ليبيا

ليبيا تطلب رسميا مساعدة الأمم المتحدة للتحقيق بالمقابر الجماعية في ترهونة

طلبت حكومة الوفاق الوطني الليبية رسميا من الأمم المتحدة مساعدتها بالتحقيق في المقابر الجماعية التي عثر عليها في مدينة ترهونة بعد تحريرها من قبضة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في حين باشرت السلطات ملاحقة المشتبه بضلوعهم في هذه الجرائم.

فقد أكد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن السلطات الليبية طلبت مساعدة البعثة الأممية في البلاد للتحقيق في المقابر الجماعية التي اكتشفت في ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) عقب استعادتها في الرابع من الشهر الجاري.

وقال أيضا إن البعثة الأممية في تواصل مع السلطات الليبية لتحديد نوع المساعدة التي يمكن أن تقدمها للتحقيقات.

وكانت حكومة الوفاق بعثت الأحد برسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبته فيها بإحالة ملف المقابر الجماعية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ويأتي ذلك بعد العثور على 11 مقبرة جماعية تضم نحو 160 جثة، وتؤكد مصادر ليبية أن العديد من الجثث المكتشفة تعود لمدنيين أعدمتهم مليشيا الكاني بشبهة معارضتهم لها، كما أن بعض هذه الجثث تعود لأسرى حرب.

وأكدت مصادر ليبية أن المعاينات الأولية تظهر أن العديد من الضحايا دفنوا أحياء، في حين قتل آخرون بالرصاص.

وفي نفس الإطار، طالب كبار أعضاء البرلمان الأوروبي الخبراء بإعطاء الإمكانيات للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة وانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.

وأعربت ماريا أرينا رئيسة اللجنة الفرعية المعنية بحقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي، وأندريا كوزولينو رئيسة وفد العلاقات مع البلدان المغاربية، عن صدمتهما العميقة لاكتشاف القبور الجماعية في ترهونة.

كما أعلنتا دعمهما دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل بهذا الشأن تحت رعاية أممية، كما أيدتا الدعوات لبدء حوار سياسي هادف، وإنهاء الإفلات من العقاب، وإقامة العدل في ليبيا، ودعم منظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية.

وقد أصدرت النيابة العامة في ليبيا أمس أوامر بالقبض على عشرين من قادة المليشيا التابعة لحفتر التي كانت تسيطر على ترهونة، بتهمة ارتكاب جرائم قتل جماعي بالمدينة.

ونشر مكتب النائب العام بيانا أورد فيه أسماء المشتبه بمسؤوليتهم عن المقابر الجماعية في ترهونة، وفي مقدمتهم أبناء الكاني الذين كانوا يديرون المدينة بقبضة من حديد، ويقمعون أي تحرك مناهض لسلطة حفتر.

وأرفق البيان صور المتهمين الرئيسيين محمد خليفة الكاني، وعبد الرحمن الكاني، وعمر الكاني، إضافة إلى 17 متهما آخرين.

وما تزال السلطات تحقق في مصير العديد من الأشخاص المختفين الذين كانوا معتقلين بسجون ترهونة.

يُذكر أن قادة مليشيا الكاني -الذين نجوا من عمليات قوات الوفاق الأخيرة- لجؤوا إلى مدن شرق البلاد بينها أجدابيا وبنغازي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى