مقتل تسعة جنود أفغان في هجوم ارهابي استهدف مسجدا في شرق افغانستان
فجر انتحاري نفسه داخل مسجد مكتظ في قاعدة للجيش الأفغاني خلال صلاة الجمعة ما أسفر عن مقتل تسعة جنود على الأقل، وفق ما أفاد مسؤولون، في آخر حلقة من سلسلة العنف الدامي التي تجتاح البلاد.
وأصيب أيضا 22 شخصا على الأقل في التفجير الذي وقع في ولاية خوست (شرق) والذي يعقب موجة من الهجمات الدامية التي شهدتها افغانستان خلال الأسابيع الأخيرة مع تكثيف المجموعات المسلحة لعملياتها في ظل تزايد الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجوم، لكن تنظيم الدولة الإسلامية تبنى في الماضي معظم الهجمات الانتحارية التي استهدفت مساجد.
وقال ناطق باسم اللواء التابع للفيلق الذي يشرف على المنطقة التي يقع فيها المسجد إن تسعة جنود قتلوا وأصيب 22 بجروح.
لكن حاكم خوست حكم خان حبيبي قال إن 27 شخصا قتلوا وأصيب 44 بجروح.
وقال إن المهاجم فجر نفسه بعد بدء الصلاة لكن "لا نعرف كيف دخل إلى المسجد". بدوره، أكد مدير الصحة العامة في الولاية غول أحمد شاه أنه تم نقل 44 مصابا إلى مستشفى مدينة خوست.
لكن منشأتين صحيتين خاصتين أفادتا حتى الآن أنهما استقبلتا 35 مصابا، ما يشير إلى أن حصيلة الضحايا قد تكون أعلى بكثير من الأعداد الواردة.
وتم إرسال أربع مروحيات عسكرية لنقل بعض المصابين إلى كابول، بحسب ما أفاد الناطق باسم وزارة الدفاع غفور أحمد جواد وكالة فرانس برس دون أن يعطي تفاصيل بشأن عدد الضحايا.
بدوره، ندد الرئيس الأفغاني أشرف غني بالهجوم الذي اعتبره "غير إسلامي وغير أنساني".
وأكد جندي يدعى مفتي أصيب بالهجوم أن مئات المصلين كانوا داخل المسجد لحظة وقوعه.
وقال لوكالة فرانس برس من سريره في المستشفى في مدينة خوست "عندما وقع الانفجار، بدأت ساقي ويدي بالنزيف".
وأضاف مفتي "لا أعرف كيف وصلت إلى المستشفى".
– أسبوع من العنف –
وكان 55 شخصا قتلوا الثلاثاء وأصيب 94 بجروح عندما فجر انتحاري نفسه في قاعة بـ"قصر أورانوس للأفراح" الثلاثاء في كابول حيث كان مئات علماء الدين يحتفلون بعيد المولد النبوي.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي لقي إدانات واسعة في أفغانستان وخارجها حيث اعتبرته الأمم المتحدة "عملا وحشيا".
ويأتي تفجير الجمعة في وقت تتعرض قوات الأمن الأفغانية لخسائر قياسية في الأرواح والتي حذر خبراء من أنها بلغت مستويات لا يمكن تحملها في وقت يحقق عناصر طالبان مكاسب في الحرب.
وكشف الرئيس غني هذا الشهر أن نحو 30 ألف جندي أفغاني قتلوا منذ بداية العام 2015، عندما انتقلت مهمة تأمين البلاد من أيدي قوات حلف شمال الأطلسي القتالية إلى قوات الأمن المحلية، وهو رقم أعلى بكثير من الأعداد التي تم تداولها في الماضي.
ويساوي ذلك مقتل ما معدله 20 جنديا في اليوم.
وتم إخفاء أعداد الضحايا في صفوف القوات الأفغانية منذ العام 2017 بطلب من كابول، لكن مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان أبلغت هيئة رقابية أميركية مؤخرا أن حصيلة الصيف الماضي كانت الأسوأ على الإطلاق.
وأعرب المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد في كابول الأحد عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 20 نيسان/ابريل.
وتسلط تصريحاته الضوء على الشعور المتزايد في البيت الأبيض وفي أوساط الدبلوماسيين الأميركيين بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام في أسرع وقت ممكن.
وفي تصريحات قد تعد بمثابة تأكيد على ذلك، أعلن منسق الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية لأفغانستان توبي لانزر أن فرص السلام في أفغانستان اليوم أفضل مما هي عليه منذ سنوات، رغم تواصل أعمال العنف والمعاناة الإنسانية.
وقال "أعتقد أن هناك تنسيقا بين المجتمع الدولي أكبر مما شهدناه في الفترات الماضية".
وأضاف "وهناك مزيد من الانفتاح من قبل أطراف معينة من المجتمع الدولي لضمان أن يكون الجميع جزءا من المفاوضات".