قمة ثالثة بين الكوريتين واستقبال حار لرئيس كوريا الجنوبية في بيونغ يانغ
أنهى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الثلاثاء محادثات اليوم الأول من قمتهما الثالثة التي تعقد في بيونغ يانغ فيما استقبلت حشود المواطنين على الطرقات موكبهما بالاعلام ورموز التوحيد.
ويأمل مون الذي جاب شوارع بيونغ يانغ برفقة الزعيم الكوري الشمالي، في تحريك المحادثات التي تراوح مكانها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول نزع الأسلحة النووية.
وقد بدأ الثلاثاء زيارته التي تستمر ثلاثة أيام الى بيونغ يانغ. وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ.
وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، بينما كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون يرفعون رموز التوحيد.
والشعار الوحيد الظاهر لكوريا الجنوبية كان على طائرة البوينغ 747 التي أقلت مون.
واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد "لتوحيد البلد" فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده.
وقال مون لكيم في مستهل محادثات رسمية استمرت ساعتين في مقر حزب العمال الحاكم "أنا مدرك جدا للثقل الذي نحمله" مضيفا أنه يشعر "بمسؤولية كبيرة".
وقال مون إن "العالم بأسره يراقب وأرغب في إظهار نتيجة السلام والازدهار للناس في أنحاء العالم".
وكان الشمال اجتاح في 1950 الجنوب ما تسبب في اندلاع الحرب الكورية. وفر والدا مون من الشمال خلال الحرب التي نجمت عن تقسيم شبه الجزيرة إلى كوريتين شمالية وجنوبية تفصل بينهما منطقة محصنة. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية.
ومخاطبا ضيفه بعبارات تتسم بالاحترام، أشاد كيم بجهود مون في التوسط للقمة التاريخية في سنغافورة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في حزيران/يونيو مضيفا بأن "هذا أدى إلى استقرار في المنطقة وأتوقع مزيدا من التقدم".
والتزم كيم في سنغافورة "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية"، وهي عبارة قابلة لتفسيرات عدة، ويتواجه الطرفان منذ ذلك الحين لتحديد المعنى الدقيق لهذه العبارة.
وتريد واشنطن "نزعا نهائيا وكاملا يمكن التحقق منه للاسلحة النووية" للشمال، فيما تريد بيونغ يانغ إعلانا رسميا لانتهاء الحرب الكورية التي استمرت بين 1950-1953 وتندد بوسائل "العصابات" التي تتبعها الولايات المتحدة في مطالبتها بنزع الأسلحة من جانب واحد.
ويجري مون جولة أخرى من المحادثات الرسمية مع كيم الاربعاء ضمن مساعيه لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة يمكن لمون أن يعرضها أمام ترامب المتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
سيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.
وفي نفس الوقت سيسعى كيم لضمان مزيد من التعاون بين الكوريتين وسط تحرك سيول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يانغ.