علوم وتكنولوجيا

أوروبا: هل يتعرض اللاعبون ذوي الأصول المهاجرة لممارسات عنصرية؟

فتحت قضية إعلان لاعب كرة القدم الدولي الألماني، ذي الأصول التركية، مسعود أوزيل اعتزال اللعب الدولي مع منتخب بلاده، احتجاجا على ما أسماه بممارسة العنصرية ضده، النقاش من جديد بشأن العنصرية التي تستهدف اللاعبين من أصول أجنبية في أندية الكرة الأوروبية.

وكان أوزيل قد أعلن الأحد الماضي، اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني، متهما في بيان له رئيس اتحاد كرة القدم الألماني (راينهارد غريندل) بممارسة العنصرية ضده، في أول خروج له عن صمته تجاه ما تعرض له من انتقادات، وصلت لحد التشكيك في ولائه لألمانيا بعد الصورة التي جمعته و(إيلكاي غوندوغان) التركي الأصل أيضا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/آيار الماضي.

وغرد أوزيل في تعليق على موقف رئيس الاتحاد منه قائلا "في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكنني مهاجر عندما نخسر".

وكان أوزيل قد تعرض لانتقادات من قبل مدير المنتخب الألماني لكرة القدم (أوليفر بيرهوف)، الذي قال في تصريحات صحفية إنه كان يتوجب الاستغناء عن اللاعب، وسط اتهامات لأوزيل بضعف الأداء خلال مشاركة الفريق الألماني في مونديال روسيا الأخير، والذي خرج منه الفريق مبكرا.

غير أن وسائل إعلام ألمانية اتهمت بيرهوف ومسؤولين آخرين، بالسعي لاستخدام مسعود أوزيل ككبش فداء لتبرير فشلهم في إدارة الفريق بشكل جيد، مما أدى إلى خروجه المبكر من البطولة، وأشارت تلك التقارير إلى ان السبب الأساسي في هذه الحملة ضد أوزيل هو ظهوره في تلك الصورة المثيرة للجدل، مع الرئيس التركي الذي تتهمه ألمانيا بانتهاكات لحقوق الإنسان.

واستمرارا لتفاعل القضية نفى الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيان له اتهامات أوزيل لرئيس الاتحاد بممارسة العنصرية ، وقال "نحن نرفض فكرة ارتباط الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية".

ويعيد الجدل بشأن اعتزال أوزيل وأسبابه، قضية اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة ومدى تقبلهم إلى الواجهة من جديد في ألمانيا، رغم المحاولات الرسمية لتجاوزها، فعلى مدار السنوات الماضية يخرج البعض، خاصة من اليمين الألماني، للتعليق على أصول لاعبين أسهموا في حصول ألمانيا على انتصارات كبرى في مجال الرياضة.

وكان نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا ألكسندر غاولاند ( يمين)، قد أثار جدلا كبيرا في العام 2016، عندما شن هجوما على اللاعبين من أصول مهاجرة مستهدفا نجم دفاع الفريق الوطني الألماني (جيروم بواتنغ) وهو من أصول أجنبية.

ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية التي نشرت الخبر، فإن غاولاند قال لصحيفة (فرانكفورتر الغيماين تسونتاغتسايتونغ)، إن الألمان لا يفضلون أن يكون بواتنغ، المولود في برلين من أب غاني، جاراً لهم، مضيفاً: "يجده الناس بأنه لاعب جيد لكن لا يريدون أن يكون بواتنغ جاراً لهم".

ولا يبدو الأمر متعلقا بألمانيا فقط، لكنه يعد ملحوظا في عدة دول أوربية أخرى، وكان لافتا أن الفريق الوطني الفرنسي لكرة القدم، الذي فاز بكأس العالم في مونديال روسيا الأخير، يضم 19 لاعبا من أصول مهاجرة ضمن قائمة الفريق التي تضمن 23، ورغم تأكيد الجهات الرسمية الفرنسية على أن اللاعبين هم فرنسيون ويمثلون نموذجا لنجاح الاندماج، يشكك كثيرون في تلك المقولات ويرون أن الحديث العنصري عن أصول اللاعبين، سيعود بعد أن تهدأ نشوة الانتصار التي وحدت كل الفرنسين على هذا الخطاب.

وكان موقع (ميدل إيست آي) قد نشر تقريراً، سلط من خلاله الضوء على ظاهرة الإساءة للاعبين ذوي البشرة السوداء في فرنسا، والتي تشهد انخفاضا طفيفا في الوقت الحالي نظير تتويج المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم، ويخلص التقرير إلى أن المجتمع الأوروبي سيستأنف ممارساته العنصرية في حق اللاعبين والمهاجرين الذين يمتلكون أصولا إفريقية بمجرد انتهاء الاحتفالات

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى