المغرب

بعد “مخطط المغرب الأخضر”.. إستراتيجية زراعية جديدة لتنمية الأرياف

بعد الإستراتيجية الزراعية “مخطط المغرب الأخضر” التي امتدت على مدى 12 عاما؛ أطلق المغرب إستراتيجية زراعية جديدة “الجيل الأخضر 2020-2030″، وأخرى باسم “غابات المغرب”.

وحسب وزير الزراعة المغربي عزيزِ أخنوش، فإن الإستراتيجية الزراعية الجديدة تعتمد على ركيزتين: تتعلق الأولى بإعطاء الأولوية للعنصر البشري، في حين تتعلق الثانية بمواصلة دينامية التنمية الفلاحية في ارتباط بتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية، ويضاف إليها إستراتيجية تطوير قطاع المياه والغابات.

تجديد
وقال عزيز أخنوش إن الإستراتيجية الزراعية ترتكز على تكريس المكتسبات التي حققها مخطط المغرب الأخضر (مخطط سابق 2008-2020)، من خلال اعتماد رؤية جديدة للقطاع الزراعي، ووضع إمكانات حديثة رهن إشارة القطاع.

ووعد الوزير بتمكين 350 ألف إلى 400 ألف أسرة جديدة من الانضمام إلى فئة الطبقة المتوسطة، وخلق جيل جديد من “المقاولين الشباب” بالقطاع الزراعي، وتوفير فرص عمل لـ350 ألف شاب.

في حين تهدف “غابات المغرب” -حسب عرض المسؤول الحكومي- إلى إعادة تغطية أكثر من 133 ألف هكتار، وخلق 27.5 ألف فرصة عمل مباشر إضافية، في أفق سنة 2030.

في هذا السياق، أفاد عبد الله دهيدي خبير في المجال الزراعي (منسق لجنة الفلاحة في منتدى للأطر والخبراء) في حديث مع الجزيرة نت؛ أن الإستراتيجية الجديدة امتداد لمخطط المغرب الأخضر وليس قطيعة معه، وقال “هناك تمايز في إطار الاستمرارية”.

ويرى المحلل الاقتصادي المهدي فقير أن المخطط الجديد يتماهى مع المخطط الأخضر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى كانت كمية واعتنت بسلاسل الإنتاج و”المكننة” وتنظيم المهنيين، في حين يهتم المخطط الجديد بالمزارع وتأهيلها.

ووصف المهدي فقير المخطط الجديد بكونه “برنامجا مندمجا لخلق الثروة وسبل الارتقاء في الأرياف المغربية”.

 البطيخ واحد من الزراعات التي تم تطويرها بالمغرب على مساحات كبير في إطار إستراتيجية "المغرب الأخضر" (الجزيرة) 
البطيخ واحد من الزراعات التي تم تطويرها بالمغرب على مساحات كبير في إطار إستراتيجية “المغرب الأخضر” (الجزيرة)
تقييم المخطط السابق
ولفت عبد الله الدهيدي إلى أن الكل كان ينتظر تقييما موضوعيا للمخطط السابق من خارج أجهزة الوزارة الوصية، يقوم به خبراء ومجلس دراسات متخصصة في تقييم السياسات العامة، وينشر للرأي العام وتعرف نواقصه وإنجازاته حتى لا تُعاد ويُستفاد منها.

وكانت وزارة الزراعة قامت بتقييم داخلي للمخطط حسب بلاغاتها، ويؤكد الوزير المعني أن المخطط الأخضر حقق منجزات، ومكّن من مضاعفة الناتج الفلاحي الخام والصادرات الفلاحية، ورفع حجم الاستثمارات.

كما ساعد المخطط على المستوى الاجتماعي في إحداث فرص العمل ورفع معدلات تغطية الحاجات الغذائية.

ورأى أن إطلاق نسخة ثانية من دون تقييم حقيقي يفتح الباب إمام إمكانية تكرار الأخطاء نفسها، وفق تعبيره.

من جانبه، يرى المحلل الاقتصادي مهدي فقير أن القول بفشل المخطط الأخضر غير دقيق، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود أوجه اختلال. واعتبر أن هناك طفرة في السياسات العمومية بسبب التحول في النظرة للأرياف والقرى وسعي الدولة لخلق قيمة زراعية مضافة.

وكان المجلس الأعلى للحسابات (مؤسسة عمومية) رصد مجموعة من الاختلالات تتعلق بالمخطط الأخضر، خاصة في ما يتعلق ببعض سلاسل الإنتاج والرقابة الصحية.

 حقل من الشمام (البطيخ الأصفر) ويظهر الاعتماد على تقنية الري بالتنقيط (الجزيرة)
حقل من الشمام (البطيخ الأصفر) ويظهر الاعتماد على تقنية الري بالتنقيط (الجزيرة)

امتصاص البطالة
يجمع المتدخلون على أن القطاع الزراعي يمكنه أن يمتص جزءا كبيرا من البطالة، إذا طبقت الإستراتيجيات بنجاعة.

وتتوافق الإستراتيجية الزراعية الجديدة مع برنامج “انطلاقة” الذي يشمل المستثمر القروي الذي أطلق بالمغرب حديثا.

وفي هذا الاتجاه، يقول المهدي فقير إن تأهيل ودعم المزارع يحتاج إلى تمويل، والتمويل يوفره برنامج المستثمر الفلاحي الذي خفض الفوائد على الاقتراض إلى 1.75%.

ويؤكد أن نجاح المخطط الزراعي الجديد من شأنه دعم المجتمع والطبقة المتوسطة، مما سيؤثر في حجم الاستهلاك الداخلي واستدامة نسب النمو الاقتصادي.

ويرى كل من فيصل أوشن وعبد الله الدهيدي أن الإستراتيجية الزراعية الجديدة على المستوى النظري جيدة، وأن تطبيقها بشكل ناجح يمكنه تحسين الإنتاج الفلاحي، خاصة على مستوى قطاع الحبوب، وتوفير الأمن الغذائي، وتنافسية المنتج المحلي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى