العراق

التلاعب الاميركي في العراق.. خشية وترقب بساحات الاحتجاج بعد دعوة الصدر إلى مليونية

هدوء حذر وترقب بين أوساط المتظاهرين في العراق بعد دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مظاهرة مليونية قال إنها لا شرقية ولا غربية وستكون في بغداد وساحات التظاهر المعروفة، للتنديد بالوجود العسكري الأميركي.

ولعل ما زاد من حجم مخاوف المتظاهرين تأييد فصائل مسلحة عدة وأجنحتها السياسية لدعوة الصدر.

وهذا الأمر أثار تساؤلا حول إمكانية أن يكون طرفا صراع في ساحة واحدة، لاسيما وأن هذه الفصائل يتهمها المحتجون بالوقوف وراء عمليات تهديد وخطف وقتل طالت ناشطين ومؤثرين بالحراك الشعبي منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأخرى كان موقفها السياسي معرقلا لمسار تصحيح النظام الذي نادى به المحتجون، وعملت على تشويه صورته.

 الصدر دعا إلى مليونية للتنديد بالوجود الأميركي (رويترز)
الصدر دعا إلى مليونية للتنديد بالوجود الأميركي (رويترز)

تطور خطر
دعوة الصدر الأخيرة أثارت حفيظة ناشطين في الحراك الشعبي، حيث أعربوا عن مخاوفهم من احتمال الالتفاف على مطالبهم وتوجيهها لصالح جهات مضادة لهم.

وبهذا الصدد، أوضح الناشط علي الذبحاوي -للجزيرة نت- أن التظاهر والتعبير عن المواقف السياسية حق مكفول دستوريا، لكن توقيت مظاهرة الصدر يجعل الموقف منها يأخذ جانب الحذر والتخوف وذلك لمزاحمتها ثورة أكتوبر، سواء في المكان أو الأولويات.

وأكد الذبحاوي أن الحراك الشعبي الحالي ضد وجود أي تدخل خارجي بالشأن العراقي سواء من أميركا أو غيرها، لكن الحديث عن رفض الوجود الأميركي بهذا الوقت يعتبره المحتجون أقل أهمية من الاستجابة لمطالب إصلاح النظام وبناء الدولة.

ساحة واحدة
القلق والخوف كان ظاهرا على محيا المتظاهر محمد الجبوري، وهو يتحدث عن مصير مجهول ينتظر المعتصمين من إمكانية تشتيت مطالبهم “المشروعة” وإحكام السيطرة على الساحة وتحويلها لصالح الفصائل المسلحة.

واعتبر الجبوري أن استجابة الفصائل المسلحة وأجنحتها السياسية لدعوة الصدر تؤشر إلى وجود اتفاق مسبق حيال هذه الخطوة، التي فسّرها البعض بأنها ورقة ضغط جديدة للقوى الحليفة لإيران في العراق حيال المظاهرات التي يرون أنها مدعومة أميركيا.

وقال للجزيرة نت “بعض الأطراف السياسية الموالية لإيران وجدت في مليونية الصدر فرصة مناسبة لإنهاء احتجاجات أكتوبر بأي طريقة”.

وأجمع متظاهرو التحرير على ضرورة أن تكون المظاهرات التي دعا لها الصدر في مكان آخر غير ساحة التحرير، تجنبا للاصطدام بين الطرفين.

 هدوء حذر في ساحة التحرير (الجزيرة نت)
هدوء حذر في ساحة التحرير (الجزيرة نت)

توقعات
من جانبه، أشار أستاذ الإعلام بجامعة بغداد د. علاء مصطفى إلى أن الإعداد للمظاهرة التي دعا إليها الصدر سيكون فعّالا جدا “وستشهد ساحة التظاهر مشاركة كبيرة جدا”.

وبين أن “دعوة الصدر وتأييدها من قبل قادة الفصائل يؤشر لتجاوز الخلافات التي كانت تعصف بالبيت الشيعي”.

وأضاف د. مصطفى للجزيرة نت أن دعوة الصدر جاءت بعد مباحثات أجراها مع زعماء وقادة “فصائل المقاومة” وهو ما يعطي مؤشرا على أن خطواتهم ستكون مدروسة وغير انفعالية، مستبعدا في الوقت نفسه أن يتم إقصاء أو إبعاد قوى الحراك الشعبي من ساحة التحرير، فالموجودون هناك يستهدفون الفساد السياسي في السلطة، وهذه تستهدف إخراج القوات الأجنبية.

وقال أيضا إن الحكومة ستستمد قوة جديدة من هذه المظاهرة، وستعطيها الفرصة للبقاء في الحكم فترة أطول، مرجحا أن تكون مليونية الصدر “مقربة لوجهات النظر أكثر من كونها ستؤدي لتعكير الأجواء”.

وتوقع أستاذ الإعلام أن “يلعب التيار الصدري دورا بارزا في الوصول لاتفاق بين شباب ساحة التحرير والفصائل المسلحة، بحكم علاقته الوطيدة التي تربطه بين الطرفين، خصوصا وأن من يعرفون بأصحاب القبعات الزرقاء التابعين له هم من حموا ساحة التحرير”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى