روسيا تحذر الولايات المتحدة من تنفيذ عمل عسكري في سوريا
حثت روسيا الولايات المتحدة على تجنب القيام بعمل عسكري ضد سوريا رداً على هجوم كيميائي مزعوم في دوما، بالغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.
وقال فاسيلي نيبينزيا، مبعوث روسيا في الأمم المتحدة، أثناء اجتماع مجلس الأمن "سأطلب منكم مرة أخرى الإحجام عن الخطط التي تعملون عليها حاليا".
وحذر المندوب الروسي واشنطن من أنها "ستتحمل المسؤولية" عن أي "مغامرة عسكرية غير مشروعة" تقوم بها.
لكن الزعماء الغربيين يقولون إنهم وافقوا على العمل معا لاستهداف المسؤولين عن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن أي ضربات سوف تستهدف المنشآت الكيميائية التابعة للحكومية السورية.
وشهدت جلسة مجلس الأمن انقساما حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق على فتح تحقيق بشأن الهجوم المزعوم.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، بينما امتنعت الصين عن التصويت. كما فشل مشروع قرار آخر تقدمت به موسكو في الحصول على الدعم.
ودعا مشروع القرار الأمريكي إلى إجراء تحقيق مستقل في المزاعم بأن قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد نفذت الهجوم الكيميائي المشتبه به على بلدة دوما الخاضعة لسيطرة معارضين، بمنطقة الغوطة الشرقية.
وتنفي الحكومة السورية، التي تتلقى دعما عسكريا من روسيا، أن تكون وراء أي هجوم كيميائي.
ومن المقرر أن يزور فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا "قريبا" لتحديد ما إذا كانت أسلحة محظورة قد استخدمت في دوما.
لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لن تسعى إلى تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
ويعد اجتماع مجلس الأمن الأحدث في سلسلة من المواجهات بين روسيا والولايات المتحدة، وقد شهد تبادل كلمات قاسية بين الجانبين.
واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بمحاولة "تمرير هذا القرار" ليكون "ذريعة" لتبرير العمل العسكري.
وقال المندوب الروسي "قد نجد أنفسنا على أعتاب أحداث محزنة وخطيرة للغاية".
وردت المبعوثة الأمريكية نيكي هايلي، باعتبار التصويت "استهزاء".
وقالت هايلي "لقد حطمت روسيا مصداقية المجلس".
هل تُنفّذ عملية عسكرية في سوريا؟
تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد "قوي"، وتحدث عن العديد من الخيارات العسكرية.
وقد ألغى ترامب أول رحلة رسمية له إلى أمريكا اللاتينية للتركيز على سوريا. كما ألغى وزير الدفاع جيمس ماتيس خطة للسفر.
وتقول باربرا بليت أوشر ، مراسلة بي بي سي في واشنطن، إن قرار ترامب إلغاء جولته في أمريكا اللاتينية يشير إلى أن رد الولايات المتحدة قد يشمل عملية عسكرية أكبر من مجرد ضربة محدودة.
وفي أبريل / نيسان الماضي، أمر ترامب بإطلاق عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية حكومية سورية من سفن البحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسطـ، بعدما أسفر هجوم بغاز الأعصاب "السارين" عن مقتل أكثر من 80 شخصاً في بلدة خاضعة لسيطرة المعارضة.
وكان هذا أول عمل عسكري أمريكي مباشر ضد قوات الحكومة السورية.
ومنذ الإعلان عن الهجوم المزعوم الأخير، الذي وقع يوم السبت، تجري واشنطن مباحثات مع بريطانيا وفرنسا، وهو ما يشير إلى احتمال قيام عمل عسكري غربي منسق.
كما تحركت المدمرة الأمريكية "يو إس إس دونالد كوك"، المسلحة بصواريخ موجهة، في البحر الأبيض المتوسط.
ما الذي حدث يوم السبت؟
زعم ناشطو المعارضة السورية وعمال إنقاذ ومسعفون أن قنابل مليئة بالمواد الكيميائية السامة ضربت دوما، واتهموا القوات الحكومية بشن الهجوم.
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن أكثر من 500 شخص نقلوا إلى المراكز الطبية، وهم يعانون من أعراض "تشير إلى التعرض لعامل كيميائي".
وأوضحت الجمعية أن هذه الأعراض شملت صعوبة التنفس وخروج رغوة من الفم وحروق في قرنية العين و"انبعاث رائحة تشبه الكلور".
وتتراوح تقديرات عدد القتلى في الهجوم الكيميائي المزعوم من 42 إلى أكثر من 60 شخصا، لكن جماعات طبية تقول إن الأعداد قد ترتفع مع وصول عمال الإنقاذ إلى أقبية لجأت إليها مئات العائلات للهروب من القصف.
وقال مندوب فرنسا في مجلس الأمن الدولي إن "الغازات السامة استخدمت عمدا لأنها قد تتسرب إلى الطوابق السفلية".
وبعد الهجوم المزعوم، توصلت سوريا وروسيا إلى صفقة إجلاء مع جماعة "جيش الإسلام" التي كانت مازالت متمسكة بالبقاء في دوما.