السعودية

اليمن: التحالف السعودي في الحرب يقر بمسؤوليته، و”يأسف” لغارة راح ضحيتها نحو خمسين طفلا ومئات الجرحى

أقرّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن السبت بوقوع "أخطاء" في غارة نفذتها طائرة تابعة له وأدت الى مقتل أكثر من 50 شخصا بينهم 40 طفلا في أحد أسواق محافظة صعدة شمال صنعاء.

كما قدّم التحالف تعازيه "لأهالي الضحايا"، معلنا "تضامنه معهم" وتكليف لجنة للنظر في منح مساعدات "للمتضررين" بهذه الغارة التي وقعت الشهر الماضي وأثارت تنديدا دوليا واسعا.

ومنذ بدء علمياته في اليمن في آذار/مارس 2015، اتهمت منظمات حقوقية التحالف الذي تقوده الرياض بالتسبب بمقتل مئات المدنيين في غارات أصابت اهدافا مدنية في البلد الفقير.

وكان التحالف تدخل في اليمن لوقف تقدم المتمردين الحوثيين بعدما سيطروا على العاصمة صنعاء. وقتل في أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ أول ضربات التحالف أكثر من عشرة آلف شخص بينهم أكثر من ألفي طفل، بحسب الامم المتحدة.

وقال منصور المنصور المتحدث باسم "الفريق المشترك لتقييم الحوادث"، المجموعة التابعة للتحالف والمكلّفة التحقيق في الضربات الجوية، في مؤتمر صحافي في الرياض السبت ان الغارة في صعدة استهدفت حافلة "تقل قياديين حوثيين" بناء على معلومات استخباراتية.

وأضاف ان عددا من المتمردين قتلوا في الضربة، لكنه ذكر ان الغارة أدت أيضا الى "أضرار جانبية"، في اشارة الى مقتل الاطفال. وتابع "صدر أمر بعدم استهداف الحافلة لتواجدها بين مدنيين لكنه أتى متأخرا".

وأشار الى ان الغارة ترافقت مع عدة "أخطاء" بينها "تفويت استهداف الحافلة في مناطق خالية من المدنيين"، وعدم تنبيه الطيار قيادته "حيال احتمال وجود اضرار جانبية".

كما ذكر ان "الهدف لم يكن يشكل خطرا آنيا على قوات التحالف (…) وقصف الحافلة في منطقة مدنية لم يكن مبررا في هذا الوقت".

وكان التحالف أعلن فتح تحقيق في الغارة التي وقعت في 9 آب/اغسطس وأثارت تنديدا دوليا عارما. وبحسب الصليب الاحمر، أدت الغارة الى مقتل 51 شخصا بينهم 40 طفلا، كما أوقعت 79 جريحا بينهم 56 طفلا.

ويقول المتمردون ان الغارة اصابت حافلة مدرسية، نافين ان تكون الحافلة المستهدفة تقل عناصر من الحوثيين.

ورأى المنصور ان على قيادة التحالف محاسبة المتسببين بالأخطاء التي ترافقت مع غارة صعدة.

وقال "يرى الفريق المشترك ان تبادر قوات التحالف في اتخاذ إجراءات قانونية في محاسبة المتسببين في وقوع هذه الاخطاء والتي أدت الى وقوع أضرار جانبية في تلك المنطقة".

– محاسبة واعتذار –

وبعيد انتهاء المؤتمر الصحافي، أصدر التحالف بيانا أقر فيه من جديد بوجود "أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك".

وقال في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية ان قيادته "تعبر عن أسفها لتلك الأخطاء، وتقدم تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل".

واضاف ان قيادة التحالف "تعلن قبولها بالنتائج وما خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وإنها فور حصولها على تلك النتائج بشكل رسمي ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات".

وذكر انه سيتم تكليف لجنة بالنظر "في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك". 

وفي 28 آب/اغسطس، أعلنت بعثة خبراء مفوضة من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقرير ان كل أطراف النزاع في اليمن يحتمل ان يكونوا قد ارتكبوا "جرائم حرب"، معددة ضربات جوية قاتلة والعنف الجنسي وتجنيد أطفال للقتال.

لكن التحالف رفض نتائج التقرير، وقال انه "وقع (…) في العديد من المغالطات المنهجية وفي توصيفه لوقائع النزاع والتي اتسمت بعدم الموضوعية".

وصدر التقرير بعد أيام من اعلان الامم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 26 طفلاً و4 نساء في غارتين للتحالف في منطقة الدريهمي قرب مدينة الحديدة الساحلية. 

ورد التحالف على هذا الاتهام بالقول ان مسؤولين في الامم المتحدة اصبحوا يخضعون لضغوط الحوثيين في هذا البلد ويعملون على "تسويق رواية" هؤلاء المتمردين حول الضربات الجوية.

واليمن غارق في حرب بين المتمردين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها منذ 2014. وتأمل الامم المتحدة بان تقود محادثات سلام تعقد في جنيف برعايتها الاسبوع المقبل الى إنهاء النزاع الدامي.

والسبت أعلن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني ان حكومته ستسعى خلال محادثات السلام الى دفع عملية بناء الثقة مع المتمردين قدما.

وأكد خلال لقاء في الرياض مع مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث ان الوفد الحكومي أكمل استعداداته للمشاركة في هذه المحادثات، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية "سبأ".

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى