الأمم المتحدة

المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط يحمل إسرائيل مسؤولية استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين

"يوم أمس كان مأساويا لشعب غزة. لا توجد عبارات أخرى يمكنها وصف ما حدث. فليس هناك مبرر للقتل. لا يوجد أي مبرر له. فهو لا يخدم أحدا. وبالتأكيد لا يخدم قضية السلام."

بهذه العبارات بدأ نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، كلمته أمام مجلس الأمن معربا عن تعازيه لأسر القتلى الذين لقوا حتفهم أثناء المظاهرات:

"من يستطيع أن يجد كلمات يواسي بها أما لطفل لقي حتفه".

وحمل ملادينوف إسرائيل مسؤولية معايرة استخدامها للقوة، إلا كملاذ أخير، في ظل تهديد وشيك بالقتل أو الإصابة الخطيرة.

وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يعيشون في فقر مدقع في غزة يتظاهرون منذ أكثر من ستة أسابيع، حيث يعيشون في ظروف أشبه بالسجون، فاقدين الأمل في غد مشرق، يريدون أن تسمع أصواتهم، ويتطلعون إلى مستقبل يتجاوز مجرد العيش.

"لقد خذلهم قادتهم. ولم يفوا بالوعود التي قطعوها لهم. هم الآن غاضبون. وإن لم يتم توجيه غضبهم بطريقة بناءة، فإنه سيؤدي إلى المزيد من الدمار والمعاناة. ويتوجب علينا أن نستمع إلى محنتهم، مهما كان رأينا في دوافعهم. فقد عاشوا ثلاثة صراعات مدمرة."

ودعا المنسق الخاص إلى إنهاء دورة العنف كونها تجرف المنطقة بأكمها إلى مواجهة أخرى قاتلة. ودعا المجتمع الدولي إلى منع تلك الحرب، والمضي قدما بسرعة وفعالية في جميع المشاريع التي تناقش منذ شهور من أجل حل أزمة الكهرباء والمياه والصحة.

ووفقاً للتقارير، قُتل ما لا يقل عن 60 شخصاً خلال يوم أمس، من بينهم ستة أطفال، كما أُفيد بإصابة حوالي 1300 شخص بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي. كما جرح جندي إسرائيلي ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. حيث وصل عدد القتلى إلى مئة شخص منذ بداية الاحتجاجات في 30 مارس / آذار، من بينهم ثلاثة عشر طفلاً.

ونفذت قوات الأمن الإسرائيلية 18 غارة جوية و8 حوادث قصف على 26 هدفا من أهداف حماس رداً على ما وصفته قوات الدفاع الإسرائيلية على أنها أعمال عنف قامت بها حماس في غزة، بما في ذلك إطلاق النار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في شمال قطاع غزة.

وناشد المنسق الخاص إسرائيل ومصر، والسلطات الفلسطينية، تسهيل خروج المصابين بجروح خطيرة من أجل العلاج الطبي، مرحبا بالخطوات التي اتخذتها مصر في هذا الصدد.

كما قام متظاهرون فلسطينيون في 4 و11 أيار / مايو بتدمير عدد من المرافق على الجانب الآخر من غزة لمعبر كرم سالم، وهو نقطة الدخول الرئيسية للبضائع والمواد. ووفق التقديرات كان الضرر واسع النطاق وأعاق تسليم الوقود والسلع الضرورية إلى غزة لأسابيع. وحمل ملادينوف حماس مسؤولية لعدم منع هذا الدمار، مما أدى إلى تفاقم معاناة مليوني شخص في القطاع.

ووجه ملادينوف رسالة إلى الفلسطينيين الذين يحيون ذكرى النكبة قائلا:

"يجب أن نضاعف جهودنا لدعم التوصل إلى حل سلمي للصراع. يجب علينا وبشكل جماعي دعوة الجميع للامتناع عن اتخاذ تدابير أحادية الجانب تقودنا بعيداً عن عملية السلام بدلاً من العمل على إنهاء الاحتلال وتعزيز هدف السلام العادل والدائم."

 
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى