنه لا ينطبق على الحالة الإيرانية لثلاثة أسباب على الأقل.

أولاً. كانت بطارية الدفاع الجوي الإيرانية المعنية داخل العمق الإيراني، حوالي 700 كم عن أقرب نقطة حدودية، وحوالي 800 كم عن أقرب قاعدة أميركية في المنطقة، في الكويت. في حين أن مدى المنظومات التي يمكن أن تخلق أهداف وهمية هو نصف هذه المسافة على الأكثر. مثلاً، مدى منظومة كراسوخا الروسية 400 كم وصواريخ Spear-EW البريطانية 150 كم (الصور المرفقة).

ثانياً، مثل هذا الهجوم الإلكتروني يكون شاملاً، وليس فردي، أي يشمل كل الرادارات التي تستخدم نفس التردد، ضمن مساحة معينة، وبالتالي يمكن أن يجعل كامل أو معظم شبكة الدفاع الجوي المهاجمة ترى أهداف وهمية، وليس مجرد بطارية واحدة في العمق.

ثالثاً، مثل هذا الهجوم الإلكتروني يجعل رادارات الدفاع الجوي ترى أهدافاً وهمية فتقوم بإطلاق الصواريخ باتجاهها. الهدف من الهجوم هو استنزاف مخزون الدفاع الجوي. ما حصل في حالة إيران هو توجيه الصاروخ على هدف حقيقي بالفعل، ولم يرصد سوى حطام صاروخ واحد، روسي الصنع. ولو أن إحدى منظومات الدفاع الجوي الإيرانية قد رصدت شيئاً لاستنفرت كل شبكة الدفاع الجوي وأشعلت السماء، كما حصل عندما تعرض الدفاع الجوي للهجوم الإلكتروني المذكور.

ملاحظة: هناك من أرسل لي أن الصاروخ الذي تم إطلاقه هو صاروخ محمول على الكتف وهذا غير صحيح. الصاروخ المستخدم هو صاروخ محمول على عربة مدرعة، خاص بمنظومة Tor الروسية المعروفة غربياً باسم SA-15، ومدى الصاروخ 12 كيلومتراً (صور مرفقة إضافية لبقايا الصاروخ وللمنظومة لدى إيران، ورسم توضيحي تعريفي بالمزايا الفنية للمنظومة).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى