الصليب الأحمر يدين هجمات “غير مقبولة” في اليمن أوقعت 55 قتيلا
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة أن 55 مدنيا قتلوا في "سلسلة من الانفجارات" في مدينة الحديدة اليمنية الخميس، بينما أصيب 170 مدنيا بجروح، معلنة أن عدم احترام حياة المدنيين "أمر غير مقبول على الاطلاق".
وجاء القصف الذي دانته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، في وقت أعلنت المنظمة أنها تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات السلام المتوقفة منذ 2016.
وتوقفّت المحادثات السياسية التي رعتها الأمم المتحدة حول اليمن في العام 2016 وسط مطالبات بانسحاب المتمردين الحوثيين من المدن الكبرى وتقاسم السلطة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.
وأوقعت الحرب في اليمن اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015 في النزاع بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014. ويسيطر المتمردون على مناطق شاسعة بينها العاصمة صنعاء.
وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة أكثر من ثمانية ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.
والجمعة أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان مقتل "55 مدنيا وجرح 170 آخرين عندما هزت سلسلة من الانفجارات مناطق مأهولة بالسكان في المدينة الساحلية، بما في ذلك سوق السمك والمنطقة المحيطة بمستشفى الثورة".
وهذه أول حصيلة للضحايا تصدر عن جهة مستقلة منذ وقوع الهجمات.
وكانت حصيلة سابقة أفاد بها سكان وأطباء لوكالة فرانس برس أشارت الى مقتل 20 شخصا وإصابة 60 في الهجمات التي تبادل المتمردون الحوثيون والتحالف العسكري بقيادة السعودية الاتهامات بالوقوف خلفها.
وتقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة لمستشفى الثورة، الأكبر في اليمن، وقد أعلنت تدمير سيارتي إسعاف في هجمات الخميس.
لكن المنظمة أشارت الى أن "ظروف الانفجارات (…) مجهولة".
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن يوهانس بريوير "رغم ان ظروف الانفجارات الارضية مجهولة، فإن عدم احترام حياة المدنيين والمنشآت المدنية أمر غير مقبول".
– اتهامات متبادلة –
وتابع بريوير "المشاهد التي تصلنا من الحديدة مروّعة. ان تجاهل القانون الدولي الإنساني في اليمن لم يعد يحتمل".
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "يعتمد مئات الآلاف على هذا المستشفى (الثورة) من أجل بقائهم على قيد الحياة".
وقالت غراندي إن أعمال العنف هذه "أمٌر مروع"، مضيفة ان "المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الانساني. وليس من الممكن أبداً تبرير هذه الخسائر في الأرواح".
وكان التحالف بدأ في 13 حزيران/يونيو هجوما على مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة قوات موالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
والاسبوع الماضي استؤنفت الغارات على الحديدة بعد إعلان الرياض أن المتمردين الحوثيين هاجموا ناقلة نفط سعودية في البحر الاحمر ما أدى الى الحاق "أضرار بسيطة" فيها.
واتهم المتمردون التحالف الذي تقوده السعودية بشن غارتين جويتين على المستشفى وسوق السمك الخميس.
ورد المتحدث باسم بالتحالف خلال مؤتمر صحافي في الرياض الجمعة باتهام الحوثيين، قائلا ان "الإستهداف تم من قبل الميليشيات الحوثية بإطلاق القذائف على المستشفى وسوق السمك".
وقال تركي المالكي ان التحالف لم ينفذ الضربات وان "أقرب هدف استهدفه التحالف الأربعاء والخميس يقع على بعد 2,5 كلم من المستشفى وسوق السمك".
– "كل شيء معرض للخطر" –
وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن تؤدي الحرب في الحديدة الى كارثة انسانية في بلد يقف على شفير المجاعة ويعاني من تفشي الكوليرا.
وقالت غراندي "لقد سجلنا كل يوم هذا الاسبوع إصابات جديدة بالكوليرا، والآن نشهد هذا".
ودانت المنسقة الأممية "الغارات المروعة"، مضيفة "كل ما نحاول القيام به لاستئصال أسوأ تفش لوباء الكوليرا في العالم بات في خطر".
ومن جنيف رجّحت منظمة الصحة العالمية تعرض اليمن لـ"موجة جديدة" من الإصابات بالكوليرا، مطالبة بهدنة تستمر ثلاثة أيام لإفساح المجال أمام حملة تلقيح.
والخميس أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي أن "الحل السلمي" لإنهاء الحرب في اليمن "أمر متاح"، داعيا القوى الكبرى لدعم المفاوضات.
وقال غريفيث إن الحل في الحديدة يجب أن يكون جزءاً من "حل سياسي شامل" بين الحوثيين والحكومة.
وأبدى غريفيث قلقه من تحول الحديدة الى "نقطة ساخنة"، ما من شأنه تقويض جهود عقد محادثات في أيلول/سبتمبر المقبل.
وأكد مسؤول في الحكومة اليمنية لفرانس برس الجمعة ان السلطة المعترف بها دوليا ستشارك في محادثات جنيف رغم انها "غير متفائلة" بنتائجها.