فلسطين المحتلة

المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي بالبالونات الحارقة.. هل تجبر الكيان الغاصب على تخفيف الحصار على قطاع غزة؟

شهدت الأيام القليلة الماضية استئناف إطلاق البالونات الحارقة المفخخة من قطاع غزة على بلدات وتجمعات استيطانية إسرائيلية تقع في نطاق ما يسمى بـ”غلاف غزة”، المتاخم للسياج الأمني الفاصل شرق القطاع.
وتأتي العودة لإطلاق هذه البالونات بعد توقف لبضعة أشهر في إطار “تفاهمات” رعتها مصر وقطر، وتقضي بوقف استخدام “الأدوات الخشنة” التي تتضمن فعاليات الإرباك الليلي والبالونات المفخخة، في مقابل تسهيلات لتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ 13 عاما.
واستخدم نشطاء فلسطينيون هذه الأدوات في إطار فعاليات “مسيرات العودة وكسر الحصار”، التي انطلقت في 30 مارس/آذار 2018.
 طلال أبو ظريفة: إطلاق البالونات يأتي في إطار مبادرات من الشباب الثائر (الجزيرة)
طلال أبو ظريفة: إطلاق البالونات يأتي في إطار مبادرات من الشباب الثائر (الجزيرة)

لا قرار فصائليا
وأكد مسؤولون في الهيئة العليا لمسيرات العودة، للجزيرة نت أن استئناف إطلاق البالونات الحارقة ليس مرتبطا بقرار جديد من الهيئة، التي تضم فصائل العمل الوطني والإسلامي، وإنما اجتهادات شبابية احتجاجا على التسويف والمماطلة الإسرائيلية إزاء تنفيذ تسهيلات تخفيف الحصار.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، للجزيرة نت، إن ما شهدته غزة خلال الأيام القليلة الماضية بخصوص إطلاق بالونات يأتي في سياق “مبادرات من الشباب الثائر احتجاجا على تنصل الاحتلال من تفاهمات تخفيف الحصار واستهداف المزارعين والصيادين”.

ورغم عدم وجود قرار فصائلي بالعودة لاستخدام “الأدوات الخشنة”، فإن أبو ظريفة دافع عن حق الشباب الثائر والغاضب في استخدام كل الأدوات والوسائل المتاحة لإجبار الاحتلال على الوفاء بالتزاماته والتصدي لجرائمه.

وأكد أنه لا يمكن القبول باستمرار معاناة مليوني فلسطيني في غزة، فيما الاحتلال يتنصل من تفاهمات التهدئة وإجراءات كسر الحصار، ويستفيد من حالة الهدوء دون ثمن.

وقال أبو ظريفة إن على إسرائيل أن تلتقط ما وصفها بالرسالة العفوية من الشباب الثائر، والتحرك نحو إدخال إجراءات حقيقية وفعلية يلمسها المواطن في غزة وتنعكس إيجابا على حياته اليومية.

ونفى أبو ظريفة ما تتداوله وسائل إعلام إسرائيلية حول استئناف وحدات “الإرباك الليلي” نشاطها قرب السياج الأمني شرق غزة، وقال “إن الفعاليات اقتصرت على إطلاق البالونات الحارقة فقط”.

عبوات متفجرة
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن شبانا في غزة ألقوا عشرات العبوات المتفجرة نحو قوات إسرائيلية قرب السياج الأمني في مقابل موقع ملكة شرق مدينة غزة، وشرق مخيم البريج وسط القطاع.

وقال أبو ظريفة إن إسرائيل تمارس التحريض، وما يتم نشره في وسائل إعلامها تضخيم للواقع في غزة ومحاولة تجنيد للرأي العام الإسرائيلي نحو أي خطوة تصعيد قد تقدم عليها ضد غزة.

 عودة بالونات قطاع غزة الحارقة تقلق المستوطنات القريبة (الجزيرة-أرشيف)
عودة بالونات قطاع غزة الحارقة تقلق المستوطنات القريبة (الجزيرة-أرشيف)

ووضع الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب العودة لإطلاق البالونات الحارقة في إطار رسالة فلسطينية من غزة إلى إسرائيل، مفادها أن استئناف استخدام “الأدوات الخشنة” يبقى قائما في حال لم تتقيد إسرائيل بالتزاماتها التي تضمنتها “تفاهمات التهدئة” بوساطة مصرية قطرية.

وقال حبيب، للجزيرة نت، إن الهيئة العليا لمسيرات العودة التزمت بالتفاهمات، وأخيرا قررت وقف المسيرات بداية من مطلع العام الجاري، على أن يتم استئناف فعالياتها شهريا بدلاً من أسبوعيا ابتداء من أواخر مارس/آذار المقبل، وتوقفت تماما كل الفعاليات الاحتجاجية، في الوقت الذي لم تلتزم إسرائيل بالتسهيلات لتخفيف حدة الحصار.

وأضاف أن إطلاق البالونات الحارقة هي رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن الواقع الصعب في غزة لا يمكن أن يستمر ولا يمكن السكوت عليه، وفصائل غزة تدرك الوضع الداخلي المرتبك في إسرائيل وتسعى للاستفادة منه برسائل جدية لتحقيق مكاسب تتعلق بكسر الحصار.

وحول احتمالية التصعيد الإسرائيلي ردا على البالونات الحارقة، استبعد حبيب ذلك، وقال “إن الوضع الداخلي في إسرائيل والانشغال بالانتخابات الجديدة، لا يتحملان عملية عسكرية واسعة النطاق، ولكن قد يلجأ بنيامين نتنياهو إلى تصعيد محدود ومدروس خشية من سقوطه”.

وأوضح أن التسهيلات بالغة الحساسية بالنسبة لنتنياهو، الذي يواجه ضغوطا داخلية، ولذلك يخشى إدخال تسهيلات واسعة ويكتفي بالتسهيلات المحدودة من دون “صدى كبير”، ويتذرع بنصائح المستوى العسكري والأمني كي لا يتحمل المسؤولية وحده.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى