كتاب وآراء

ترامب ليس في وارد الحرب ووالقوات العراقية متماسكة وقوية ولا خشية من إطلاق الدواعش مجددا

وفيق السامرائي*

عودة إلى احتمالات شن ضربات أميركية على أهداف في العراق وإيران.. وماذا بعد؟
31/3/2020
لوحظ استبعاد كلي في خطب وتعليقات ترامب عن إيران والعراق وتركيز اهتمامه على كورونا والاقتصاد، ونستبعد تعمده ذلك لتحقيق عامل المباغتة لعمل حربي ينوي القيام به، ونهجه القيادي يؤيد الاستبعاد.
التحليل المنطقي .. يرجح دون شك قيام تشكيلات الحشد وقياداته والفصائل المسلحة بالانتشار تحسبا لوقوع ضربات مباغتة ما يجعل سقف الخسائر البشرية محدودا جدا خلاف ما حدث غرب العراق أواخر العام الماضي، وبما أن القيادات العسكرية الأميركية تأخرت كثيرا عن التسريبات الإعلامية عن موجات مقررة من الضربات فمن المنطق ترجيح عدم الرغبة الأميركية في التصعيد العسكري.
في المقابل، قوات الپاسداران (الحرس الثوري الإيراني) أصدرت اليوم تحذيرا غير مباشر للأميركيين بمجابهة مفتوحة إذا ما استهدفت إيران ومصالحها..
أميركا مددت السماح لشركات صينية وروسية بالتعامل الاقتصادي مع إيران، ودول عدة قدمت مساعدات مالية وطبية إلى إيران دون اعتراض أميركي.
صحيح أن الخلافات بين إيران وأميركا جدية وعميقة وطويلة لكن لاعداوات دائمة أمام المصالح.
أميركا منزعجة من اغراق السوق بالنفط رغم أنها تستورد ملايين براميل النفط يوميا، لأن الإغراق يلحق ضررا مدمرا باستخراج ملايين براميل النفط الصخري المنتج محليا بسبب التفاوت بين كلفته العالية وكلفة المستورد بما يفوق الضعف، وكثير من شركات الطاقة الأميركية باتت تشكوا أيضا. ومن يتعمق قليلا يجد احتمالات المجابهة العسكرية مع إيران مستبعدة، كما ان اسباب التصادم مع الفصائل المسلحة وقوات الحشد تضعف، خصوصا مع عزم الأميركيين تقليص وجودهم العسكري في العراق، وسنرى بسبب كورونا (((وخطة ضغط على أطراف خليجية))) مزيدا من الترقيق العسكري الأميركي والانسحاب وليس إعادة الانتشار في العراق.
إن حدث خلاف ذلك سيكون ثانويا جدا مع استبعاد تدخل إسرائيلي خفي في هذا الظرف الحساس جدا.
فلا تقلقلوا على وضع العراق مما يقال عن تغلغل واسع لداعش من جديد، فالقوات العراقية في وضع متماسك وقوي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى