المانيا

الألمان ممتنون لنظام الرعاية الصحية في مستشفياتهم

أبدت المسنة الألمانية مارتنيا هاماخر (60 عاما) سعادتها لتمكنها من قضاء ليلتها الأولى بدون أجهزة تنفس بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى شعورها بأنها “محظوظة”.

ولا تزال هاماخر، التي كانت من أوائل المصابين في ألمانيا بالفيروس، تعتمد على بعض المعدات التي ساعدت في إبقائها على قيد الحياة لمدة 20 يوما في العناية المشددة.

وقالت والابتسامة تعلو وجهها وهي مستلقية على سرير في مستشفى جامعة آخن “لقد صمدت إلى الآن”.

وربما كانت هاماخر ستواجه مصيرا أسوأ لو لم تعالج في ألمانيا حيث حازت الاستجابة للأزمة إعجاب المجتمع الدولي.

وعلى الرغم من عدد الإصابات المرتفع، فإن الوفيات كانت أقل بكثير من تلك المسجلة في إيطاليا أو فرنسا أو الولايات المتحدة.

وامتدح الخبراء قيام السلطات الألمانية بإجراءات اختبارات واسعة فضلا عن قدرتها الكبيرة على استيعاب المرضى.

وأثمرت تلك الجهود الضخمة على ما يبدو، اذ يتلقى المرضى عناية ممتازة من قبل أفراد طاقم طبي تمكّنوا من السيطرة على الأزمة. حتى أن مستشفى آخن استقبل حالات من بلجيكا وهولندا.

وقالت هاماخر “أنا ممتنة جدا لما فعله الأطباء والممرضات. من دونهم لما بقيت على قيد الحياة”.

– “نقوم بواجبنا” –

ويمكن رؤية المرضى النائمين غير القادرين على البقاء على قيد الحياة بدون مساعدة عبر أبواب منزلقة صفراء تفتح على وحدات العناية المركزة التي يضم كل منها سريرين في المستشفى.

وعلى وقع صفير متواصل صادر من أجهزة الإنعاش، يعمل الأطباء والممرضات مسلحين بالأقنعة والقفازات والقبعات والبدلات الواقية.

وتقول ممرضة تدعى كاثي “هذا جزء من واجبنا الذي نحاول انجازه”.

و35 من مصابي آخن الـ51 بالوباء في العناية المشددة.

ويقول مدير وحدة العناية المشددة غيرنوت ماركس “الأمر غير مرتبط بالموت والتكنولوجيا فحسب”.

ويضيف “نعيد معظم الناس إلى الحياة، ليس بفضل الآلات التي نملكها بل بفضل أناس يعلمون ما يفعلونه وملتزمون بشكل قوي جدا”.

– استعدادات مكثفة –

ويستذكر ماركس استعدادات مستشفى آخن التي بدأت بالتدريج.

وقال “فهمنا أنه بإمكاننا، وعلينا، استغلال الوقت للاستعداد لأن الصور التي أتت من برغامو (شمال إيطاليا) كانت مروعة. وصممنا على ألا نجعل ذلك أمرا واقعا هنا”.

وخلال أيام معدودة، ارتفع عدد الأسرّة في وحدة العناية المركزة من 96 إلى 136 بشكل يطابق استعدادات مؤسسات طبية أخرى في ألمانيا.

وكان بالإمكان وضع 70 سريرا إضافيا بشكل عاجل في حال الضرورة، إلا أنه كان هناك 11 ألف سرير شاغر في وحدات العناية المركزة حول البلاد من إجمالي 25 ألفا.

وأضاف ماركس “كنا أيضا على استعداد لاستقبال الناس”.

وقضى أكثر من 3800 شخص بالوباء في ألمانيا من إجمالي 133 ألف إصابة هي نسبة أقل بكثير من بقية البلدان الأوروبية الكبيرة مثل إسبانيا وفرنسا.

ومنذ 12 الشهر الجاري، فإن حالات التعافي تتجاوز الإصابات الجديدة، بحسب ما أفاد وزير الصحة ينس سباهن الجمعة.

– “الحياة جيدة” –

وتستذكر هاماخر كيف “وصل الفيروس الينا من دون سابق إنذار”.

وتروي كيف شعرت في احد الايام “بضعف بسيط وحمى خفيفة وكأنني أصاب بالانفلونزا”.

وحينما ازدادت حدة المرض، أضافت “لم أمر بمثل هذه التجربة من قبل”. وأردفت “يستحيل وصف الشعور بعدم القدرة على التنفس. سيبقى على الدوام في مخيلتي”.

لكن مغادرة وحدة العناية المركزة تبدو مجرد خطوة أولى على طريق طويل للتعافي بشكل كامل.

وتشرح آن بروكين رئيسة وحدة عناية بالمرضى الذين يتم فصلهم عن أجهزة التنفس أن “الوقت الذي نقضيه على أجهزة التنفس الصناعي يؤدي إلى الإضرار بالرئتين. حتى لو أنقذت حياتنا، فلن نتمتع بتنفس طبيعي بعد ذلك”.

وبعد أسابيع من التنفس بمساعدة الأجهزة، فإن الناس “لا يتركون أجهزة التنفس الصناعي بسهولة” بل يحتاجون إلى أسبوع أو أسبوعين ليتمكنوا من التنفس بمفردهم.

وتضيف “لدينا عضلات نستخدمها في الأحوال العادية للتنفس. وكلما اعتمدنا على أجهزة التنفس الصناعي، ضعفت تلك العضلات”.

ا ف ب / إينا فاسبندرموظفون صحيون لدى اعتنائهم بمريض بكوفيد-19 في قسم العناية المشددة في مستشفى الجامعة في آخن بتاريخ 15 نيسان/ابريل 2020

وتؤكد أن بعض المرضى يحتاجون حتى إلى “تعلم البلع مجددا”.

ويقضون لاحقا مزيدا من الوقت في مراكز إعادة تأهيل.

تزدان غرفة هاماخر الجديدة برسوم من أحفادها. وعلى أفراد الطاقم الطبي ارتداء ألبسة واقية بينما تبقى الزيارات محظورة تماما.

وتقول هاماخر “سيكون لطيفا أن يزورني شخص ما بين الفينة والأخرى. فقد مر وقت طويل خصوصا بالنسبة إلى الأحفاد”.

وعلى الرغم من كل ما مضى فإن المسنة الألمانية تؤكد بسرور “أشعر أني ملكة اليوم. بإمكاني القول إن الأمور تتحسن”.

وتختتم “الحياة جيدة. مهما حصل مستقبلا علي الاستمتاع به!”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى