كتاب وآراء

تعليق مهم جدا عن هدم مقابر بمنطقة جيانة المماليك

Kareem Ibrahim

القاهرة كلها. وتاني بأقول كلها، غير مسجل فيها سوى أقل من ٧٠٠ مبنى كأثر إسلامي. قسم الدرب الأحمر وحده به ما يزيد عن ٥،٠٠٠ مبنى كلها غير مسجلة كأثر باستثناء عدد قليل من المباني الأثرية. قسم الدرب الأحمر يمثل جزء ضئيل من موقع القاهرة التاريخية (والمسجل كموقع تراث عالمي من خلال اليونيسكو منذ عام ١٩٧٩، والمحمي من مثل هذه التدخلات من قبل التشريعات المصرية من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)، فتخيلوا معي عدد المباني التراثية غير المسجلة كأثر في موقع القاهرة التاريخية الذي تبلغ مساحته ١٣ كم مربع، ويمتد من حدود منشية ناصر حتى مناطق مثل بولاق أبو العلا وفقا لآخر دراسة اليونيسكو في هذا الصدد.
المواقع التراثية (وليس المباني المسجلة فقط) تخضع لإجراءات حماية منصوص عليها في المواثيق الدولية واللي مصر موقعة عليها، والتشريعات المصرية المختلفة ومنها قانوني ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦، و١١٩ لسنة ٢٠٠٨.
حجة إن المحور لم يهدم مباني أثرية مسجلة دون التطرق لآليات حماية الموقع التراثي ومبانيه وفراغاته العامة ككل والمنصوص عليها بالمواثيق الدولية لحماية التراث والتشريعات المصرية على حد السواء، حجة أقل ما يمكن أن يقال عنها (بافتراض النوايا الحسنة) أنها تنم عن جهل قائلها بالتزاماته الوظيفية، والمواثيق الدولية، والتشريعات المصرية المنظمة لأطر عمله كشخص يعمل في المجال العام.
وعشان أوضح أكتر مدى خطورة هذا الزعم، تخيلوا معايا كده نصحى بكرة الصبح نلاقي مشروع “محور شارع المعز”، والبلدوزرات هدمت جميع مباني الشارع لمسافة تزيد عن كيلومتر كامل، ولم تترك في الشارع سوى ٣٠ مبنى فقط مع هدم وسفلتة كل حاجة حواليهم. عارفين ليه هيسيبوا ٣٠ مبنى؟ لأن دول فقط المسجلين كأثر في شارع المعز كله بجلالة قدره. الموقف إللي بأشرحه في شارع المعز ده هو التطبيق الحرفي للكلام الوارد في البيان أدناه وفي بيانات رسمية كتير صدرت بالفعل في هذا السياق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى