الجزائر: ما دلالات الإقالات الأخيرة في صفوف الجيش والأمن؟
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية الأربعاء 19 أيلول/سبتمبر، تعيين اللواء سعيد شنقريحة قائدا جديدا للقوات البرية خلفا للواء أحسن طافر الذي أحيل على التقاعد أخيرا بعد 14 سنة قضاها في هذا المنصب.
وكان اللواء شنقريحة يشغل منصب قائد الناحية العسكرية الثالثة، التي تشرف على المنطقة الجنوبية الغربية للجزائر.
كما قام الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري بتنصيب القائد الجديد للقوات الجوية اللواء حميد بومعيزة خلفا للواء عبد القادر لوناس الذي شغل المنصب منذ 2005.
كما شملت القرارات الرئاسية التي صدرت مطلع الأسبوع الجاري إقالة الأمين العام لوزارة الدفاع الجنرال محمد زناخري وحل مكانه الجنرال غريس حميد قادماً من مديرية التنظيم والإمداد.
وأفادت مصادر إعلام محلية أن النائب العام بالمحكمة العسكرية بولاية البليدة أصدر أوامر تقضي بسحب جوازات سفر 5 ضباط برتبة لواء (جنرال)، ومنعهم من السفر خارج البلاد، وشمل هذا الإجراء القادة السابقين للنواحي العسكرية الأولى والثانية والرابعة.
تأتي هذه التعيينات في إطار تغييرات عديدة أجراها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، ففي منتصف الشهر الماضي أقال بوتفليقة اثنين من كبار قادة الجيش، أحدهما اللواء سعيد باي الذي كان قائدا للناحية العسكرية الثانية، وعيّن مكانه قائد الناحية العسكرية السادسة اللواء مفتاح صواب.
كما أقيل اللواء لحبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى الذي حل محله اللواء علي سيدان قائد الأكاديمية العسكرية بشرشال.
وقبل ذلك، أقال بوتفليقة مسؤولين عسكريين بارزين في وزارة الدفاع، بينهم مدير المالية بوجمعة بودواور، ومدير الموارد البشرية اللواء مقداد بن زيان.
كما أقيل في الثاني من يوليو/تموز قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة، وحل مكانه العميد غالي بلقصير. ويتبع الدرك الوطني وزارة الدفاع.
كانت المجلة الشهرية "الجيش" لسان حال الجيش الجزائري، أوضحت أن الإقالات الأخيرة في صفوف القيادة العسكرية العليا تندرج فقط في سياق "التداول على الوظائف والمناصب وفق معايير الجدارة والاستحقاق".
إلا أن إقالة كبار جنرالات الجيش الذي اعتبر لفترة طويلة "صانع الرؤساء" في الجزائر، أثارت العديد من الأسئلة قبل أقل من ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل وسط تساؤلات عن إمكان ترشح بوتفليقة (81 عاما) الذي يعاني مشاكل صحية، لولاية خامسة.
ولا يزال الجدل دائرا بشأن احتمالات ترشح الرئيس بوتفليقة، في وقت بدأت الدائرة المحيطة به للترويج سياسيا لهذا الأمر من منطلق الحفاظ على الإنجازات وتجنب الانقسام السياسي. في حين يرى تيار آخر داخل السلطة وجوب الاتفاق على مرشح يخلف بوتفليقة ليجنب البلاد مرحلة عدم استقرار.
كان بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 19 سنة، قد أعيد انتخابه لولاية رابعة في 2014، بعد عام على إصابته بجلطة دماغية دخل إثرها مستشفى بباريس حيث قضى أكثر من شهرين.
وعلاوة على الخلاف بشأن الانتخابات الرئاسية، تواجه الجزائر مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية، من أبرزها الاحتجاجات التي شهدتها ولاية ورقلة جنوب الجزائر أخيرا اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية.