المالكي: القضية الفلسطينية تواجه مخططا لإزاحتها عن خارطة الاهتمامات الإقليمية والدولية
أكد وزیر الخارجیة والمغتربین لدولة فلسطین الدكتور ریاض المالكي الیوم الثلاثاء ان القضیة الفلسطینیة تواجه في ھذا المرحلة "أبشع وأخطر مخطط" لتصفیتھا ودفنھا وازاحتھا عن خارطة الاھتمامات الاقلیمیة والدولیة.
وقال المالكي في كلمته أمام الدورة 150 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري ان خطورة ذلك المخطط تتمثل في "المجزرة السیاسیة" التي تتمادى في ارتكابھا ادارة الرئیس الأمریكي دونالد ترامب ضد حقوق الشعب الفلسطیني العادلة والمشروعة.
وأكد أن الادارة الامریكیة الحالیة انقلبت بشكل كامل على مرتكزات المنظومة الدولیة والشرعیة الدولیة وقراراتھا الخاصة بالقضیة الفلسطینیة وانبرت "دون خجل أو وجل" للدفاع عن الاحتلال ومخططاته الاستعماریة التوسعیة وأخذت على عاتقھا حمایتھا والعمل من أجل شرعنتھا.
وأشار المالكي الى قرارات الرئیس ترامب "المشؤومة" الخاصة بالقدس واللاجئین منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین (اونروا) والاستیطان وسیاساته القائمة على دعم سلطات الاحتلال بشكل أعمى والتغطیة على جرائمھا معتبرا أن ذلك یعد تدخلا "عنیفا وغیر مسبوق" في شؤون الشعب الفلسطیني والأمتین العربیة والاسلامیة.
ودعا المالكي الى التحرك بشكل فوري لسد العجز المالي لوكالة الأنوروا مؤكدا أن ذلك بمقدور الدول العربیة التي التزمت مع قضیتھا المركزیة (القضیة الفلسطینیة) منذ بدایتھا.
وأشار الى المجزرة المیدانیة التي تمارسھا سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطیني وأرضه وممتلكاته و مقدساته المسیحیة والاسلامیة محذرا من مخاطر ما ستقدم علیه ما تسمى (المحكمة العلیا الاسرائیلیة) بخصوص السماح للیھود بالصلاة في الاقصى وباحاته وكذلك الاجراءات والتدابیر الاحتلالیة الھادفة لتغییر الوضع القانوني والتاریخي للمسجد الاقصى.
وقال ان "الموقف الأمریكي – الاسرائیلي بتفاصیله كافة لم یعد غیر واضح أو ضبابیا بل ھو الیوم وبكل وضوح یقوم على التعامل مع القضیة الفلسطینیة كمشكلة سكان یحتاجون لبرامج اغاثیة بمعزل عن حقوقھم التاریخیة والقانونیة لأرض وطنھم فلسطین".
وأكد أن القیادة الفلسطینیة قدمت كل ما یلزم لانجاح جمیع أشكال المفاوضات السابقة والفرص التي أتیحت لھا في ظل "انقلاب" اسرائیلي علني ورسمي على الاتفاقیات الموقعة وتنكر واضح لحقوق الشعب الفلسطیني. وأضاف ان "القیادة الفلسطینیة لا تزال تتمسك بثقافة السلام وبحل الصراع بالطرق السیاسیة السلمیة على اساس حل الدولتین وفي ذات الوقت تدافع عن حقوق شعبنا بكل صلابة وثبات مدعومة بذلك من الأشقاء والأصدقاء في كافة مجالات تحركھا".
وتابع "اننا ماضون في تعمیق الجبھة الدولیة الرافضة للانحیاز الأمریكي الأعمى للاحتلال والرافضة لانتھاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا وماضون في متابعة تداعیات قرار عدد قلیل من الدول التي نقلت سفاراتھا من تل ابیب الى القدس المحتلة بكافة الاشكال والطرق القانونیة والدبلوماسیة".
وتوجه في ھذا السیاق بالشكر والتقدیر للادارة الجدیدة لجمھوریة الباراغوي رئیسا وحكومة وشعبا على قرارھا الشجاع بسحب سفارتھا من القدس واعادتھا الى تل ابیب في التزام واضح للقانون الدولي وبارادة السلام الدولیة القائمة على الشرعیة الدولیة وقراراتھا.
وأكد وزیر الخارجیة الفلسطیني أن حمایة الشعب الفلسطیني تتحقق عند حمایة حقه بتقریر المصیر وتجسید دولته المستقلة وعاصمتھا القدس وعودة لاجئیه الى دیارھم وتحدیدا عبر انھاء الاحتلال الاسرائیلي الذي طال امده.