فلسطين المحتلةكتاب وآراء

مشروع المصالحة، عثرات في الطّريق..

قلم الأستاذ مراد سامي

تعيش حركة حماس هذه الأيام صراعا داخليا غير معلن بين شق داعم لمسار المصالحة الحالي مع فتح و الممثل في قيادة الحركة في الخارج و بين شق رافض للتنازلات المقدمة لفتح دون في ظل غياب جدية الجانب الفتحاوي بحسب زعم هذه القيادات.

مؤخّرا، صرّح مسؤول قياديّ في حركة المقاومة الإسلاميّة حماس لم يشأ الكشف عن هويّته لبعض المواقع الإعلاميّة الفلسطينية، وأكّد هذا الأخير أنّ حركته، حركة حماس، تقوم بمراجعات عميقة بخصوص علاقتها بالطبقة السياسيّة الفلسطينية ولخياراتها الوطنيّة، وذلك على خلفيّة المستجدّات الأخيرة الخطيرة.

وقد رجّح معلّقون على تصريحات هذا القياديّ بحركة حماس أنّه كان يقصد بالأساس عودة حركة التحرير الفلسطيني إلى التنسيق الأمنيّ مع الكيان المحتلّ، إذ كانت هذه النقطة بالذّات محلّ جدل واسع بين الطّرفين في الأسابيع الأخيرة. ويبدو أنّ الحركتيْن لم تتوصّلا إلى اتّفاق بخصوص هذا الملفّ، ما جعل حركة فتح تنفّذ أجندتها السياسيّة بغضّ النظر عن موقف حماس منها.

يرى مراقبون ومحلّلون سياسيّون أنّه من المتوقع جدّا أن تُقدم فتح على خطوة مثيلة، لأنّه وبالعودة إلى الوراء قليلا، فإنّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لم يقطع العلاقات مع إسرائيل إلّا عند إعلانها عن مشروع الضمّ، وبتراجع إسرائيل عن هذا المشروع، فإنّه لا داعي لمواصلة القطيعة معها.

تحدّث آخرون أيضًا عن المحادثات التي استضافتها العاصمة المصريّة القاهرة، والتي جمعت وفديْن الأوّل عن حركة حماس والثاني عن حركة فتح، وقد أكّد أكثر من

مصدر إعلاميّ موثوق أنّ الحركتين لم تتوصّلا إلى توافقات سياسيّة متينة، ما تسبّب في توتّر الأجواء هناك.

الكثير من المؤشّرات تؤكّد المخاوف الوطنيّة: مشروع المصالحة لا يسير في الطّريق الصّحيح. لماذا يتمسّك البعض به على غرار صالح العاروري مثلا؟ يعتقد كثيرون أنّ العاروري وأمثاله ممّن أطلقوا مشروع المصالحة لا يريدون وصمة الفشل، لأنّ ذلك سيؤثّر على سمعتهم السياسيّة قطعا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى