كتاب وآراء
هل سيتعلم العرب من الكوريتين والتوقف عن هدر ثرواتهم على معاداة جيرانهم دون مبررات حقيقية
الهادي شلوف*
أستاذ القانون الدولي و العلاقات الدولية
بينما العرب تجمعهم الفرقة وتحصدهم الاسلحة التي يشترونها وتعشعش المصائب في عقولهم ويستيقظون كل صباح علي صنع و تدبير المكائد فيما بينهم وبين بعضهم للبعض في الوقت ذاته نجد ان هناك شعوب اخري تبحث عن اية فرصة للنهوض والتقدم والتقارب مع نفسها بل تعمل جاهدة من اجل ان تحاول الاقتراب من بعضها من بعض اخر للوصول وتحقيق انهاء الخلافات والنزاعات بالطرق الحضارية هذا ليس فقط من اجل منظور محلي او من اجل شعوبها بل من اجل إحلال السلام مع بقية المخلوقات علي الأرض بالطرق التي تراضيها و تطمح اليها
كوريا الجنوبية ودون الخوض في غمار الاستعمال الياباني او الحرب الكورية والصراع الليبيرالي الشيوعي وانما علينا ان ندخل الباب الاقتصادي والتطور التكنولوجي الدي نقلها من دولة متخلفو الي قائمو الدول العش الاقتصادية بالعالم.
في الجانب الاخر من خط الهدنة كوري الشمالية بالرغم من المشاكل الاقتصادية سخرت كل امكانياتها في خدمة التطور النوعي للسلاح الذري الذي جعل منها خصم لا يستهان به الغرب الداعم للمؤسسة الليبيرالية بكوريا الجنوبية.
كما هو حال العرب من حيث ان الغرب و الشرق له مصالح استراتيجية و ضغوط سياسية الا ان الكوريتين فلتا من قبضة الغر والشرف بأنشاء قاعدة عسكرية درية في الشمال و قاعدة اقتصادية وديمقراطية بالجنوب.
العرب لم يستطيعوا خلال كل هذه العقود ان يكسروا حاجز الهيمنة الغربية من جهة والنفود الشرقي من جهة اخري بل انهم اصبحوا دمية لكل من هاتين القوتين تتقاسمها في النفود والمصالح.
العرب ليسوا الا توابع لهيمنة خارجية لم يستطيعوا فهم التعامل معها بل انها القوي المهيمنة أخير ادركت ان غباء العرب قد يجرهم الي مخاطر سياسية و عسكرية مما جعل القوتين الشرقية والغربية تضع استراتيجية مشتركة للعمل معا دون ان يكون هناك اختلاف يودي الي نزاع عسكري نتيجة للغباء العربي الذي هو اخط من للعب الأطفال.
هل يمكن للعرب ان يدرسوا التاريخ الكوري كي يستفيدوا ويتعلموا كيف يمكن العمل من خلال أي من القوتين الليبيرالية او الشيوعية والاستفادة من ذلك.
المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية