إطلاق “أحكام مُسبقة” تجاه الزواج، وخصوصًا زواج الآخرين… في الميزان
زينب البحراني*
كثيرون منا يُطلقون "أحكام مُسبقة" تجاه الزواج، وخصوصًا زواج الآخرين. بعد تفكيرٍ عميق، ومُشاهدة حكايات زيجات متنوعة، والإنصات لحكايات زيجات أكثر تنوعًا، يُمكنني القول أن ليس من العدل إطلاق أي نوع من الأحكام المُتعلقة بهذه القضية لأن خضوعها لـ"العقل" بشكلٍ كامل أمرٌ شبه مُستحيل، وارتباطها بـ"الاحتياج" في مُعظم الحالات يحرمها من فرصة العقلانية رغم الإطار الظاهري "الأناني" الذي يحيط بالصورة الظاهرة لنا أحيانًا: فتاة شابة تتزوج رجلاً كبيرًا في السن إشباعًا لـ"احتياج" مادي مُلح، شاب يتزوج سيدة كبيرة في السن تلبية لاحتياج إقامة في بلد ما أو الحصول على جنسيته كي لا يتشرد، آنسة متعلمة تتزوج جاهلاً سعيًا لإشباع احتياجها العميق لـ"الأمان"، شاب مثقف يتزوج ابنة عمته البلهاء في محاولة للتحرر من شعور دفين بالذنب تجاه والده المُقعد بإرضائه، امرأة تجاوزت الستين تتزوج شابًا لم يبلغ منتصف العشرينات لعل هذه الزيجة تُشبع احتياجها لـ"الاستئناس".. نحن لا نعرف شيئًا عن مدى الألم الداخلي الذي يعيشه أولئك الناس والذي دفعهم دفعًا للتشبث بتلك الصورة من صور "الانتماء"، وربما لو كُنا مكانهم لفعلنا ما فعلوه وأكثر.. خلوا الناس في حالهم وعيشوا حياتكم، ما عليكم منهم.
*التقديرات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس بالضرورة الصباحية.