علوم وتكنولوجيا

…. شِراعُ حَبيْبَتِيْ …. للشاعر السوري حسن المرعي

…. شِراعُ حَبيْبَتِيْ ….

شِراعُ حَبيبتَيْ فوقَ العُبابِ
فَهَدِّئْ مِنْ عَذابِكِ يا عَذابيْ

أبَحرٌ والسَّفائنُ والمَوانِيْ!
خَرابٌ في خَرابٍ في خَرابِ

ولولا أنَّ عَيَنَكَ مِنْ حِماها
وتَشْتركانِ في لونِ السَّحابِ

لَقلْتُ بِأنَّ إسمَكَ ليسَ بَحراً
وأجدَرُ فيكَ مَملَكَةُ الغُرابِ

أتبقى والشّواطِئَ في اتِّحادٍ
وقَلبيْ والأحِبَّةُ في اغتِرابِ !

فما هذيْ بِطيِّبَةِ النَّوايا
وما ذاكَ المُعَظَّمُ في صَوابِ

وما ذاكَ التَّموُّجُ بامتِعاضٍ
سِوى صَخْرٍ تَكَلَّمَ بِاصطِخابِ

ولا هذا المِدادُ على امتِدادٍ
سِوى ما ذابَ مِنْ وَعْدِ الإيابِ

رَسائلُ شَوقِهمْ ظَلَّتْ بَعيداً
تُلوِّحُ أو تودِّعُ أو تُصابِيْ

وجاءَ الموجُ بالباقِينَ عَهداً
فَفي الشُّطآنِ أفئِدَةٌ حَوابيْ

لَهُمْ أملٌ … ولي نَظَرٌ تَغَشَّى
ومِلْحُكَ بَعضُ أمزِجَةِ الجَّوابِ

فَعَينِيْ تَذْرِفُ الأحبابَ شَوقاً
وعَيْنُكَ جَمَّعَتْهمُ في خَوابِيْ

وَ رُبَّ سَفينَةٍ عادتْ بِنَجْوى
وبَعضُ وُرُودِهِمْ طَيَّ الكِتابِ

ذَكَرتُ أحِبَّتيْ يا بَحرُ لَمَّا
رأيْتُكَ والسَّفائِنَ في سَرابِ

فَعلَّقْتُ السُّؤالَ على شِراعٍ
بِهِ لَونُ الغِيابِ مِنَ الغِيابِ

وأحضَرتُ الزَّمانَ بِما تَوَلَّى
يُكَفِّنُ أو يُدَفِّنُ بِالثِّيابِ

لو الأسفارُ تَنْصرُنيْ عَلَيهِمْ
لَقَرَّبْتُ البَعيدَ لَحَدِّ بابِيْ

تُؤَمَّلُ عَودَةُ الغادِينَ بَحراً
وليسَ يَعودُ مَنْ تَحتَ التُّرابِ

الشاعر حسن علي المرعي
٢٠١٨/٥/١٩م

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى