لندن ـ نقل الصحفي البريطاني، روبيتر فيسك، الذي يغطي تطورات الأحداث في سوريا من داخل البلاد لصحيفة “الاندبندنت” ، أن دمشق والدوحة اتخذتا خطوات أولى لإعادة بناء العلاقات بين الطرفين.
وقال فيسك، في تقرير نشرته “الاندبندنت” الخميس إن الرئيس السوري “بشار الأسد عقد منذ عدة أيام اجتماعا مغلقا مع بعض الصحفيين السوريين وأبلغهم بأنه تم استئناف العلاقات على مستوى متدن وخجول جدا بين سوريا وقطر”.
وأوضح فيسك أن الصحفيين، الذين حضروا الاجتماع، تم منعهم من الكشف عن هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام، لكنهم بحثوا ما قاله الأسد في مناقشات بينهم، وأشاروا إلى أن الحديث يدور أكثر عن بدء إقامة اتصالات ثنائية بين “الشعبين” وليس تطبيع العلاقات بين الدولتين.
وعلى الرغم من ذلك، اعتبر الصحفي البريطاني أن هذا التطور “يمثل قصة مثيرة للاهتمام”، لا سيما في ظل الأزمة الحادة في العلاقات بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.
وقال فيسك، تعليقا على هذا الموضوع: “إن قطر بلد عظيم لأنها تملك النفط والغاز المسال وقناة الجزيرة التلفزيونية، لكنها تعاني من وحدتها، وتصلي في سبيل عدم إقدام السعوديين والإماراتيين على غزو هذه الأرض الصغيرة جدا في شبه الجزيرة العربية والتي تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة وتتعرض في الوقت ذاته لإهانات حادة من قبل (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب. إن عائلتها الملكية يمكن أن تكون بمثابة أباطرة ، لكن لا إمبراطورية لديهم… إلا أنه لو كانت قطر من سينقذ سوريا بعد انتهاء الحرب، ولو تمكنت قطر بثروتها الضخمة من إعادة إعمار الأرض السورية العريقة، لحظي أباطرتها بإمبراطوريتهم”.
وأوضح فيسك أن قطر لن تتمكن من السيطرة على سوريا، إلا أنها قد تحظى بـ”نفوذ ملموس″ في هذه البلاد، مشددا على أن هذا الأمر سيمنح الحكومة القطرية، علما بأن سوريا تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسط، “قوة لا تملكها حتى السعودية”.