كتاب وآراء

انعكاسات تلويح الرئيس السيسي على التوجه التركي شمال العراق ومستقبل تدخلاتها العسكرية الخارجية

وفيق السامرائي*

22/6/2020
تلويح الرئيس السيسي بالتصدي العسكري في ليبيا ارتقى إلى مستوى الاستعداد للحرب وفق نقاط محددة منها تحديد خط أحمر أبرز نقاطه مدينة (سرت) الليبية، وهو خط يمكن وصفه تقريبا وفقا لخطوط الطول وشَملَ (الجفرة) وصفا، وسط ليبيا، ويشمل عمليا مناطق أخرى فرعية لاتتطلب التحديد.
وحظي تلويح السيسي باهتمام عربي وعالمي كبير، وبينما رفضته حكومة طرابلس أوليا لم تظهر ردة فعل تركية حادة عليه. وهذا يعني فهم تركيا للرسالة ضمن الاطار التالي:
1. استعداد مصر لخوض الحرب في ليبيا التي لتركيا دور ونشاط عسكري وطموح اقتصادي ودعم فيها، إذا ما حاولت حكومة طرابلس استغلال تراجع قوات الجنرال حفتر (مستغلة) الدعم التركي.
2. أي تدخل تركي مؤثر في أثيوبيا التي توجد لها خلافات حادة مع مصر حول السد على نهر النيل ستكون تبعاته وتداعياته كبيرة.
وبما أن تركيا لا تحظى بدعم دولي علني بطابع عسكري لنشاطاتها العسكرية الخارجية، فإنها ستضطر إلى مراجعة كل نشاطاتها العسكرية الحربية الخارجية، وهذا يشمل نشاطها العسكري في إقليم كردستان العراق الذي يواجه تعقيدات كبيرة منها: سعة الأراضي المستهدفة ووعورتها الشديدة، والحاجة إلى عشرات آلاف الجنود طبقا لتجارب العراق 1960ـ 1991، لمحاولة حسم الموقف تجاه طرف (واحد) معلن، وربما لسنوات.
وبما أن المصالح الاقتصادية والأمنية لمحاربة الإرهاب بين تركيا والعراق مهمة جدا، فمن المتوقع أن تلجأ تركيا إلى (تعزيز) لغة التفاهم والتعاون والتنسيق مع بغداد، وهو الخيار الصحيح الوحيد، ومصالحها مع العراق أكبر مما يتردد من أوهام الماضي. ورويدا رويدا ستتراجع تركيا إلى حدودها الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى