علوم وتكنولوجيا

مونديال 2018: فرنسا وكرواتيا تستعدان للموعد الأهم ووبلجيكا ثالثة

 

يستعد منتخبا فرنسا وكرواتيا لكرة القدم لخوض التحدي الأهم عندما يلتقيان الأحد في المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم، في حين تمكنت بلجيكا من انتزاع المركز الثالث في المونديال الروسي بفوزها على انكلترا السبت.

وعشية المباراة النهائية التي يستضيفها ملعب لوجنيكي في موسكو، فازت بلجيكا على انكلترا بنتيجة 2-صفر اليوم على ملعب سان بطرسبورغ، بهدفين لقائد منتخبها إدين هازار والظهير الأيمن توما مونييه.

وفي عرف كرة القدم، هذه المباراة هي أشبه بمقبلات قبل الطبق الرئيسي الذي سيقدم ساخنا عند الساعة 15,00 ت غ الأحد، في المباراة الـ 64 الأخيرة لمونديال روسي حفلت أسابيعه بالمفاجآت والخيبات.

كل الأحلام ستكون بين أقدام اللاعبين الأحد على العشب الأخضر لدرة تاج ملاعب كرة القدم في روسيا، البلاد التي استضافت "أفضل كأس عالم على الاطلاق" بحسب رئيس الاتحاد الدولي للعبة جاني إنفانتينو.

وأدلى مدربا المنتخبين، الفرنسي ديدييه ديشان والكرواتي زلاتكو داليتش، بما لديهما اليوم في مؤتمرين صحافيين منفصلين، هما الأخيران قبل النهائي.

وتسعى فرنسا في مباراة الغد، وهي الثالثة لها في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، الى إحراز اللقب للمرة الثانية بعد 1998 على أرضها (خسرت نهائي مونديال ألمانيا 2006 أمام ايطاليا)، وتعويض خيبة الخسارة في نهائي كأس أوروبا 2016 على أرضها أمام البرتغال.

أ ف ب / غابريال بويس مدرب المنتخب الفرنسي لكرة القدم ديدييه ديشان يتابع تمارين لاعبيه استعدادا للمباراة النهائية لكأس العالم في روسيا ضد كرواتيا، في 14 تموز/يوليو 2018.

وقال ديشان الذي سيصبح في حال فوز فرنسا، ثالث شخص يحرز كأس العالم كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانتس بكنبارو، "ثمة سرور كبير وفخر بخوض مباراة كهذه، لا يوجد ما هو أجمل وأقوى من نهائي كأس عالم. ثلاث كلمات ستكون مهمة: صفاء، ثقة، وتركيز".

وردا على سؤال عن الفارق بين خوض النهائي كلاعب (كان يحمل شارة قيادة المنتخب في 1998) وكمدرب، قال "كلاعب أنت فاعل، هذا هو الفارق الكبير. عندما تكون مدربا، تعيش من خلال اللاعبين. المباراة هي بيد اللاعبين ونجاحي مرتبط بنجاحهم. عندما تكون لاعبا، هذه الحياة الأجمل بالتأكيد. لدينا استهلاك طاقة، بدني، في حين ان المدرب يستهلك في المجال النفسي والذهني، وهذا النوع من التعب يكون أقسى أحيانا".

– داليتش يركز على الجاهزية –

في المقابل، شدد داليتش على ضرورة تمتع لاعبيه بالجاهزية البدنية الكاملة قبل خوض النهائي، لاسيما وانهم خاضوا وقتا اضافيا من شوطين في كل من المباريات الثلاث التي فازوا بها في الأدوار الاقصائية.

وقاد المدرب الذي قاد منتخب بلاده الى النهائي للمرة الأولى في تاريخه "غدا هو نهائي كأس العالم. ببساطة، اللاعبون يعرفون (أهمية) ذلك. ما سيجعلني سعيدا هو ان يقول لي كل اللاعبين ما اذا كانوا يشعرون بأنهم غير جاهزين مئة بالمئة. ان يقروا بأنهم غير جاهزين. يعرفون ما على المحك، الا انهم في حال كانوا غير جاهزين (بدنيا)، سيقولون لنا ذلك".

أ ف ب / أدريان دينيس لاعبو المنتخب الكرواتي لكرة القدم خلال حصة تدريبية استعدادا للمباراة النهائية لكأس العالم في روسيا ضد فرنسا، في 14 تموز/يوليو 2018.

أضاف "علينا الراحة لاستعادة النضارة من أجل مباراة الغد. لدينا بعض الاصابات الطفيفة، مشاكل طفيفة، وآمل في ان يكون اللاعبون مستعدين. في حال لم يكونوا (مستعدين)، لدينا لاعبون كبار على مقاعد البدلاء".

وغداة غياب خمسة لاعبين عن تمارين المنتخب الكرواتي، كان الغائب الوحيد عن تمارين السبت ايفان بيريشيتش، أفضل لاعب في مباراة نصف النهائي ضد انكلترا، اذ سجل هدفا وصنع تمريرة الهدف الثاني (2-1).

وعشية المؤتمرين الصحافيين لكل من المدربين، كانت الساحة مخصصة الجمعة للاعبين أجمعوا على ان لقاء الغد هو مباراة "حياة" للبلدين.

وقال الفرنسي بليز ماتويدي "نهائي كأس العالم هو حلم طفولة يتحقق"، مضيفا "كأس العالم هذه قريبة جدا الى درجة أننا نرغب في لمسها (…) قبل لمسها، ثمة 90 دقيقة أو 120. يجب علينا بذل كل شيء، أعتقد انها مباراة حياتنا. الأمر يتوقف علينا لنذل كل جهد لتحقيق هذا الحلم".

أما كرواتيا، البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين نسمة فقط، فبات محط إعجاب (وحسد) مئات الملايين من مشجعي الدول الكبيرة (مساحة وقوة وكرة) الغائبة عن الأدوار الأخيرة.

ثابر الكرواتيون في أرض الملعب. بذلوا مجهودا مضاعفا، وخاضوا شوطين اضافيين في مبارياتهم الثلاث الأخيرة. انتظروا طويلا لبلوغ هذه المرحلة، ورئيستهم كوليندا غرابار كيتاروفيتش تنتظر الأحد بفارغ الصبر.

تحولت السيدة الرئيسة الى نجمة مواقع التواصل، فهي تارة تشجع بحماس، وطورا تقفز فرحا مع اللاعبين في غرف الملابس. بين هذه وتلك، توزع بفخر قميص منتخب بلادها على المسؤولين العالميين.

وكان لاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش قد قال الجمعة، تعليقا على احتمال شعور اللاعبين بالتعب في النهائي، "ثمة قوة وطاقة إضافيتين".

مصدرهما؟ "هذه مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي. سيكون ثمة 4,5 ملايين لاعب على أرض الملعب (…) نعرف ان هذه أكبر مباراة في حياتنا".

– برونزية للجيل الذهبي –

أ ف ب / بول إيليس قائد المنتخب البلجيكي لكرة القدم إدين هازار مع ميداليته الذهبية بعد الحلول في المركز الثالث ضمن نهائيات كأس العالم في روسيا، في 14 تموز/يوليو 2018.

تتميز كرواتيا بجيل موهوب، مثلها مثل بلجيكا التي حققت اليوم أفضل نتيجة لها في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، بالحلول في المركز الثالث.

وكانت أفضل نتيجة للمنتخب البلجيكي سابقا الحلول في المركز الرابع عام 1986 بخسارته أمام فرنسا، فيما حلت انكلترا، بطلة 1966، رابعة للمرة الثانية بعد عام 1990 عندما خسرت أمام ايطاليا المضيفة.

وجدد المنتخب البلجيكي فوزه على انكلترا بعدما كان تغلب عليها 1-صفر في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السابعة، في مباراة خاضها بتشكيلتين رديفتين بعدما كانا ضامنين تأهلهما الى الدور الثاني.

وعوضت بلجيكا نسبيا خيبة الفشل في دور الاربعة وستعود الى بلادها بميداليات برونزية، بينما ودع منتخب "الاسود الثلاثة" خالي الوفاض وان كان قدم عروضا جيدة بتشكيلة شابة يقودها المدرب غاريث ساوثغيت.

أ ف ب / جيويل صمد أطفال يتابعون في الساحة الحمراء في موسكو، مباراة ودية في كرة القدم بين مشجعين لمنتخبي كرواتيا وفرنسا في 14 تموز/يوليو 2018، عشية مواجهة المنتخبين في نهائي كأس العالم.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى