غزة

فلسطين المحتلة: وفاة تسعة في حريق بغزة المحاصرة امتد من مخبز إلى سوق مكتظ..

توفي تسعة فلسطينيين -بينهم أربعة أطفال وثلاث سيدات- وأصيب عشرات آخرون بجروح مختلفة، جراء حريق ضخم اندلع في سوق مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جراح 14 مصابا خطيرة، مضيفة أن طواقم الإسعاف والطوارئ تواصل عملها في مكان اندلاع الحريق.

وقال شهود إنهم سمعوا انفجارا مصدره المخبز في مخيم النصيرات وسط القطاع، قبل أن يجتاح حريق المخبز وينتشر سريعا إلى المتاجر المجاورة والمصانع والسيارات المتوقفة في الشارع.

وأضاف الشهود أن أضرارا مادية كبيرة وقعت في السوق الذي كان حينها مكتظا بالمتسوقين، الأمر الذي ألحق خسائر فادحة بأصحاب المحلات التجارية.

وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن الحريق ناجم عن تسرب للغاز داخل أحد المخابز، مما تسبب في انفجار عدد من أسطوانات غاز الطهي.

وهرع عدد كبير من المدنيين لمساعدة رجال الإطفاء على إخماد ألسنة اللهب. وكان الدخان المتصاعد من مخيم اللاجئين مرئيا من على بعد أميال.

وقالت السلطات في غزة إنها ستقدم مساعدات مالية للمصابين وأسر القتلى.

ويعيش في قطاع غزة -الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- نحو مليوني نسمة وسط حصار إسرائيلي مستمر منذ العام 2006.

اتشاح بالسواد
ويقول محمود زقوت (28 عاما) لمراسل وكالة “الأناضول” إنه عاش في المخيم منذ ولادته، وعلى مدار سنوات حياته لم يرَ الناس متشحين بالسواد والحزن، كما شاهدهم في هذا اليوم العصيب الذي مرت دقائقه ثقيلة على أهل المخيم وكل سكان قطاع غزة، الذين تابعوا الحادث الأليم خلال الساعات الماضية.

وقريبا من المكان، كان التاجر أبو محمد النوري يقف حائرا بعدما احترق محله كليا. ويروي أن خسارته اليوم كبيرة، فمحله -الذي يختص ببيع الملابس النسائية، ويضم بضائع يزيد سعرها عن 20 ألف دولار- تدّمر كليا وصار أثرا بعد عين.

ويتابع النوري (45 عاما) أن “عناية الله فقط هي من أنجتني من ذلك الحادث، ولولا الأقدار التي أبعدتني عن مكان الحادث قبل ساعة واحدة من اندلاع الحريق، لكنت الآن في عداد المصابين أو الموتى”.

ويوضح أنّ ابنه واثنين من العاملين تمكنوا من الفرار من المحل فور سماعهم لأصوات عدة انفجارات شديدة نتجت عن انفجار صهاريج وأنابيب تحتوي على الوقود والغاز.

وتقول ريم مهنا إنها كانت تحت طائلة الموت المحقق لولا تحركها من محل تجاري أصيب كل من كان فيه، قبل دقائق معدودة من اندلاع الحريق، حيث سمعت أصوات الانفجارات.

 رجال الإطفاء تمكنوا بالتعاون مع الأهالي من إخماد الحريق بعد أكثر من ثلاث ساعات (رويترز)
رجال الإطفاء تمكنوا بالتعاون مع الأهالي من إخماد الحريق بعد أكثر من ثلاث ساعات (رويترز)

من جانبه، يبيّن إبراهيم أبو ناصر (37 عاما) أنه كان يمر برفقة ثلاثة من أطفاله بجانب أحد المخابز المتضررة بشكل كبير من الحادث، وقت سماعه للانفجار الأول الذي رمى به وبأطفاله أرضا، وسبب لهم جروحا مختلفة في أجسادهم.

ويلفت أبو ناصر إلى أنه التقط طفله الأصغر أحمد (7 أعوام) على الفور، وركض به دون أن ينتبه -بسبب شدة الانفجار والنار- لطفليه الآخرين اللذين ظلا يصرخان من الخوف طويلا، إلى أن نقلهما أحد رجال الشرطة.

وأثناء وجوده في المنطقة، تفاجأ شاب بوجود سيارة أبيه في المكان، وشاهد النيران وهي تأكلها من الداخل، وفي تلك اللحظة جنّ جنونه لظنه أن والده بداخلها، حيث أسرع نحوها وحاول فتح الباب الذي كان أشبه بكتلة لهب، موضحا أنه لم يهدأ إلا عندما شاهد والده خارج السيارة يساعد في إطفاء الحريق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى