كتاب وآراء

ديديه راوول … الطبيب المقاوم للاستبلشمانت في علاج الكورونا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيصل جلول

عندما سيكتب تاريخ الكورونا في فرنسا وفي العالم سيحتل طبيب الفيروسات ديديه راوول مكانة مرموقة. سيكون رمزا طبيا مقاوما نظير ما كانه الجنرال ديغول في الموقع العسكري المقاوم. كلاهما وقف ضد الاستبلشمانت المهزوم والبيروقراطي وكلاهما انتصر ..
لا غرابة في ان يكون هذا الطبيب ديغوليا في السياسة وفق تعريفه الشخصي لانتمائه السياسي ومقاوما في الطب.
لا يساير أحدا في قناعاته. لا يعترف بنظرية الأوزون واثارها الحرارية على الأرض.
رفض منع الحجاب في الجامعات الفرنسية عندما يكون “خيارا حرا وليس مفروضا”.
راوول مكتشف فيروسات ذو سمعة عالمية لكنه شبه معزول في بلده. لم يأت رئيس الجمهورية ولا وزير الصحة ولا مدير عام الوزارة للإشراف على افتتاح المجمع الذي يديره في مارسيليا. انكره المركز الوطني للبحوث في فرنسا.
حاربته وزيرة الصحة السابقة لأنه كان على خلاف مع زوجها. عزلته الارستقراطية الطبية الباريسية.
حاول البعض الإساءة له وبالتالي القول ان تحرشات جنسية دارت في مجموعته الطبية فرد بجرأة غير مسبوقة : حسنا انكم لفتم انتباهي الى ان مجمعنا سوق دعارة. من الان فصاعدا سناتي بمكينات لتوزيع الواقي الذكري.
يمتعض اركان الارستقراطية الطبية الفرنسية من تسريحة شعره ومن هندامه ومن لهجته ومن جراته، ومن وقوفه ضد التيار. عالج مرضاه ب هيدروكسيكلوروكين بعد ان وصلته أصداء من الصين وهو يعالج مرضاه بهذا العقار منذ أربعين عاما. رفضت الحكومة الفرنسية تعميم اختبار الكورونا على الجميع. عارض القرار وهو يفحص اليوم في مارسليا كل الراغبين في اختبار اصابتهم بالمرض.
امتنع راوول عن حضور المجلس العلمي الذي شكله الرئيس ماكرون دون ان يستقيل منه واستطاع بجراته ان يفرض على المؤسسة العلمية للاختبارات الطبية في أوروبا ادخال الكلوروكين بين أربعة عقارات قيد التجربة الان . لا يمكن لهذه المؤسسة ان تنشر خلاصات كاذبة طبيا والراجح انها ستعتمد هذا العقار ضد الكورونا منفردا او مع عقارات أخرى وسيخرج ديدييه راوول من هذه التجربة بطلا .
اما تأييد برنار هنري ليفي المتأخر له فتفسره الأوسط المحلية بانه لمصلحة شركة ادوية اقترحت انتاج 130 مليون عقار هيدروكسيكلوروكين خلال فترة قصيرة.
ديديه راوول طبيب مقاوم بأفكاره وهندامه وخياراته ولهجته وقناعاته … هو يؤكد لمن يرغب ان الابداع والكرامة والشرف والنجاح تأتي من المقاومة وليس من التبعية .. و من عبارة “تمام يا فندم”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى