العقوبات الامريكية ضد وزيرين تركيين تلقي بظلالها على المشهدين السياسي والاقتصادي
العقوبات الامريكية ضد وزيرين تركيين تلقي بظلالها على المشهدين السياسي والاقتصادي
انقرة – 3 – 8 (كونا) — ألقى قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على وزيري العدل عبدالحميد غل والداخلية سليمان صويلو التركيين على خلفية اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون المتهم بدعم "الارهاب" بظلاله على الشارع السياسي والوضع الاقتصادي التركي.
وبعد اصدار مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية امس الاول الاربعاء قراره توالت ردود افعال الحكومة التركية ومسؤوليها والاحزاب السياسية عليه بوصفه ب"الخاطئ" ولا يخدم اي هدف داعين للرد عليه دون تأخير.
في حين تفاعل الوزيرين المعنيين مع القرار اذ قال غل انه "لا يملك قرشا واحدا في الولايات المتحدة او اي دولة اخرى خارج تركيا" بينما علق صويلو على القرار بأنه "لدينا بضاعة في الولايات المتحدة وهي تنظيم (غولن) .. لن نتركه هناك وسوف نعيده".
وفي الجانب الاقتصادي سجل سعر العملة المحلية الليرة التركية امس الخميس انخفاضا قياسيا جديدا الى 063ر5 امام الدولار الامريكي بعد اصدار قرار العقوبات ضد غل وصويلو.
وفي هذا الصدد قالت الباحثة في الشؤون الاقتصادية في قناة (تي جي آر تي) التركية جانان إر أصلان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة ان الولايات المتحدة كما هو معروف الدولة الاولى والاقوى اقتصاديا في العالم الى جانب نفوذها السياسي الكبير.
واضافت ان واشنطن تمتلك القدرة على استخدام كل ادوات الضغط العالمية مثل فرض عقوبات اقتصادية على الدول او محاصرتها.
واشارت إر أصلان الى رد الوزيرين التركيين على قرار العقوبات بعدم امتلاكهما اي ممتلكات او اصول مالية في الولايات المتحدة إلا ان مثل هذه العقوبات تؤثر بشكل سلبي جدا على الاقتصاد التركي ولها انعكاسات سيئة.
واوضحت ان انعكاس تلك العقوبات ظهر مباشرة فور الاعلان الامريكي عن العقوبات من خلال الارتفاع القياسي للعملتين الدولار الامريكي واليورو امام الليرة التركية وتراجع قيمة التعاملات ومؤشرات البورصة وفقدانها نحو اربع وخمس نقاط.
وذكرت إر أصلان ان الولايات المتحدة هي "بيت المال والاقتصاد العالمي" وبالتالي من المستحيل ألا تتأثر الدول الاخرى بمواقفها وسياساتها المالية والاقتصادية".
واعتبرت ان "تركيا تعد الاقوى اقتصاديا وسياسيا في المنطقة وتبذل كل ما في وسعها لتفادي هذه التأثيرات السلبية بسياسة حكيمة وقائد لا يقبل اي مساومة على مصالح وامن البلاد".
واعربت إر أصلان عن اعتقادها بأن هذا التوتر الحاصل بين البلدين والعقوبات الامريكية قد تكون فرصة كبيرة لتركيا للانفتاح على بدائل اقتصادية اخرى رغم تأثر الواردات والصادرات التركية بهذه العقوبات.
وضربت مثالا على ذلك عندما توترت العلاقات بين انقرة وموسكو بعد حادثة اسقاط المقاتلات التركية طائرة حربية روسية في 2015 وما نتج عنها من فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على تركيا دفعتها الى اكتشاف دول جديدة ومد جسور التعاون الاقتصادي معها رغم الشراكة التجارية مع روسيا.
وبينت إر أصلان ان تركيا تتقدم اليوم بسرعة في انفتاحها على افريقيا معتبرة ان الازمة مع الولايات المتحدة يمكن ان تتحول بالنسبة لتركيا الى مكسب وفرصة جديدة للبحث عن اسواق جديدة تعود عليها بمنافع اكبر.
وكان مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية اعلن امس الاول الاربعاء فرض عقوبات ضد وزيري العدل والداخلية التركيين على خلفية اعتقال ومحاكمة القس الامريكي.
وأقر مجلس الشيوخ الامريكي (الكونغرس) امس الاول ايضا مشروع ميزانية الدفاع بقيمة 717 مليار دولار والذي تضمن حظر بيع المقاتلات الامريكية من نوع (اف 35) لتركيا حتى يتم اعداد تقرير عن العلاقات التركية – الامريكية من قبل وزارة الدفاع (البنتاغون) خلال 90 يوما من اقرار المشروع.
واعتقل القس الامريكي برونسون في ديسمبر 2016 لإتهامه بارتكاب جرائم نيابة عن حزب العمال الكردستاني وما يسمى منظمة (الكيان الموازي) التي تتهمها حكومة انقرة بالضلوع بمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.
وتعد محاكمة برونسون احدى القضايا التي تسببت في توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الى جانب اعتقال ومحاكمة عاملين بالقنصلية الامريكية في اسطنبول والدعم الامريكي للقوات الكردية السورية التي تصنفها انقرة منظمات "ارهابية".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الشهور الخمسة الاولى من العام الحالي 3ر8 مليارات دولار مقارنة ب6ر20 مليار دولار في العام الماضي