الكيان الاسرائيلي المحتل

عناصر من “الخوذ البيضاء” المتهمة بالعمالة لاسرائيل يعتصمون في جنوب سوريا مطالبين باجلائهم

نفذ عناصر من "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وقفة احتجاجية الثلاثاء في مدينة درعا في جنوب سوريا، مطالبين بإجلائهم على غرار العديد من زملائهم الذين تم اخراجهم قبل يومين إلى الأردن.

وتتهم المنظمة من روسيا والنظام السوري بانها "عملت لصالح اسرائيل على غرار جيش انطوان لحد في جنوب لبنان وانها حصلت على تمويل ضخم وفبركت افلام استعمال الكيماوي وظهرت كجزء من منظومة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي".

ووصل 98 عنصراً من الدفاع المدني مع 324 من أفراد عائلاتهم الأحد الى الأردن، بعدما تولت إسرائيل نقلهم من جنوب سوريا حيث تقدمت قوات النظام السوري، بناء على طلب ثلاث دول غربية ابدت رغبتها بتوطينهم هي بريطانيا وألمانيا وكندا قبل ان تنضم فرنسا اليها.

ولا يزال بضع مئات من المسعفين وأفراد عائلاتهم عالقين في مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاقات تسوية مع قوات النظام من دون أن تدخلها الأخيرة بعد، أو في بلدات محاصرة، يبدون خشيتهم على مصيرهم.

وتجمع نحو 15 عنصراً منهم الثلاثاء في مدينة درعا، رافعين لافتات ناشدوا عبرها المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي التدخل لانقاذهم.

ورغم رفع العلم السوري في الأحياء التي كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة في المدينة وإجلاء مقاتلين منها، إلا أن قوات النظام لم تنتشر فيها حتى الآن.

وقال علوان المصري (25 عاماً)، يعمل منذ عامين كرجل اطفاء مع المجموعة، لفرانس برس "تطوعنا من أجل إنقاذ الناس، والآن عندما وصلنا الى مرحلة نريد فيها من ينقذنا لم نعد نجد أحداً". 

وسأل "أين المنظمات التي كانت معنا؟ أين الدول المانحة؟" في اشارة الى دول غربية عدة بينها بريطانيا والولايات المتحدة قدمت على مدى السنوات الماضية دعماً لـ"الخوذ البيضاء" منذ تأسيسها العام 2013. 

وأبدى المصري خشيته أن يكون مصيره ورفاقه "الاعتقال والمحاكم والسجون" خصوصاً أن "النظام السوري وروسيا يعتبراننا منظمة إرهابية".

وفي بيان تلي خلال الوقفة الاحتجاجية، أفاد المعتصمون أن نحو 650 عنصراً ما زالوا موجودين في جنوب سوريا، ولم يتبلغوا وجود خطة جديدة لاجلائهم.

ويتهم النظام السوري وأنصاره مجموعة "الخوذ البيضاء" بأنها "أداة" في أيدي المانحين الدوليين الذين يقدمون الدعم لها منذ سنوات، وبالانضواء في صفوف الجهاديين.

أما منظمة "الخوذ البيضاء" فكانت اعتبرت في بيان الإثنين أن الإجلاء كان "الخيار الوحيد" لتجنب "خطر الاعتقال أو الموت" على أيدي النظام السوري وحلفائه الروس.

– "لسنا ارهابيين" –

وخلال الوقفة الاحتجاجية الثلاثاء، قال مدير أحد مراكز الدفاع المدني في مدينة درعا حسن الفاروق محاميد (50 عاماً) لفرانس برس "رسالتنا للنظام اننا لسنا ارهابيين، نحن من الشعب السوري وله".

وأضاف "نحن خدمنا المجتمع المدني ولم نخدم أي مجتمع آخر".

وتبلغ بعض العناصر، وفق ما قال عدد منهم لفرانس برس، من إدارة الدفاع المدني أنه لن يكون هناك إجلاء آخر إلى الأردن.

وعلم سيزار، أحد عناصر "الخوذ البيضاء"، "من طريق الصدفة" قبل أيام بوجود خطة لإخراج عناصر الدفاع المدني. ولدى مراجعته مركز مدينة درعا لتسجيل اسمه، تم إبلاغه بأن ذلك ليس ممكناً بعد رفع الأسماء الى الجهات الدولية المعنية.

وقال سيزار الإثنين لفرانس برس إن "خروج الدفعة عن طريق إسرائيل +زاد الطين بلة+ ونخشى ردود فعل النظام وروسيا".

ونددت دمشق الإثنين بإجلاء اسرائيل للمجموعة، واصفة ذلك بـ"العملية الاجرامية". ورأت وزارة الخارجية الروسية أنه "أمر معبر أن تفضل الخوذ البيضاء، بدعم أجنبي، أن تهرب من سوريا لتكشف عن طبيعتها الحقيقية وتظهر نفاقها للعالم أكمله".

وتوشك قوات النظام السوري ان تسيطر على محافظتي درعا والقنيطرة بعد هجوم واسع بدأته في 19 حزيران/يونيو ثم اتفاقات تسوية أبرمتها روسيا مع الفصائل المعارضة. 

وتنص تلك الاتفاقات على دخول مؤسسات الدولة وإجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين الرافضين للتسوية إلى الشمال السوري، ويتم تنفيذها تدريجًا في مدن وبلدات درعا والقنيطرة. 

وفي آخر عمليات الإجلاء، وصل الثلاثاء 900 شخص بين مقاتلين ومدنيين تم إجلاؤهم الإثنين من بلدة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي إلى شمال غرب البلاد.

– معارك الجيب الأخير-

وبعد تقدمها الواسع في محافظتي درعا والقنيطرة، يبقى التحدي الأكبر أمام قوات النظام طرد تنظيم الدولة الإسلامية من آخر جيب يسيطر عليه في الجنوب.

واستهدف الطيران الحربي السوري والروسي الثلاثاء بكثافة الجيب المحاذي للأردن وهضبة الجولان المحتلة والذي يسيطر عليه فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع للتنظيم المتطرف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل خلال أسبوع، وفق المرصد، 41 مدنياً بينهم 11 طفلاً في القصف على هذه المنطقة التي تدور عند أطرافها اشتباكات عنيفة.

ويعد الجنوب السوري منطقة حساسة لقربه من إسرائيل التي أعلنت الثلاثاء اسقاطها مقاتلة سورية قالت إنها دخلت "المجال الجوي الإسرائيلي". أما دمشق فأكدت استهداف إحدى طائراتها لكن في الأجواء السورية.

ومنذ بداية النزاع في سوريا، تتهم دمشق إسرائيل بدعم الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية، التي تصنفها ب"الارهابية". وتحذر إسرائيل من جهتها من توسع النفوذ الإيراني في سوريا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى