السياسة الاستباقية للاجهزة الامنية المغربية .. نقطة تحول في التصدي للارهاب
شكلت السیاسة الاستباقیة للاجھزة الامنیة المغربیة التي اتخذت بعد التفجیرات الارھابیة التي استھدفت مدینة الدار البیضاء عام 2003 وخلفت عشرات القتلى والجرحى نقطة تحول جوھریة في الاستراتیجیة الامنیة للمغرب في مواجھة الارھاب المتربص باستقراره وامنه.
ولجأت السلطات المغربیة الى مراجعة استراتیجیتھا في مجال محاربة الارھاب والتطرف وانتھجت سیاسة استباقیة لرصد الخلایا الارھابیة وتفكیكھا بالموازة مع اعتماد الدولة لإصلاحات قانونیة وتنظیمیة ودینیة واقتصادیة واجتماعیة لاجتثاث جذور الارھاب.
وحققت ھذه السیاسة الاستباقیة التي تبناھا المغرب في التعامل مع خطر التھدیدات الارھابیة نتائج ھامة تمثلت خصوصا في تفكیك عشرات الخلایا الارھابیة التي كانت تخطط لزعزعة امن واستقرار البلاد من خلال تنفیذ عملیات تخریبیة بعدد من المواقع الحساسة وتصفیة شخصیات سیاسیة لإحداث الفوضى وخلق حالة من الفراغ یتم استغلالھا من قبل الخلایا الارھابیة التي تنتمي او على صلة بالتنظیمات الارھابیة المعروفة مثل ما یسمى بتنظیم (داعش) او تنظیم (القاعدة) ما یظھر امتداد ھذه الخلایا الارھابیة وعلاقتھا بالتنظیمات الخارجیة وخطورة مخططاتھا التخریبیة.
وحسب ارقام ومعطیات رسمیة كشف عنھا مدیر المكتب المركزي للابحاث القضائیة (مخابرات داخلیة) التابع لوزارة الداخلیة عبد الحق الخیام في تصریحات صحفیة نشرت اخیرا فقد مكنت الاجراءات الاستباقیة التي اتخذتھا السلطات الامنیة المغربیة في اطار تنفیذ الاستراتیجیة الامنیة بمجال محاربة الارھاب والتطرف منذ عام 2003 من تفكیك اكثر من 180 خلیة خططت للقیام بأعمال ارھابیة في البلاد.
واضاف الخیام ان تدخلات الاجھزة الامنیة المختصة حالت ایضا دون وقوع حوالي 361 عملا تخریبیا كانت تستھدف بعض المواقع الحساسة فیما تم اعتقال اكثر من 3129 شخصا منھم 292 لھم سجل اجرامي من بینھم 22 اجنبیا معظمھم ینتمي او على صلة بتنظیمات ارھابیة خارجیة.
وتبرز ھذه الارقام والمعطیات الرسمیة عن الخلایا الارھابیة التي تم تفكیكھا حجم المخاطر والتھدیدات التي تواجه المغرب جراء انتشارھا لاسیما وان ھذه الخلایا المنتشرة لا تتحرك في اطار اجندة داخلیة فحسب بل ایضا في اطار اجندات اقلیمیة ودولیة ما یؤكد خطورتھا على امن واستقرار البلاد.