كيم يزور الصين مجددا وشي يطالب ترامب الاخذ في الاعتبار قلق بيونغ يانغ
التقى الرئيس الصيني شي جيبينغ الثلاثاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي زار الصين للمرة الثانية في غضون ستة اسابيع، في حين طالب شي الرئيس الاميركي الاخذ في الاعتبار القلق الامني المشروع لبيونغ يانغ.
وشدد كيم خلال لقائه الرئيس الصيني على التزامه بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ليجري بعدها شي محادثة هاتفية مع ترامب يطالبه فيها بان يأخذ في الاعتبار "القلق الامني المشروع لبيونغ يانغ.
وهذه ثاني زيارة يقوم بها كيم الى الصين منذ اذار/مارس ما يبرز الجهود التي يقوم بها البلدان الحليفان لاصلاح العلاقات بينهما والتي فترت بعد ان ايدت بكين فرض عقوبات دولية على بيونغ يانغ بسبب نشاطاتها النووية.
وتسعى بكين الى عدم تهميشها عقب اللقاء التاريخي بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان والقمة المرتقبة مع ترامب في حزيران/يونيو المقبل.
الا ان زيارة كيم الى الصين لمرة ثانية خلال فترة قصيرة تظهر ان بكين لا تزال تلعب دورا رئيسيا في التغير الدبلوماسي.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن شي قوله "بعد اللقاء الاول بيني وبين رفيقي كيم، حققت العلاقات بين الصين وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية والوضع في شبه الجزيرة الكورية تقدما ايجابيا. واشعر بالسرور لذلك".
وعرض تلفزيون "سي سي تي في" الصيني الرسمي صورا لشي وكيم يسيران بمحاذاة البحر في مدينة داليان شمال شرق البلاد، ويجريان محادثات، فيما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية ان الزعيمين التقيا الاثنين والثلاثاء.
وطبقا لوكالة الصين الجديدة فقد ابلغ كيم شي انه لا ضرورة لان تكون كوريا الشمالية بلدا نووية "طالما ان الاطراف المعنية ستلغي سياساتها العدوانية وتزيل التهديدات الامنية ضد كوريا الشمالية".
واعرب كيم كذلك عن امله في ان تتخذ الولايات المتحدة وكوريا الشمالية "اجراءات تدريجية ومتزامنة" لتحقيق نزع الاسلحة والسلام، بحسب وكالة الصين الجديدة، في اشارة الى مطالب بيونغ يانغ لاتخاذ خطوات مماثلة لتلك التي ستتخذها.
وتطالب كوريا الشمالية بانسحاب القوات الاميركية المنتشرة في شبه الجزيرة وتفكيك منظومة الدرع الصاروخية من كوريا الجنوبية.
وأفاد التلفزيون الصيني ان شي قال خلال محادثته مع ترامب إنه "يأمل في ان تتمكن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من العمل معا وبناء ثقة متبادلة"، و"الاخذ في الاعتبار القلق الامني المشروع لكوريا الشمالية".
واعلنت الولايات المتحدة ان الزعيمين اتفقا على اهمية ابقاء الضغوط الاقتصادية قائمة على كوريا الشمالية.
واعلن البيت الابيض في بيان ان "الرئيسين ترامب وشي اتفقا على اهمية الاستمرار في تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية الى ان تتخلى نهائيا عن برنامجيها النووي والصاروخي".
– طائرة غامضة –
عرض الاعلام الياباني في وقت سابق صوراً لطائرة يستخدمها عادة كبار الشخصيات من كوريا الشمالية تحلق من داليان، ما اثار شكوكا بأن كيم موجود في البلدة.
ويظهر استخدام كيم للطائرة انه لم يرث عن والده خوفه من الطيران، ويشير إلى أنه قد يكون مستعدا للقاء ترامب في بلد ثالث، مع تردد انباء عن احتمال عقد اللقاء في سنغافورة.
وفي اذار/مارس توجه كيم الى بكين في قطار في اول زيارة رسمية له الى الخارج، والتقى الرئيس الصيني لاول مرة منذ توليه السلطة في 2011. وتم التكتم على رحلته الى حين عودته الى كوريا الشمالية.
وابدى شي تأييده لالتزام كوريا الشمالية بنزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة والحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن، بحسب وكالة الصين الجديدة.
وقال ان "الصين مستعدة لمواصلة العمل مع جميع الاطراف المعنية ولعب دور فعال في دفع عملية التوصل الى حل سلمي في شبه الجزيرة من خلال الحوار وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل".
– لقاء ترامب وكيم في سنغافورة؟ –
في القمة التي عقدت الشهر الماضي بين كيم ومون في المنطقة العازلة بين الكوريتين، اتفق الزعيمان على السعي لازالة الاسلحة النووية بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية.
دعوه فيها لعب دور ايجابي من اجل التوصل الى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية والى سلام دائم من اجل الامن في المنطقة".
واتفقت الكوريتان على اجراء محادثات مع الولايات المتحدة وربما الصين للتوصل الى معاهدة سلام لانهاء الحرب بينهما.
وانتهت الحرب الكورية التي قاتلت الصين فيها الى جانب كوريا الشمالية بهدنة في 1953 وليس باتفاق سلام.
ومن المرجح ان تطلب الصين ان تكون طرفا في محادثات التوصل الى اتفاق سلام، بحسب الخبراء.
ورغم ان الصين ايدت الاجراءات العقابية ضد كوريا الشمالية، يقول محللون ان بكين قد تكون قلقة من أن يؤدي تحسن العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن الى ابرام اتفاق ليس في مصلحتها.
وسيشارك رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ في قمة ثلاثية مع مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي في طوكيو الاربعاء، تتصدرها قضية كوريا الشمالية.