مقتل رئيس السلطة العليا باليمن في غارة للتحالف والحوثي يتوعد ب”المحاسبة”
قتل صالح علي الصماد رئيس "المجلس السياسي"، السلطة العليا في اليمن في غارة جوية الاسبوع الماضي لقوات التحالف في حين توعد عبد الملك الحوثي بان مقلته لن "يمر دون محاسبة".
ونعت وكالة سبأ في بيان "استشهاد" الصماد، مشيرة الى مقتله ظهر الخميس 19 نيسان/ابريل في غارة جوية للتحالف على محافظة الحديدة، في غرب اليمن.
وافاد البيان ان المجلس السياسي "اقر اختيار الاخ مهدي محمد حسين المشاط" رئيسا للمجلس السياسي الاعلى خلفا للصماد.
من جهته، توعد عبد الملك الحوثي بان "هذه الجريمة والجرائم الاخرى لن تمر دون محاسبة" محملا التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية مقتل الصماد.
ويأتي الاعلان عن مقتل الصماد بعد ساعات من الاعلان عن مقتل 20 شخصا على الاقل واصابة عشرات اخرين في غارات جوية على حفل زفاف مساء الاحد في شمال غرب اليمن.
ويحمل التحالف العسكري بقيادة السعودية المسؤولية عن هذه الغارات.
وتراوح عدد الضحايا بين 23 الى 33 شخصا، وعدد الجرحى ما بين 40 الى 55 جريحا بينهم نحو 30 طفلا، بحسب مختلف المصادر الطبية ومسؤول محلي.
وكتبت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدة على تويتر، ان الغارات أصابات بلدة بني قيس في محافظة حجة، مشيرة الى نقل 65 جريحا على الاقل الى احد مستشفيات كبرى مدن المحافظة" التي تديره هذه المنظمة، وبينهم اطفال.
وقالت اطباء بلا حدود ان هذه الغارات الجوية بين "الاكثر تدميرا في المنطقة في الاشهر الاخيرة".
ولم يرد المتحدث باسم التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده الرياض، على الفور على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
وفي طهران، ادان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي "بشدة" هذه الغارات واصفا اياها ب "الوحشية".
وقال قاسمي ان "الهجمات على المناطق السكنية والأهداف المدنية وكذلك منع منظمات الإغاثة الدولية من ممارسة أنشطتها يشكل انتهاكاً للمبادئ والقواعد الإنسانية".
واوردت قناة المسيرة ان هناك 20 ضحية و 40 جريحا في الغارة.
ونقلت القناة عن مدير مستشفى حجة ان هناك 30 طفلا بين جرحى الغارة، مشيرا الى ان ثلاثة من هؤلاء الاطفال خضعوا لعمليات بتر اطراف.
اما وكالة سبأ للانباء التي يسيطر عليها المتمردون ايضا، فقالت ان هناك 88 قتيلا وجريحا بينهم نساء واطفال، منددة ب "جريمة سعودية جديدة".
وهي ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها حفل زفاف في اليمن لغارة. فقد قتل 131 مدنيا في 28 ايلول/سبتمبر 2015 في غارات استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا الساحلية في غرب اليمن.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2016، قتل 140 شخصا في غارة استهدفت قاعة عزاء في صنعاء.
وبدأت السعودية على رأس التحالف العسكري حربها في اليمن في اذار/مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها.
وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في 26 آذار/مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.
وتتهم السعودية ايران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.
– صواريخ جديدة-
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية الاثنين صاروخين باليستيين اطلقهما المتمردون اليمنيون باتجاه مدينة جازان، جنوب المملكة، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام.
ونقلت وكالة الانباء السعودية بيانا للتحالف العسكري يؤكد ان "الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي للتحالف من اعتراضهما".
وفي تطور منفصل، قتل خمسة جنود من القوات اليمنية التابعة للرئيس هادي واصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع متشددين بعد اطلاق حملة في تعز بجنوب غرب البلاد الاثنين إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الاحمر، حسبما أفادت مصادر طبية.
ولم يتضح ما اذا وقعت خسائر في صفوفالمتشددين.
وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الاكبر من تعز في حين يسيطر الحوثيون على مناطق عدة في محيطها.
وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق ان "محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي شكل أمس (الاحد) حملة من كافة الوحدات الامنية والعسكرية (…) ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة".
وأضاف ان "العملية بدأت الاثنين واندلعت على اثرها اشتباكات عنيفة"، دون ان يتمكن من اعطاء حصيلة محددة بالضحايا.
وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الاحمر قتل برصاص مجهولين السبت في تعز.
وأدى النزاع في اليمن منذ الحرب السعودية على رأس التحالف العسكري الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حاليا.