منوعات

أنظمة تعليمية تجعل طفلك عالما أو مبدعا.. أيهما تختار؟

تتكرر الشكوى من أن القطاعين العام والخاص في المدارس لا ينتجان ما يكفي من الخريجين ذوي المهارات التي يحتاجها قطاع السوق في مجال الابتكار، حيث يحتاج الخريجون إلى معرفة أكثر صرامة في الرياضيات والعلوم، بالإضافة إلى القدرة على دمج وتطبيق هذه المعرفة لحل العديد من التحديات التي تواجه العالم. كما يحتاجون إلى مجموعة متنوعة من السمات الشخصية ومهارات التفكير.

وتكمن مهمة المعلمين الأساسية من الروضة حتى الصف الثاني عشر في إعداد طلاب للعالم الذي سيدخلونه عندما يتخرجون، لهذا يتم إنشاء أنظمة تعليم مختلفة يتبعها هؤلاء المعلمون لتدريس الطلاب تتم بناء على احتياجات السوق الذي أصبح بحاجة إلى مجالات متعددة من الخبرة وتوافق مجموعة من المهارات معا.

أساسيات التعليم
وفقا لتقرير على موقع “كونفرسيشن” يتناول الفرق بين أنواع التعليم، فإن أساسيات التعليم للأطفال بدأت بمجموعة ثلاثية هي القراءة والكتابة والحساب، ثم اتضحت الحاجة الملحة إلى التركيز عبر المناهج الدراسية على مفاهيم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المعروفة اختصارا باسم “أس.تي.إي.أم” (STEM)، ومن ثم تمت الدعوة إلى إضافة الفنون لتصبح “أس.تي.إي.أي.أم” (STEAM).

تم إنشاء برامج “أس.تي.إي.أم” لتزويد الطلاب بمعرفة ومهارات القرن الحادي والعشرين التي يحتاجون إليها. ووفقا لدراسة أجرتها الجمعية الأميركية للتعليم الهندسي عام 2014، فإن هذه البرامج العالية الجودة يجب أن تحتوي على التالي:

– أن يشارك الطلاب بنشاط في حل مشاكل العالم الحقيقي.
– أن يتم دمج محتوى “أس.تي.إي.أم” من العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة بطرق متعددة ذات معنى.
– التعلم يقوم على الاستقصاء ويتمحور حول الطالب.
– يستخدم الطلاب عملية التصميم الهندسي للعمل على إيجاد حلول.
– العمل الجماعي المثمر والتواصل بين الطلاب.
– يفكر الطلاب بطريقة نقدية وإبداعية وابتكارية.

إذن، برنامج “أس.تي.إي.أم” برنامج تأسيسي محدد مصمم لغرض معين لدمج وتطبيق الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا بهدف إيجاد حلول للمشاكل الحقيقية، وذلك باستخدام عملية التصميم الهندسي.

 محتوى "أس.تي.إي.أم" يساعد الطالب على التفكير النقدي (بيكسلز)
محتوى “أس.تي.إي.أم” يساعد الطالب على التفكير النقدي (بيكسلز)

ماذا عن “أس.تي.إي.أي.أم”؟
نشر الموقع ذاته مقالا آخر يوضح حاجة العلماء إلى التدريب على الفنون التي تتضمن العلوم الإنسانية، وفنون اللغة، والرقص، والدراما، والموسيقى، والفنون البصرية، والتصميم ووسائل الإعلام الجديدة، إذ يرى القائمون على العملية التعليمية أن إعدادات “أس.تي.إي.أم” عبر المناهج تجعل طلابهم يشاركون بنشاط للتوصل إلى الحلول المبدعة وحل المشكلات بطرق جديدة ومثيرة من خلال الربط بين المفاهيم المختلفة.

ويعد ليوناردو دافينشي مثالا مبكرا على شخص يستخدم برنامج “أس.تي.إي.أم” أثناء اكتشافاته المتعددة في جميع المجالات بما فيها الفنون والعلوم. كما أن لدى السكان الأصليين الأستراليين أيضا تقاليد عريقة في المعرفة العلمية تنتقل عبر الأغاني كنظام ذاكرة.

الفرق الرئيسي بين برنامجي “أس.تي.إي.أم” و”أس.تي.إي.أي.أم” أن الأول يركز صراحة على المفاهيم العلمية، بينما يبحث الثاني في المفاهيم ذاتها، لكنه يقوم بذلك عبر أساليب التعلم القائم على الاستقصاء المستخدم في العملية الإبداعية.

ما الأهمية؟
يوفر برنامج “أس.تي.إي.أي.أم” في المدارس الفرصة أمام الطلاب للتعلم بطريقة إبداعية، عبر استخدام مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل حل المشكلات. وهذه القدرات العامة ضرورية لتنمية قوة عاملة جاهزة للمستقبل تتفهم إمكانات “ماذا لو” عند حل المشكلات التي تحدث في الحياة الحقيقية.

تقول الكاتبة آن جولي في مقال لها على مدونة “ديفاين ستيم” إنه مع برنامج “أس.تي.إي.أم” يمكن تحدي المفاهيم المسبقة بأن مناطق التعلم منفصلة عن بعضها ولا يمكن دمجها، كما يمكن تجاوز فكرة “أنا جيد في الرياضيات والعلوم، لذلك أنا لست خلاقا أو مبدعا” في التفكير.

وتضيف جولي أن ذلك سيؤدي إلى تغيير الطريقة التي نرى بها مشاكل “أس.تي.إي.أم”، وخلق طريقة جديدة للتفكير تكون جذابة ومتعددة الجوانب وشاملة، مع تنوع في التمثيل والتفكير، مشيرة إلى أن هذا هو الحال في العالم الحقيقي.

وتتابع أن برنامج “أس.تي.إي.أي.أم” يزداد قوة في العديد من المدارس والأنظمة، ولكن بعض الأسئلة تثار حول كيف يمكن للفن أن يساهم فيه.

ينظر إلى الأنشطة الفنية كوسيلة لتقديم المزيد من التعلم المتنوع وزيادة الدافع واحتمال نجاح برنامج “أس.تي.إي.أم”.

وفي مقال عن سبب الحاجة إلى وضع الفنون في البرنامج، تشير الكاتبة أنا فيلدمان إلى الفن كوسيلة لإثارة خيال الطلاب وتطبيق مهارات التفكير الإبداعي والتصميم على مشاريع “أس.تي.إي.أم”. وتؤكد أن الفنون توفر إمكانات كبيرة لتعزيز الإبداع وطرق التفكير التي يمكن أن تطلق العنان للابتكار خلال البرنامج. كما يتم التشجيع على استخدام الأدوات البصرية لمساعدة طلاب “أس.تي.إي.أم” على فهم وتبادل الأفكار المعقدة.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ قرون استخدم العلماء والمهندسون وعلماء الرياضيات والمخترعون الأدوات البصرية لشرح أفكارهم للآخرين ولتوضيح تفكيرهم.

  محتوى برنامج "أس.تي.إي.أي.أم" التعليمي يزداد قوة في العديد من المدارس والأنظمة (بيكسابي)
 محتوى برنامج “أس.تي.إي.أي.أم” التعليمي يزداد قوة في العديد من المدارس والأنظمة (بيكسابي)

3 طرق لتضمين الفن في “أس.تي.إي.أي.أم”؟

– التصميم:
يمكن للطلاب تطبيق مبادئ التصميم الفني على المنتجات التي ينشئونها أثناء تحدي “أس.تي.إي.أم”، إذ يمكنهم استخدام رسومات الحاسوب لإنشاء شعارات أو تصميمات منمقة لتضمينها في العروض التقديمية. ومن خلال التصميم الصناعي، يمكنهم تحسين مظهر المنتج وسهولة استخدامه. هذه الأنواع من المشاريع يمكن أن تساعدهم أيضا على اكتساب مهارات رقمية وتطبيق التكنولوجيا بطرق أصيلة.

– التواصل:
يمكن للفن عموما -بما فيه فنون اللغة- أن يؤدي دورا مهما في التواصل مع الطلاب الآخرين ومع مجتمع أوسع. فمثلا أثناء دروس “أس.تي.إي.أم”، قد يرسم الطلاب أفكارهم لجعلها أكثر وضوحا للآخرين، وقد يستخدمون الكتابة الفنية أو المقنعة أو التواصل شفهيا. كما يمكن لمعلمي فنون اللغة أن يلعبوا دورا قويا في مساعدة الطلاب على اكتساب مهارات التعاون والتواصل التي يحتاجونها لسوق القرن الحادي والعشرين.

– التخطيط الإبداعي:
نظرا لأن الطلاب يطرحون حلولا لمشكلة هندسية، فقد يكونون أكثر إنتاجية إذا تبنوا أسلوبا مرحا وابتكاريا وفنيا. إن استدعاء عقولهم الفنية الصحيحة يمكن أن يساعدهم على توليد التفكير الإبداعي والمبتكر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى