أرمينياالأمم المتحدة

جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم.. استمرار المعارك بناغورني قره باغ واتهامات لأرمينيا باستهداف مدنيين

تبادلت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء اتهامات بقصف مناطق بعيدة عن إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه مع اشتعال أشرس قتال بين الجانبين منذ التسعينات لليوم الثالث، وتصاعد الوفيات بين المدنيين، فيما يعقد مجلس الأمن مساء اليوم جلسة طارئة لمناقشة تطورات الحرب.

ووردت أنباء عن مقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة. وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن عشرة مدنيين لقوا مصرعهم في القصف الأرميني منذ يوم الأحد.

وتحدثت أذربيجان يوم الأحد عن مقتل خمسة من أسرة واحدة في حين قالت أرمينيا اليوم الثلاثاء إن طفلة عمرها تسع سنوات لقيت مصرعها في القصف وأصيبت أمها وأخوها.

وقالت وزارة الخارجية في أرمينيا إن مدنيا قُتل اليوم الثلاثاء في بلدة واردنيس بعدما قصفت مدفعية أذربيجان وطائرة مسيرة البلدة.

وصرحت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم الثلاثاء، بأن المعارك استمرت خلال الليل، وأضافت في بيان لها أن قوات المعارضة حاولت استعادة المناطق التي خسرتها من خلال شن هجمات مضادة، ونشر البلدان مدفعية ثقيلة.

 ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع الأذرية العقيد واقف دارغاهلي ما أعلنته أرمينيا أمس عن إسقاط طائرة حربية لبلاده، وأكد أن الخبر عار عن الصحة، وأنها شائعات تهدف لرفع الروح المعنوية لدى الجيش الأرمني.

وذكرت وزارة الدفاع الأذرية أن “القوات المناوئة” حاولت استعادة الأراضي التي خسرتها، وشنت هجمات مضادة في اتجاه مناطق فضولي وجبرائيل وآغدام وتيرتير.

وقالت الوزارة في بيان إنه دار اشتباك في الصباح حول مدينة فضولي، وإن جيش أرمينيا قصف منطقة داشكسن على الحدود بين البلدين على بعد أميال من ناغورني قرة باغ.

ونفت أرمينيا ذلك؛ لكنها ذكرت أن قتالا دار طيلة الليل، وأن جيش ناغورني قرة باغ صد هجمات من عدة اتجاهات بطول خط التماس.

وأعلنت السلطات الانفصالية في الإقليم أنّ 26 من عسكرييها قتلوا مساء الاثنين في المعارك ضدّ القوات الأذربيجانية، لترتفع بذلك حصيلة خسائرها البشرية منذ اندلاع المواجهات الأحد إلى 84 قتيلا.

وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أرمينيا وأذربيجان على وقف الأعمال العدائية.

وقال خلال زيارة لجزيرة كريت “تناولنا أنا ووزير الخارجية (اليوناني نيكوس دندياس) الصراع في ناجورنو قرة باغ. هناك حاجة إلى أن يكف الجانبان عن العنف ويعملان مع الدول التي تتشارك في رئاسة مجموعة مينسك ويعودان إلى مفاوضات جوهرية في أسرع وقت ممكن”.

وصرح شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الثلاثاء إن المستشارة أنجيلا ميركل دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وخفض التصعيد في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا وذلك في اتصالين هاتفيين مع زعيمي البلدين.

وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورني قره باغ جزءا من أذربيجان؛ لكن الأرمن -الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه- يرفضون حكم باكو.

ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.

ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، فإن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات داخل الإقليم وعلى الحدود بينهما.

 جلسة طارئة

بتزامن مع تلك التطورات، يعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، بطلب من دول أوروبية، اجتماعا طارئا مغلقا يناقش فيه التطورات في ناغورني قره باغ، فيما استمرت المعارك خلال الليل بين القوات الأذرية والأرمنية في الإقليم ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

وقالت المصادر إنّ الاجتماع سيعقد قرابة الساعة 9 مساء بتوقيت غرينتش، بطلب من بلجيكا إثر مبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا.

ومنذ الأحد لم تنفك إستونيا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، تشدّد على وجوب أن يجتمع المجلس لتدارس الوضع في الإقليم. ووفقا للمصادر الدبلوماسية نفسها فقد انضمت بريطانيا إلى الطلب الأوروبي.

وبحسب دبلوماسيين، فإن مجلس الأمن قد يُصدر في ختام الاجتماع بيانا، وفي حال تعذّر ذلك، كون بيانات المجلس لا تصدر إلا بالإجماع، فيمكن عندها للدول الأوروبية الأعضاء في المجلس أن تصدر من جهتها بيانا يمثّلها وحدها.

جاء ذلك فيما تواصلت المعارك الدامية فجر الثلاثاء بين القوات الأذرية والقوات الأرمينية في ناغورني قره باغ.

وحضّ قادة دول العالم الجانبين على وقف المعارك بعدما أثار أعنف تصعيد تشهده المنطقة منذ 2016 المخاوف من اندلاع حرب جديدة شاملة بين أرمينيا وأذربيجان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى