مصير ” الصفقة الأمريكية الروسية الكبرى في سوريا”
محمد صالح الفتيح*
يكثُر الحديث عن صفقةٍ أميركيّة روسيّة كبرى في سورية، تعترف الولايات المتحدة بموجبها بالنفوذ الروسي في سورية، وأن التفاهم على هذه الصفقة سيسمح بعقد القمة الأميركيّة الروسيّة في هلسنكي منتصف الشهر المقبل.
أما ما ستقدمه روسيا بالمقابل فلايزال غامضاً. فوفق سرديّة صحيفة الأخبار اللبنانيّة فإن الثمن الذي هو دعم روسيا للجهود الأميركية لتمرير "صفقة القرن" (أما ماهي صفقة القرن حقيقةً فهذا موضوعٌ ليومٍ آخر). صحفٌ أميركية، مثل الواشنطن بوست، زعمت أن الثمن هو تعهد روسيا بضبط/إنهاء الوجود الإيراني في سورية. مصادر في المعارضة السورية زعمت أن الثمن هو تسوية تضمن المصالح الإسرائيلية فيما يتعلق بالجولان.
نظرياً، لا يمكن لصفقة روسية أميركية حول سورية أن تتم بدون دفع ثمن هائل تستفيد منه الولايات المتحدة. أما مصير بعض الأفراد في سورية فلم يعد مهماً للولايات المتحدة – بافتراض أنه كان مهماً يوماً ما.
عملياً، احتمال نجاح أي صفقة أميركية روسية، حول سورية أو غيرها، وبغض النظر عن حجم الأثمان التي ستقدم، وبغض النظر عن قدرة أي من الطرفين على دفع ٌالأثمان التي يتم تداولها، أو ضمان إتمام الصفقة حتى النهاية، هو احتمالٌ ضئيل جداً إن لم يكن معدوماً تماماً وذلك بسبب مجموعة كبيرة ومعقدة من العوامل، تتعلق بالولايات المتحدة وروسيا، وكذلك فيما يخص المنطقة وصراعاتها المعقدة.
سيلتقي ترامب وبوتين ويتبادلان الابتسامات ويصبحان محط أنظار العالم إعلامياً وسيلد الجبل فأراً. وستستمر الحرب.